رد: الأديب -عبد المنعم محمد خير إسبير -في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يس
إخوتي وأحبائي
أخواتي وبناتي وأخص بالذكر:
الغالي الأستاذ مازن كما يصفني وأصفه
الأستاذة بوران شما قائلا لها نحن لاننسى من تذكرتنا في ترشيحي لمجلس الحكماء ، فهلاّ حققت لنا وجوداً بيننا؟
والأخت في الله ( البحر الهائج ) التي سوف تنقلب يوماً ما إلى ( المحيط الهادي ) فأطلّي علينا ياذات الطموح الأدبي التي تناضل بكفاءة عالية في سبيل تحقيقه إن شاء الله
مشهد من الحياة شاهدته في العام 2006م وما قبله، ولم ألاحظه بعد ذلك في المملكة بفضل من الله ثم بفضل وزارة التربية والتعليم في المملكة ، بعد أن رفعت أمره إليهم فتداركوه بكل مسئولية وفقا للرسالة النصية الآتية من معالي الوزير :
( الأخ/عبد المنعم إسبير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إشارة إلى بريدكم المرسل الى معالي وزير التربية والتعليم، نفيدكم بأنه تم إحالته إلى
معالي النائب لتعليم البنين
برقم :106413/4
وشكراً لكم على تواصلكم
مدير عام مكتب الوزير
د. عبد الله بن صالح المقبل
وبالرغم من انعدام المشهد لابد لنا من ان نذكر به ونحذّر، وسوف يكون موضع نقاش بيننا اليوم بأدبية عالية
تعالوا معي إلى مشهدٍ من مشاهد أليمة تترى في الحياة في أيّ مكان . وقد بنيته على أساس حوارية من الواقع الإفتراضي ليذّكر أولو الألباب
المشــــــهد :ـ
بينا كنت في طريقي إلى وجهتي ، رأيتهُ قرْبَ حاويةِ قمامة! يحمل مجموعةَ كتب مدرسيّة ، منها مستعمل ومنها جديدٌ لم تمسسه يدْ ! فرمَى بها إلى جانب القمامة، وتابع سيره بدونها.
اقتربتُ من ذلك الفتى مسَلِّماً وسألته :
ــ أراك نسيتَ كتبكَ ياولدي!
ــ أجابني من غير ردٍّ على سلامي :لا لمْ أنسَها بل رميتها.
ــ ولمَ ياولدي .
ــ فصَفَقَ يداً بيد: ألا يكفينا قراءة ؟ خلصنا وتخلّصنا وجاءت العطلة المدرسيّة.
ــ لم أفهم ياولدي ؟!
ــ يعني خلصنا من الدراسة ، وتخلّصنا من كتبها ، أما آنَ لنا أن نرتاح ؟
ــ آن لك أن ترتاح ياولدي . هذا شئ طبيعيّ وضروريّ. ولكن ماذنب الكتب تلك ، لتتخلّصَ منها؟
ــ عمّي دعني وشأني ، لقد تأخّرت على موعدي .
ــ موعدك مع من ؟
ــ مع رفقائي لنلعب بالكرة!
ــ أنصحك ياولدي أن تحتفظ بكتبك هذه في مكتبتك ؟
ــ فردّ بضجر : (كمان)؟؟؟
ــ نعم ياولدي .
ــ عمّي دعني فليس عندي مكتبة أصلاً .
واستدار ليتابع سيره ، فاستوقفته،
ــ أريد أن أسألكَ سؤالاً فاحتملني ياولدي فأنا بعمر أبيك ولا أرجو لك إلاّ الخير .
ــ بهدوء وطمأنينة أجاب: تفضّل ياعمّ . من أجل خاطرك سأتخلّف عن موعد اللّعب .
ــ أريد سؤالك .
ــ تفضّل . لكن بسرعة أرجوك
ــ أمّك التي حملتك وربّتكَ وعلّمتك طوال عمرك ، فهل من العدل والوفاء أن ترمي بها إلى الشارع ؟
ــ أعوذ بالله . من قال هذا القول ، أستغفر الله العظيم ، لايمكن أن أفعل ذلك .
ــ ولكنّك فعلْتَ بمثيل لها ، ولها حقّ عليك أيضاً؟!
ــ كيف ياعمي؟!
ــ سأوضح لك . إنّ أمّك هي من لحم ودم ، وتكاد تكون الكتب تلكَ من لحمٍ ودم.
ــ كيف؟! فرق كبيرٌ بين الطرفين .
ــ الفرق بينهما قائم في الظّاهر ، ولكن لافرق بينهما في المضمون . فإذا تبصّرت ببصيرتك في أعماق أوراق الكتب وخلف سطورها، لوجدت شخوصاً إنسانيّة فكريّة تربويّة ، قد قدّمتْ لك وللآلاف علمها وتفكيرها وأفكارها ، على أطباق من ورق مدادها عرق جهادهم .
إنّ تلك الكتب التي رميتها ، علّمتك كأبيك وربّتك كأمّك ، فما أحسنتَ وما أوفيت ، وما احترمْتَ من علّمك علومها وأفهمك محتواها ، فرميتَ فِكراً وعقولاً ومربّينَ وأساتذة قرب القمامة ، وفي موقع لا يستحقّونه .
ــ ولكن ماقيمتها عندي بعد نجاحي ؟.
ــ إنّ قيمتها كبيرة عندي . فهل تسمح لي ياولدي أن أنتشل كتبك لأحتفظ بها في مكتبتي ، فقد تنقذني في موضوع نسيته فأرجعُ إليها.
ظلّ الفتى الطالب صامتاً مطرقاً طوال حديثي ،ثم أجابني :
ــ سامحني ياعمّي ، دع الكتب لي ، فقد ظلمتها (كما تقول) وظلمتُ نفسي ، كما ظلمتُ كلّ من عملوا فيها. سوف أضعها في مكتبتي بديلاً عن علب الفيديو والأقراص وغيرها التي أخذت مكانها . وأعدك بأنّني سوف ألقي بتلك العلب في القمامة بدلاً عن رميِ الكتب فيها.
ــ على أن تكون العلب مليئة بما فيها لا فارغة .
ــ فأجاب ضاحكا : طبعاً
ــ أهذا وعد ؟
ــ وعد .
ــ بارك الله بك ياولدي .
ــ ولكن من أنت ياعمّي .
ــ أنا ؟ أنا إنسانٌ ناصح أمين ياولدي ، وقد علمتني أخطائي في حياتي ومازالت تعلّمني ، وما تعلمْتهُ منها أنصحُ به الآخرين .
**************
|