رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
مِنْ شعر : الإخوانيــات
لي في مَكَّةَ المُكَرَّمَة ، صديق جليل وشيخٌ فضيل ، اسمه (موسى ....) هوَ إمامٌ وخَطيبٌ مُفَوَّهٌ، حافِظٌ للقُرآنِ وقارِئٌ مُجيدٍ ، فيه من المزايا المُحَبَّبَةِ إلى الناس وإلى مريديه، منها: بساطةٌ خُلُقٍ في التخاطب والتعامل،وبسطةُ وجهٍ دائمة عليه في الملاقاةِ والحديث ، إنها مزايا تَقارُبٍ لا تَباعُدٍ، وتآلُفٍ لا تَنافُرٍ، وتَحابُبٍ لا تَكارُهٍ؛ وهي العُروَةُ الوُثْقَى،التي تُوَثِّقُ العلاقَةَ بيْنَ الناس بصورة عامة ، وبين الواعِظِ ومُريدِه بصورة خاصة.
وكــانَ الشَّيْخُ يتأبّى أنْ أُعانِقَهُ في مناسباتٍ اجتماعيّةٍ يَتَوجَّبُ فيهاالعِناقِ ، كَوَداعٍ لسَفَرٍ أو عَودَةٍ منه، وكنْتُ أمازِحُهُ قائلاً :
لابُدَّ أنْ احقِّقَ العِناقَ ولوكَلَّفَني ذلكَ إطلاقَ لِحْيَتي ، فأنْـتَ لاتُريدُ معانَقَةَ الوجْهِ الأمْرَدِ . فيَضْحَكْ .
ومَرّتْ شُهورٌ...وفي أواخِرِ شهر رجب للعام 1421هجري، شاءَ اللهُ ـ بعدَ أنْ عَزَمْتُ وتوكّلْتُ ـ أنْ أُطْلِقَ لحيتي على شكلٍ خفيفٍ، لأعطي عمريَ حقّهُ من الوقار.
وجِئتُ إلى المَسْجِدِ ، وإذ بالشَّيْخِ يُبادِرُني ـ علَى غَيْرِعادتِهِ ـ بعِناقٍ مأمولٍ بِهِ ،مما حفّزني إلى عمل القصيدة التالية:
قد نِلْتُها بالعَـزْمِ والصَّبْـرِ المريـر
مِنْ صاحِبي،شَيخي،وأستاذي السَّميْرْ
*
هيَ قُبْلَـةٌ مِـنْ لِحْيَـةٍ فَتّانَـــةٍ
وأمامَ قِبْلـةِ مَسْجِدِ ( النّـــورِ) الشَّهيرْ
*
قَدْ كنتُ أحسَبُها نِبالَ ذُكــــورةٍ
تُدْمي الحَليلَةَ حينما تأتي السّـــــــريرْ
*
فإذا بِها ـ واللهِ ـ ريشُ نَعامــَةٍ
يانِعـْمَ مَنْ نالَـتْ وِساداً مِنْ حَــــــريرْ
*
لكنَّ(أهلي)اسْتَنْكَرَتْ لي لِحْيَـــتي
وتَوَعَّدَتْ شَيْخي الّذي كانَ المُشــــــيرْ
*
قَدْ خَيَّروني بَينَ (مـوسَى) مَذْبَـحٍ
أو هَجْرِ(موسَى)؛ آهِ مِنْ طَلَبٍ مَريــــرْ
*
ياشَيْخُ موسَى، أفتِني في مأزَقــي
وأشِـرْ علَيَّ ، فلسْتُ غَيْرَكَ أسْتَـيرْ
*
أأجُزُّها ، إنْ كُنْتُ داخِلَ مَنْــزلي
وإذا خَرَجْتُ،فذَقْنَ آخرَأسْتَعــــيرْ؟
*
إنّي لأعْجَـبُ أنْ تَثورَ حليلــتي
مِنْ لِحْيَـتي ، لَكأنّها شَعْـرُ البَعـيرْ!
*
هيَ عِلَّة ُ(السّبعينَ)،سوءُ نِهايَـةٍ
لاحبّ فيها، بل صراخ يستجيــــــــــــــر!
*
فإذا امْتَطَى(السَّبعونَ)بَطْنَ سَريرِهِ
يُرْمَى ، ويَقضي عُمْرَهُ فوقَ الحَصــــيرْ
*
فأجابَ شَيْخِيَ: ما تَعَتَّقَ فارْمِـهِ
وارْكَبْ جديداً، أو سَتُرْكَبْ كالحَمــــــــيرْ
*
خُذْ أربَعاً...فتَرَى التَّوَدُّدَ دائمـــــاً
مِنْهُنَّ ، في سَبَـقٍ إلى ماءِ الغَديـــــــرْ!
*
ياشَيْخُ موسَى:إنَّ شِعْري لَغْوُ مَـنْ
ألِـفَ المِراحَ، وطَبْعُـهُ طِفْلٌ كبــــــــــــيرْ
*
فحليلتي الأولى سَبيلُ سعادتـي
هِيَ أوَّلٌ الحُبِّ المُخَلّــَدِ والأخــــــــــــيرْ
*
(نَقِّلْ فؤادَكَ حَيْثُ شِئتَ مِنَ الهَوَى)
تَلْقَ اللَّظَى…وتَعُدْ إلى الأولــــى كَسيرْ
*******
يمكنكم رفضها أو مسح جزء منها أوكلّها
***************************
ملاحظة /
القصيدة كلها باستثناء (الإستهلال) برئ منها شيخي الفاضل معنى ومبنى ، وهي من بنات أفكاري وتصوراتي . أقول ذلك كي أجبّ المغيبة عن شيخي الفاضل ممن يكرهون بسمة المراح التي يزرعها رجال العلم في مجالسهم الخاصة.
عبد المنعم
|