الكفرين
جميل فالح أبوخالد (1928) وشقيقه جودة فالح أبو خالد (1933)
من مواليد الكفرين ويسكنان في أم الفحم
التقينا بهما في منزل الأخير يوم الأربعاء 10/1/2007.
الأرض والزراعة
[align=justify]الكفرين كانت تملك فوق 12 الف دونم بس مش كل واحد عنده أرض، الناس كانت عايشة على الفلاحة والزراعة، ترزع قمح وشعير، وبالشتا كانت تزرع خضرة: فجل، سبانخ وبقدونس وكنا نروح نبيع بالباص على حيفا، كان ييجي الباص يوقف جنب الكفرين والناس تحضّر شوالات عكـّوب وحويرة ونعنع ونروح نبيعها.
البلد كان فيها كثير مواشي، كل بيت كان يكون فيه 60 او 70 راس غنم يسرح فيهن، بيتنا كان 6 اخوة، كلنا خلقنا بالكفرين، ما كان عنا أرض، أبوي كان جمـّال، وكان عنده جملين وكل يوم كان يروح على عسفيا والدالية يجيب دخان، كان يعمل نقلات من اللجون للكفرين.
بالبلد في عيون ثنتين، عين البلد وعين الحنانة، في ساحة اسمها بلاطة العريس، سموها هيك لانه كانوا يزفوا العريس هناك. بالبلد كان في وادي العرايس، كان غرب العين.
كنا عايشين ومبسوطين، لا اشتغلنا لا عند يهود ولا غير يهود.[/align]
العرس
[align=justify]لما يكون في عرس كانت الناس تتعاون وكل واحد يجيب إشي، العرس كان 3 ايام تعاليل، الناس تعمل فاردة على الجمال، وسحجة. النقوط كان 4 أو 10 قروش، كان يوقف واحد وتروح الناس تعطيه القروش، المصاري كانت فلسطينينة. القرش أحسن من الشيكل اليوم. المهر؟، كانوا يدفعوا 20 او 15 ليرة، حسب الاتفاق.[/align]
العائلات:
[align=justify]دار اسعد الخضر، المصاروة، دار يوسف عبد الجواد، دار احمد الحاج يوسف، أكبر عائلة كانت دار أسعد الخضر واليوم صاروا دار الغول، هدا الاسم أجا من غزة.
إحنا من المصاروة، المصاروة اصلهم من مصر. هيك سمعت.. مع انه سيدي أجا من أم الفحم على الكفرين بس ظلوا يقولوا انه إحنا من مصر.[/align]
المدرسة
بال- 48 كان عدد السكان يمكن 800 او 1000، البلد كان بلد مسلم، كان فيها جامع واحد ومدرسة واحدة لصف الرابع. انا تعلمت لحد صف رابع وخلصت مدرسة بجيل 16 سنه، "طقرزت" 4 سنين (أي عملت مساعداً لفلاح)أروح أعطي الحراث الفطور وهو يفطر اصير احرث محله.
المدرسة كان فيها معلم واحد بس، ما كان يعلم اربع صفوف بنفس الوقت، مثلا الساعه 8 كانت للصف الاول الساعة 9 للصف الثاني وهيك.
تعلمنا دين، تاريخ، جغرافيا وقرآن، اللي كان يخلص ال 4 سنين كان يروح يتعلم بأم الفحم وبعد أم الفحم ينتقل على جنين، إحنا بالصف كنا 12 واللي كمـّلوا بس 2، واحد منهم ابن المختار .
ما كان في بنات تتعلم بهذاك الوقت، البنات كانت تشتغل بالارض ويتجوزو وهن صغار. كانت
البنات كانت تروح تفلح وتزرع وتغمر، كان في ناس من البلد يستأجروا بنات من البلد عشان يغمروا ويشتغلوا.
الانجليز والثوار:
[align=justify]الانجليز كانوا يعتقلوا اي واحد عنده سلاح، بالكفرين كان الانجليز ييجوا بالدبابة ويطلعونا من بيوتنا عشان يعتقلوا الثوار ويدوروا على السلاح.
بتذكر بال- 1940 أو 1942، راح تقرير للانجليز انه في ثوار بالكفرين، اجو الانجليز على الكفرين، وكان فيها شابين من الثوار واحد اسمه رشيد والثاني اسمه أبو درة على ما اعتقد.
الانجليز جمعوا الرجال والنسوان كل واحد لحال، واحد من الثوار الاثنين لبس أواعي نسوان وقعدوه مع النسوان، بس الثاني، رشيد، رفض يعمل هيك وحاول يهرب، الانجليز شافوه وهو شارد وقتلوه بالبساتين. احنا كنا نفكر انه الانجليز يهود.[/align]
العلاقه مع اليهود:
[align=justify]كل يوم كنا نسرق من أراضي الجعارة ويوكنعام، واليهود ما يحكو ولا كلمة.. سنه ال- 38 دار البيك باعوا أراضيهم لليهود وهيك بنا اليهود الكوبنيات (المستعمرات). أهل أم الدفوف وأهل الريحانية وأهل الدالية هم اللي باعوا أراضيهم، بس اهل الكفرين ما باعوا.
في ناس اللي عملوا علاقات مع اليهود مثل خالي، كان يروح يذبح لليهود. بس غير شغل ما كان علاقات ثانية بينا. لكن احنا ما كنا نشوف اليهود أعداء أو مستوطنين، ما كانوا يزعجونا.[/align]
حرب ال 48
[align=justify]طلعنا من البلد خوف، الحجر ما بقاوم البارودة. احنا العرب خون. ابوي كان بعسفيا وبالطريق وهو راجع مرق من كوبانية الجعارة وأعطوه مكتوب يسلمه لمختار الكفرين. مختار الكفرين هو من عبلين، اشترى ثلاث أرباع أراضي الكفرين وصار مختار عليها، ولانه مختار وما اله حدا ولا ظهر الناس كانت تضغط عليه. قبل ما ييجي المختارمن عبلين، سمعت انه مختار البلد كان من دار احمد الحاج يوسف.
أجا أبوي عند مختار الكفرين وأعطاه المكتوب، كاتب فيه: "حضرة المختارأابو نايف أديب النجمي، سالمونا واحنا منحافظ عليكم مع مشيئة الله، اذا سمعتوا انه بدو ييجي ثوار أو أي حدا يضرب على الكوبانية أعطونا خبر، وانتوا خليكم ببيوتكم واراضيكم".
وهو يقرأ المكتوب كان واحد عند المختار اسمه اسعد الخضر من دار الغول، لما قرا المكتوب صار يقول هذا المختار خاين، لما سمع المختار انه بتهموه بالخيانة قام وقال: "يا اسعد اذا أنا خاين مش راح أبقى ولا يوم بهاي الارض".
بهاي الفتره انا كنت حراث عند المختار اديب النجمي، الصبح اجا وقاللي: "خذ الفدان مبروك عليك"، سالته شو صار يا مختار، قال: "انا ما بدي ابقى بالكفرين، واحد من دار أسعد الخضر بقول انه انا خاين". وهيك اخذ المختار زوجته واولاده فخري ولطفي ولطفية وفخرية وطلع.
الناس شافت المختار وعائلته شاردين حافت وصارت تشرد وهيك ما بقي حدا بالبلد.
واحنا شاردين صار اليهود يطخو علينا، اليهود لما شافونا شاردين صاروا بدهم يخوفونا اكثر واكثر ويطخوا علينا.
لما شردنا، امي نسيت اختي بالدار اخذت المخده مكانها، رجعنا المغرب عشان نجيبها واحنا طالعين وقت اذان المغرب صاروا يقصفوا الكفرين، بنفس الليلة اللي رجعنا اخذنا اختنا سمعنا القنابل والقصف.
ابوي كان يحارب مع السوريين في بيت راس جنب الكفرين. السوريين اجو قبل ما نطلع، الحرب كانت حوالين الكفرين بس بالكفرين ما كان فيها حرب، البلاد اللي حوالين الكفرين طلعوا قبلنا مثل ام الزينات والريحانية، كل هاي البلاد طلعت خوف. يسمعوا الناس تقول "اجت اليهود اجت يهود" ويصيروا يهربوا من الخوف.[/align]
الرحيل:
[align=justify]لو بقي المختار وما رد على دار الغول بعد ما قرا المكتوب من كوبانية الجعارة كنا بقينا بالكفرين. كل البلد طلعت مع بعضها بيوم واحد، اشي راح على اللجون واشي على عين الحجر واشي على ام الفحم، احنا رحنا على معاوية، واهل معاوية رفضونا وقالولنا انتوا بعتوا بلادكم وجايين على بلدنا.
طلعنا من معاوية. رحنا حوالي خمس عائلات على العرايش عند البدو وقعدنا هناك، استقبلونا لانه في واحد من الكفرين متزوج من هناك والزلمة كان معنا، ولانه كان معنا قبلونا، قعدنا عندهم حوالي سنة، بالشتا كانت عندهم رواكات للبقر، صاروا ينيموا البقر برّه واحنا ننام بالرواكات، بالصيف نصبنا خرابيش وخيم وكل واحد قعد بخربوش.
بعد بسنة جينا هون على ام الفحم، كان في حاووز قعدنا فيه، صرنا نشتغل على الجمال وكانت في محافر والبيوت طين، وكنا نجيب حمل او حملين تراب على الجمال ونوخذ مصاري، وهيك عشنا.
بال 1963 بنينا بيت بأم الفحم، لليوم بعدهم بقولو عنا لاجئين.
بفترة الحكم العسكري اجا امر انه ممنوع منعاً باتاً يبقى اي لاجئ بأم الفحم، وصار الجيش يعتقل ناس ويرحلهم من البلد، احنا سيدي كان من أم الفحم ومش من الكفرين وعشان هيك بقينا، مخاتير ام الفحم ساعدونا وقالوا انه سيدي فحماوي، مضوا على ورقة وسلموها للحاكم العسكري.
باقي الناس طردوهم على جنين ونابلس. احنا عنا قرايب بجنين ونابلس، عمي محمود لليوم موجود بنابلس، في لاجئين كمان بالاردن.
بالكفرين كان في مقبرة موجودة لليوم، وفي كمان مقام ولي لليوم موجود اسمه مقام الشيخ مجاهد. هدموا كل الدور جنب المقام والولي ما انهد. من سنتين او اكثر صاورا المشايخ يروحو على المقام ويصير مناوشات مع يهود الجعارة.[/align]