عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 12 / 2009, 29 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

أنا في حضرة الناي .. فاصمتي

[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/2.gif');border:6px double black;"][cell="filter:;"][align=center]
دعينا نصمت قليلاً هذا المساء .. بضع ثوانٍ لا أكثر. قد لا تدركين بأن قلبي ينفجر اللحظة، يعلن حالة من العصيان، لكنّه قد ينبض عمرًا آخر من أجلك!

أنوثتك الطاغية آتية، وأنا أحسن الاستماع! وقع صوتك يطرق عوالمي، وهناك في الأفق نايٌ يرتفع أنينه. كأنّي اليوم على موعد! هاتِ يدكِ لا تبتعدي كثيرًا .. السماء من فوقي تقسم بحبّات مائها العذب وتهمس بأنّها الليلة ستهطل. سمعت وقع ابتسامتك في حنايا الروح، لاحت منّي نظرة نحو المرآة فشاهدت ذاك الآخر يغنّي .. يا لك من مراهق .. كأنّكَ اليوم على موعد! الناي يتشقّق شغفًا ونبيذ الشفاه ولادة تتكرّر كلّما مرّ طيفك في حلمي، فهل وإيّاك نستيقظ اللحظة؟

كيف يكون العشق جامحًا؟ الليلة وضعت ما تبقّى من حنين في جعبة القمر ومررت بيدي فوق دهاليز شعرك، مال رأسك فوق كتفي خجلاً وبانت فوق الشفاه رجفةٌ واشتياق. كلّ هذه الرهبة في انتظار قبلة! ونمضي نبحث عن مقامٍ لا يتعب والقوافي تندلق، ليس هناك من رقيب يا معشر الشعراء، دعوا الحسناوات يعبرن من بوّابة السلام فهناك قلبي ينتظر! والناي تنساب من ثقوبه ما تبقّى من شقاء العندليب وأغنية لا تنقطع هذا المساء لا ينقضي أجلها لا تصمت، ترفض أن تذبح لمامًا في خابيات الغجر!

أتذكرين ذلك الغجريّ ذو الشعر الأسود كحيل العين، هوى عند رمال الشاطئ، صاح المسكين ادّعى بأنّه شاهد حوريته، لحظات قبل أن يبتلعها الموج! من يصدّق بوحك عندما يتفاقم النغم؟ اكتفِوا بمائة جلدة فأنت كاذب وعاشق! من أين للبحر بالحواري وقد هربت دلافين المتوسّط بعيدًا نحو الشوق الغارب، نحو ذكرى العيون السود الكحلى.

كاد الغجريّ ذو الشعر الأسود أن ينتحر، ضرب صدره برجع العشق فكان النوى صدى، ودلفت عبر بوابّة الزمن الجميل أقحوان ونرجس!
زمن العرائس وبراءة الصيف وعذرية الخريف قادمة. لا تخيّبي رجاء الناي فثقوبه رجع رصاص عابث وفوّهته قربان مدفع أطلق حممه نحو القرى والمدائن، فقضى عريسان في ليلة دخلة. كانا على وشك حفر الذاكرة بجنين. كانا على وشك اختراق حاجز الخجل لحظات قبل الأذان. [/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس