روحي الخالدي
( 1864 – 1913 )
مؤرخ ورجل سياسة ولد في القدس وتبقى تعليمه الابتدائي في مدارسها ثم أتم تعليمه الثانوي في نابلس وطرابلس الشام حيث كان والده يعمل وفي طرابلس تررد على حلقات تدريس الشيخ محمد عبده الذي نفي إلى هذه المدينة عقب اخفاق الثورة العرابية .
عاد الى القدس مثابراً على زيادة ثقافته فأخذ يحضر دروس المسجد الاقصى ويتبقى فيه علوم الفقه والتوحيد والحديث والنحو والصرف والمنطق والبيان ويتردد على المدرسة الصلاحية ليتقن اللغة الفرنسية ثم التحق بالمدرسة السلطانية في بيروت وظل فيها حتى انحلالها فعاد الى القدس وعين موظفاً في دوائر العدلية ثم رئيس كتاب في محكمة بداية غزة وانتقل الى الاستانة سنة 1887 حيث التحق بمعهد الجامعة المعروف باسم المكتب الملكي الشاهاني فمكث فيه ست سنوات حتى نال شهادته سنة 1893 . رجع الى القدس وعمل معلماً في المكتب الاعدادي ثم عاد الى الاستانة يطلب تعيينه في منصب قائمقام احد الاقضية ولم ينجح فسافر الى باريس ثم عاد الى الاستانة واخذ يتردد على مجلس جمال الدين الافغاني فيها واخيراً عاد إلى باريس والتحق بكلية العلوم السياسية وتخرج منها بعد ثلاث سنوات ثم دخل جامعة السوريون ودرس فلسفة العلوم الاسلامية والشرقية فيها وهكذا اكتمل نضجه فدعي الى القاء المحاضرات في شرح المسائل الشرقية والاسلامية والعربية وعين مدرساً في معهد نشر اللغات الاجنبية في باريس سنة 1897 . وحضر مؤتمر المستشرقين المنعقد في باريس تلك السنة وكانت محاضراته تنشر في الصحف الفرنسية .
انتقل روحي الخالدي الى الاستانة وفي سنة 1898 عين قنصلاً عاماً للدولة العثمانية في مدينة بوردو الفرنسية وبقي في منصبه حتى سنة 1908 التي حدث فيها الانقلاب على السلطان عبد الحميد وأعلن الدستور فعاد الى القدس حيث انتخبه أهلوها نائباً عنهم الى المجلس النيابي في الاستانة وقد جدد انتخابه ثانياً سنة 1912 وأصبح نائباً لرئيس المجلس ولكن الاتحاديين حلوا المبعوثان في السنة نفسها . وفي السنة التالية مرض وتوفي في الاستانة ودفن فيها .....................
كان روحي الخالدي واسع الثقافة ولا سيما في السياسة مجيداً لعدد من اللغات الاجنبية منها التركية والعبرية والفرنسية فمكنه هذا من الاطلاع على السياسات الدولية وإدراك المطامع الاجنبية في البلدان العربية وخفايا الحركة الصهيونية وكان أول من كتب عن المسالة الشرقية من العرب وذلك في صيغة السؤال التالي : هل تحافظ اوروبا على بقاء المملكة العثمانية أو تتركها تنقرض وتزول ؟ كما كان من اوائل الذين نبهوا الى الخطر الصهيوني والاطماع الصهيونية في فلسطين وحول ذلك القى كثيراً من الخطب في مجلس النواب العثماني ونشر المقالات والدراسات وكان احد أفراد الكتلة النيابية العربية في المبعوثان وقد تصدى مع النواب العرب الاخرين لنواب الترك الاتحاديين وهاجم مخططاتهم وأعمالهم ضد العرب وأمانيهم .ترك روحي الخالدي عدداً من الكتب لا يزال معظمها مخطوطاً ومنها ( تاريخ الصهيونية ) و ( المقدمة في المسالة الشرقية ) و ( رحلة ) و ( تاريخ الشرق وامرائه ) و ( علم الالسنة أو مقابلة اللغات ) و العالم الاسلامي ) و ( علم الكيمياء عند العرب وكيف انتقل الى الافرنج ) .
يتبع