[د. ناصر شافعي]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى نورالدين الخطيب [align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/43.gif');border:4px double purple;"][cell="filter:;"][align=justify] حكيمنا الأديب وأديبنا الفنان الدكتور ناصر شافعي مرحباً بك في هذا الصالون الأدبي ومرحبا بالمحاور اللبق المتمكن الشاعر الأستاذ يسين عرعار سعيدة جداً بهذا الحوار والتعرف بعمق على أديبنا الطبيب الدكتور ناصر آسفة جداً على التأخر بالتواصل والدكتور ناصر والأستاذ يسين يعرفان عذري وهذا ما يمكن أن يشفع لي. أجمل ما في هذه الحوارات السلسة أننا دوماً نكتشف الجديد ولعلّ أكثر ما أسعدني هو محبتك دكتور ناصر لزعيم الأمة العربية الخالد جمال عبد الناصر، وعلى الرغم من أني ولأسفي الشديد لم أعاصره لكني نشأت في مجتمع كل من فيه يعشقه وبيت صورة مكبرة له في كل غرفة وأحببته وتعلمت أن أحبه منذ طفولتي إلى حد أني تلقائيا أحب كل من يحبه أضعافاً مضاعفة وبرأي المتواضع أنه صلاح الدين القرن العشرين وأن مثله صعب أن يكرر قبل مرور زمن طويل وسؤالي الأول دكتور ناصر لك، بعيداً عن السياسة والمواقف الوطنية الصادقة والتضحيات التي استحقت الشعبية التي يحظى بها هذا الزعيم العظيم في كل أرجاء الأمة العربية نجد شيئاً آخر نادرا لديه هو الكريزما الآسرة في شكله وطلته ورنة صوته ونظرة عينيه.. قلة من الناس يحظون بكاريزما آسرة، لو سألتك برأيك ما هي الكريزما التي يتميز بها بعض الناس هل هي الروح أو قوة نفسية أو أنه مجرد قوة شخصية وثقة بالذات تنعكسان على الملامح بالشكل المؤثر أو هي شيء آخر مختلف عن كل هذه التوصيفات؟؟؟ الأطفال أحباب الله ورجال الغد وأمل الوطن.. كطبيب أطفال تتعامل معهم وكأب وجد فنان وطبيب كيف ترى الصحة النفسية للطفل العربي اليوم وهل لديك لوحة تعرضها لنا تمثل ملامح هذا الطفل بصورة عامة؟؟ أراك في لوحاتك تميل إلى الألوان المشرقة هل هذا مبعثه النظرة المتفائلة وعمق الإيمان ؟؟ ما زلت أنتظر دكتور ناصر المادة التي وعدتني بنشرها بشكل مشترك مع الأستاذ منير الفيشاوي عن مقهى الفيشاوي، لكني سأسألك الآن وأرجو ألا أثقل عليك أن تحدثنا في سطور قليلة عن القاهرة القديمة وحي الحسين أشكرك جزيل الشكر وأرجو ألا أكون قد أثقلت عليك ولي عودة بإذن الله [/align][/cell][/table1][/align]

الأستاذة القديرة .. الأديبة المبدعة هدى نور الدين الخطيب :

أسعدني و شرفني تكريمك بالحضور و الترحيب بي في الصالون الأدبي .

سيدتي .. لقد تفتحت عيناي على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .. كنا نقطن أمام القصر الجمهوري بالقبة .. وكنت في طفولتي أجد في عبد الناصر روح الأب و المعلم و القائد و البطل ، الراعي لمصالح بلاده ، و المدافع عن كل قضايا الحرية و السلام .. أمتار قليلة بيني و بين الموكب و السيارة المكشوفة التي يركبها .. ولكنها كانت من أسعد لحظات العمر .. كنت أتخيل أنه يبتسم لي فقط .. ويلقي علي التحية الأبوية لي وحدي .. نشأت في صباى ، و كبر و ترعرع حب عبد الناصر في قلوبنا .. حتي أننا كنا نحفظ خطابه عن ظهر قلب .. ونتباهى بأقواله و أفعاله .. و نفتخر بكوننا من جيل عبد الناصر .

الكاريزما ( من وجهة نظري ) هي العوامل المختلفة في الشخصية التي أمامك و التي تجعلك تميل إليها و تحبها . وهي خليط من الصدق ، و الحكمة في الأقوال .. و الوضوح و عدم الغرور أو التكبر في الكلمات .. و التناسق و التناغم المريح في ملامح الوجه .. وتعبيرات و حركات الجسم ، و نظرة العين . هذا الخليط المتجانس من العوامل يشعرك بأن هذا الشخص لك وحدك !! يشعر بك .. و يتفاعل معك .. و ينطق على لسانه ماكنت ترغب أن تنطق به . ويستطيع هذا الشخص الذي يملك هذه الكاريزما أن ينقل مشاعره و أحاسيسه لنا بسهولة و يسر .

الصحة النفسية للطفل هى عماد تكوينه العقلي و التفاعلي مع الأسرة و الأصدقاء و المجتمع .. وللأسف الطفل العربي يمر الأن بمرحلة خطيرة من عدم الاستقرار النفسي .. و التخبط بين الصواب و الخطأ .. و الحقيقة و ااخيال .. و الصدق و الكذب .. و هذا بسبب الأحداث و التفاعلات الجارية من حوله من جهة .. وبسبب النت و العالم الرقمي و التقني الجديد من ناحية أخرى . ولدىّ لوحة رسمتها منذ أعوام .. قد تحمل المعنى المقصود .. ولكنها بلا شك ليست من أحب لوحاتي إلى قلبي !!

صدقت سيدتي .. أنا في معظم لوحاتي أميل إلى الألوان البهجة المشرقة .. ربما لأني إنسان متفائل و محب للحياة .. أو لأني محب لله و مؤمن بالغد المشرق القادم بإذن الله .

أستاذتي القديرة .. الحديث عن القاهرة القديمة و حي الحسين و الأزهر و الغورية و النحاسين و الصاغة ، أمر محبب إلى قلبي و عزيز على نفسي .. ولا يمكن إيجازه في سطور قليلة .. إلا أني أذكر الآن واقعة .. زار مصر عدة مرات أستاذ للتاريخ في أحد الدول العربية الشقيقة .. وكانت مادته التدريسية للطلاب " عصر المماليك " ..واكتشفت بالصدفة أنه لم يشاهد القاهرة المملوكية القديمة على الواقع .. دعوته لزيارة المنطقة الأثرية برفقتي ..حاول الاعتذار مراراً ، وفي النهاية وافق على مضض . وإشترط أن تكون الزيارة ساعتين فقط لانشغاله !! .
وبدأنا الزيارة و التجوال فانبهر .. واستمرت النزهة ساعات طويلة من الصباح الباكر حتى غروب الشمس .. وتكررت الزيارة أيام متتالية .. وهو في شدة السعادة و الفرح .. و عاد إلى بلاده غير مصدقاً لما معه من ذكريات و صور تذكارية و مراجع علمية . نبقى على وعد بالكتابة المفصلة عن القاهرة القديمة إن شاء الله .

د. ناصر شافعي