رد: نوفمبر{ الياذة الجزائر}
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مهووس أنا حدّ الثّمالة بشعر شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا...وأعانق كل روح تعانقه وتنهل من معينه الذي لا ينضب حتى بعد وفاته...
شكرا لك الأخت بلقيس والشكر موصول أيضا للأستاذة تختوخ على هذه الالتفاتة الطيبة في هذه المناسبة الغالية ..
وأستأذنكما في عرض هذه المعلومات حول إلياذة الجزائر...
فقد طـُـلب من المرحوم مفدي زكريا _في أحد ملتقيات الفكر الإسلامي -التي كانت تنظم سنويا بالجزائر ..طُـلب منه أن يكتب تاريخ الجزائر في قصيدة تكون في مستوى تاريخ الجزائر وبقامة الشّاعر وهامته ..وضُــرب الموعد للملتقى القادم ببجاية أي بعد سنة ..
كان يومها -مفدي زكريا الجزائري -يعيش بالمغرب الشقيق ، وكان وزيرَ الثقافة أيامها العملاقُ الموسوعة -مولود قاسم نايت بلقاسم- وهو مؤرخ مقتدر..كما تزامن هذا الحدث العظيم بإشراك المؤرخ الشهير التونسي الدكتور -عثمان الكعّاك - رحمهم الله جميعا...
وكان الاتصال بين العمالقة الثلاثة :*الكعاك من تونس *مولود قاسم من الجزائر *مفدي زكريا من المغرب الأقصى الشقيق ...
كانت المعلومات التاريخية تُـتبادل بين الأشقاء والأقربين روحيا في حبّ الجزائر وتاريخها المجيد...تتناقلها هواتفهم في ما بينهم وتصوغها عبرقية الشّاعر لتسيل شعرا رقراقا تارة دفّاقا هائجا تارة أخرى ..
وفي الموعد ، حضر الشّاعر بما يربو عن سبعمائة بيت يؤرّخ بها للجزائر العظيمة منذ فجر التاريخ...
وما كادت السّنة الموالية تكتمل حتى وُلد البيت الأوّل بعدالألف :مائة مقطع بعشرة أبيات لكل مقطع ،ولازمة تتكرّر بعد كل مقطع (شغلنا الورى وملأنا الدنى بشعرنرتله كالصلاة تسابيحه من حنايا الجزائر )...وكانت الإلياذة في أبهى وأعظم مكانة لها في نفوس الأدباء والوطنيين الخلّص..1001بيت من أروع ما قيل في الشعر الحديث.
...وقد سبقت مشيئة الله تعالى في إبراز مدى تلاحم هؤلاء كأوطانهم ببعضهم البعض أحياء وأمواتا ...فقد توفي الدكتور التونسي -عثمان الكعاك بعنابة -الجزائر -وهو يلقي محاضرة في التاريخ --
وتوفي شاعرنا العظيم مفدي زكريا-الجزائري - بتونس الشقيقة حيث كان يقيم -- وانتقل إلى جوار ربّه بالجزائر عبقريّ الجزائر مولود قاسم نايت بلقاسم ..
رحمهم الله وكتب لهم أعمالهم في ميزان حسناتهم وغفر لهم بها زلاتهم وأخطاءهم...
ألا هكذا فليكن التلاحم بين الرجال في حب الوطن...لا ضغينة ولا بغضاء ولا كراهية في الوطنية والأدب النبيل ..عليهما نلتقي وبهما نتنفّس إكسير الحياة المتوهّج فينا وطنية وشموخا وإباء...
رحم الله شهداء المسلمين ....
وتقبلوا تحياتي ومعذرة على الإطالة ..
من الجزائر محمد نحال
|