[frame="15 10"]
البرفسور هشام تحياتي و تقديري
كنت قد كتبت ما كان عنوانه: " رسالة من هارون الرشيد " و دعني أصارحك كان هذا بعد المسرحية الهوليودية الوضيعة في عملية القبض على الرئيس صدام حسين و بدء محاكمته.
حصلت هذه الرسالة على استحسان القراء و نشرت في أماكن متفرقة، فقط سيدة أديبة تنبهت لجزئية فيها و سألتني لماذا لم أكتبها بمفردات زمن هارون الرشيد و لماذا تبدو من مفردات هذا الزمن و هنا اضطررت أن أجيبها عن تداخل شخصية الرشيد مع شخصية الرئيس حسين و انصهارهما تماماً في مخيلتي حين كتبتها !!
و هل من فرق؟!
حين سقطت بغداد رأيت هنا في الغرب بعض مظاهر الفرح، لكن أكثر ما أثر بي جملة قالها أحدهم و لن أنساها ما حييت: " اليوم انتقمنا منك يا هارون الرشيد و سحقنا مدينتك "
مشكلتنا الكبرى أننا نبتلع و نهضم و نصدق أي شيء و أغرب ما في تاريخنا ، أنهم يأخذونه و يزيفونه و يجعلون من عمالقتنا أقزاماً، و بدل أن نستقي التاريخ و نتتبعه من مصادرنا نأخذه عنهم على علله
و هكذا العرب اليوم جعلوا الرشيد ماجنٌ لاه بين جواريه يبذّر مال الدولة و الشعب على اللهو و الفجور غافل عن مصالح الأمة، حتى في الشعر عند البعض لو وصفوا زير نساء ماجن لقبوه فوراً " بهارون الرشيد " سي السيّد التاريخ!!
أي غفلة حين نستقي تاريخ أبطالنا العظماء من أعداء أمتنا بينما التاريخ الحقيقي مهملٌ تأكله الغبار في مصادرنا؟!
ذات الغفلة التي تقول: " أن الأشكناز اليهود اللذين احتلوا فلسطين أبناء عمومتنا و من سلالة إبراهيم (ع) و نتوسلهم ليقبلوا بهذا، و أن تراث أجدادنا و أساطيرهم التي جمعوها و أدعوها توراتهم هي التوراة ( فقط محرفة ) و نسلّم و لا نعترض بإحدى لهجاتنا الكنعانية الأرامية التي سرقوها و أعدوها لتكون لغتهم و دليل وجودهم القديم و على هذا لهم كل الحقوق!!
من يترك تاريخه نهباً و يستقيه عن أعدائه الغزاة غيرنا؟؟!!
الحق واضح ساطع كالشمس في كبد السماء حتى ينطبق علينا المثل: " المال السائب يعلم الناس السرقة "
نهبوا تاريخ العراق الذي لا يعوض بمسرحية لا تقنع الطفل الصغيرو مزقوا كل شيء و استباحوه و الدماء أنهار و الموساد أسياد في عاصمة الرشيد و ما زال بيننا من يصر على أن العراق قد تحرر!!
الله أكبر
و تفضل بقبول فائق آيات تقديري و احترامي