رد: المسافة بين الشكل والمضمون
سيدى الكريم الناقد الأريب
دعنى اوافقك الطرح الجميل واقول أن الشكل هو اطار الموضوع وقد يفرض موضوعا معينا شكلا محددا فى النص الشعرى حتى القصيدة العمودية فإن الشكل يؤثر فى الموضوع فالقافية تحدد إطار المعنى على مستوى البيت وكذلك على متسوى النص ولعلك تذكرى معى قضية التشكيل البصر للنص فهذه الكتابة التى يوازى فيها المبنى المعنى دفع الكثير من الشعراء الى توظيف هذا التكنيك فمثلا حين يريد الشاعر ان يكتب جملة شعرية يقول فيها : كانت اليد تتشقق يكتبها هكذا
كانت
اليد
ت
ت
ش
ق
ق
بما يؤدى التعامل مع بياض الصفحة الى تصوير المعنى ورسمه وهو متأثر هنا بثقافة الصورة الفوتوغرافية وأذكر أن لجميس جويس مقولة يقول فيها" لو رجلا كان يهذى وامسك بقطعة حديد وظل يضرب على جزع شجرة فرسم شكل بقرة هل نسمى هذا شكلا فنيا؟ يجيب جويس أيضا انه لا يمكا ان نسميه شكلا فنيا لأن الشكل الفنى لابد أن يكون طالعا من مضمون يحدده ويفرضه ولذلك لا نفصام بين الشكل والمضمون والذين تحدثوا بالفصل بينهما أولئك الذين تأثروا بمرسة براغ واللسانيين والشكليين الروس ومن تبعهم امثال جاك ديردا فى التفكيك وغيره وللأسف هم لم يفهموا هذه النظريات بشكل صحيح وانما اعتبروها غايات نقدية لا وسائل اجرائية فى فك شفرات النص فراحوا يفصلون الشكل عن الموضمون من باب الدخل الأسلوبى لقراءة النص
أرجو -سيدى- ان تقبل ثرثرتى ولك كل محبتى وعظيم تقديرى
|