عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 12 / 2009, 43 : 04 AM   رقم المشاركة : [9]
أسماء بوستة
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي

 الصورة الرمزية أسماء بوستة
 





أسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

رد: بحث / النكبة في الخطاب الثقافي الفلسطيني : الفن التشكيلي نموذجا - مليحة مسلماني

[align=justify]تطرح أعمال رائدة أخرى من رائدات التشكيل الفلسطيني، وهي الفنانة منى حاطوم، العلاقة بين ما هو ذاتي و ماهو سياسي، بين ما هو عام و ما هو خاص، من خلال جسدها كموضوع عملها الفني. ولدت منى حاطوم في بيروت عام 1952 لأسرة فلسطينية هُجّرت من حيفا.

و في معظم أعمالها يبقى جسد حاطوم موضوعا للمنفى الجماعي و الغربة الذاتية. في عملها " تحت الحصار" و الذي عرض في لندن قبل ستة أيام من الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ظهر جسد منى حاطوم العاري مكتسيا بالصلصال داخل مكعب ضيق شفاف، استمر وجود الجسد محاولا الوقوف داخل المكعب لمدة سبع ساعات، في تعبير عن تلطخ و تخبط الجسد العاري داخل الحصار.8 ظهر أيضا جسد حاطوم في عملها " طاولة المحادثات" الذي عرض في العام الذي تلا مذبحة صبرا و شاتيلا في أيلول 1982 في مدينة أوتاوا في كندا. مُدّد جسد حاطوم لمدة ثلاث ساعات على طاولة يسلط عليها ضوء و من حولها كراسي فارغة، ظهر الجسد ملفوفا بالشاش الطبي و بالأكياس ومن خلال البطن يظهر كيس مخضب بالدم و مليء بالأمعاء، رافق هذا العرض تصريحات لقادة عرب حول السلام في منطقة الشرق الأوسط.9
يصف إدوارد سعيد أعمال منى حاطوم ب "منطق الأضداد" التي تستند على ما يسميه ب "ذاكرة التحدي" و يوضح الفنان و الباحث الفلسطيني كمال بلاّطة هذا الوصف من خلال أعمال حاطوم التي تعبر في نفس الوقت عن أضداد تتراوح ما بين الهوية و المنفى و ما بين القمع و المقاومة و ما بين الأسر و الحرية.10 يقول إدوارد سعيد في قراءته لأعمال حاطوم:

"في عصر المهاجرين، و اللاجئين و المنفيين، وهروب المدنيين، عصر المذابح
و المخيمات، و منع التجوّل، و إبراز بطاقات الهوية، تعتبر......[أعمال حاطوم
الفنية ] بصفتها الأدوات العرضيّة غير القابلة للمصالحة في علاقتها بذاكرة
التحدي، هذه الذاكرة التي تواجه الذات دون هوادة و بالعناد نفسه الذي تواجه
فيه الآخر الذي يطاردها و يقمعها، و لئن اتسمت [هذه الأعمال] بالتغيير
المستديم إلا أنها ترفض لنفسها التفريط بالماضي الذي تكمن عليه بحيث تبدو
في ذلك و كأنها كارثة مغفلة يتواصل حدوثها دون توقف و دون تملّق أو تبجّج أو
عصف خطابي"11.


غير أن حاطوم في عملها "قياسات المسافة"، [شكل 3]، ستعيد إنتاج الذاكرة ما بين تلك الفردية و الأخرى الجمعية التي تحتفظ بالألم الإنساني الفلسطيني منذ التهجير. " قياسات المسافة " عبارة عن عرض بالفيديو لمدة خمس عشرة دقيقة كانت قد صوّرتها منى حاطوم قبل الإجتياح الإسرائيلي للبنان بعام و عرضته عام 1988. يعرض هذا الشريط صورة إلتقطتها الفنانة للنصف الأعلى من جسد والدتها أثناء استحمامها في بيتها في بيروت، في حين يتوارى النصف الأعلى من جسد الأم خلف سطور من صفحات رسالة كانت قد كتبتها لإبنتها في لندن. و بينما يتساقط رذاذ الماء داخل الحمام، يجري حواربين الأم و ابنتها حول الأحداث اليومية خلال الحرب الأهلية في لبنان يتخللها حديث حول الجنس و أخبار العائلة. في أكثر اللحظات الحميمية تلك، تستعيد الوالدة الذكريات الصعبة في بيروت، وتصارح ابنتها بأنه بعد مرور السنين أن سخطها قد ترسخ بسبب غربتها عن وطنها و عن مدينتها حيفا.12 هكذا تقرّب حاطوم في "قياسات المسافة" المسافات بين الغربة و الوطن، بين منفى الأم عن حيفا و المسافة بينها و بين أمها من خلال حوار يتضمن الأخبار و الذكريات و المصارحة. جسد الأم هنا هو موضوع المنفى، الذي يمثل السخط الفلسطيني عليه من خلال إحساس الأم المستمر بالغربة بعد أن هُجّرت من حيفا.

في المشهد التشكيلي الفلسطيني داخل الخط الأخضر، حيث الأقلية الفلسطينية التي تواجه سياسة صهيونية مزدوجة ما بين الإقصاء من ناحية و محاولات الأسرلة من ناحية أخرى، برز فنانون فلسطينيون عبروا عن خصوصية الواقع و الهوية. كان من بين هؤلاء الفنان عاصم أبو شقرة التي تعتبر لوحته "صبّار"، [شكل 4] ، و التي أنجزها عام 1989 من أكثر لوحاته إثارة للجدل و فضحا لعمق قضية الإنسان الفلسطيني في مواجهته مع " الآخر" سارق أرضه و هويته. تمثل تلك اللوحة الهوية الفلسطينية المرتكزة على قدرة الشعب الفلسطيني على البقاء و الحفاظ على الهوية رغم اقتلاعه من أرضه. فالصبّار يمثل القدرة على النمو من وسط الموت، وجسده يحتوي سبل الدفاع عن هذا الجسد "الشوك". و تلك هي الهوية الفلسطينية التي تحتفظ بالقدرة على الإستمرار في عناصرها ذاتها. إن دلالة الصبّار الموجود في مركز اللوحة يشير إلى فكرة الصبر و القدرة على البقاء في ظل الظروف القاسية، و إن وضع الصبار في أصيص في اللوحة يعبر عن منفى الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه و هُجّر إلى أراض أخرى غريبة. ومن الجدير ذكره في هذا السياق أن النقد الصهيوني يحاول إنتاج صبار عاصم أبو شقرة في سياق ثقافي صهيوني كما عبر عن هذا التوجه الناقد الصهيوني بانيه دونز، يقول الباحث نصر الجوابرة : 12

" إن الفنان أبو شقرة بهذا العمل يقوم على أنسنة تلك النبتة الحرة. ومعادلتها
بالإنسان الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه، مغايرا بها الرمز الصهيوني المعروف
في الأدب و الرسم بالإنسان الذي عاش أرض [إسرائيل]، فهو يقدم لنا تضمينا
دلاليا للرمز يغير من الإرتباطات الفكرية للصبّار الصهيوني، و الذي هو في
الأساس ذو مرجعية لغوية من خلال كلمة [Saber]، و تعرب كمعنى معادل
للصهيوني الذي نشأ في أرض فلسطين"


مثلت النكبة و ما تبعها من تهجير للشعب الفلسطيني وتشتته في أماكن مختلفة و إقامته في واقع قاس في مخيمات اللجوء، محور أعمال رواد الفن التشكيلي الفلسطيني، و عكست هوية فلسطينية تمحورت حول القضية التي تستند على الحق المشروع في العودة إلى الوطن. في تلك المراحل من مسيرة الفن التشكيلي الفلسطيني تحولت اللوحة في معظم أعمال الرواد إلى أشبه ب "بوستر" سياسي و نضالي، من خلال طرحها المباشر للقضية السياسية و احتوائها على رموز التراث و الهوية و الكفاح و المقاومة الفلسطينية.
[يتبع]
[/align]
توقيع أسماء بوستة
 [frame="15 85"]
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إن لم يكن دينه إلى ديني دان
لقد صار قلبي قابلا كل صورة :
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه
فالحب ديني و إيماني
إبن عربي
[/frame]
أسماء بوستة غير متصل   رد مع اقتباس