الكاتب ناصر شما
المسألة ليست استسلاما. لا أعرف من أين ينبع هذا الفهم الخاطئ. انما من أجل خوض مواجهة ، حتى لمواجهة رياضية ، هناك استراتيجيات وتكتيكات ميدانية بدونها لا يحقق الفريق أهدافه.
ما الاحظة ان الانترنت في العالم العربي بات آلة لاستعمالات تعيق تطور الفكر.. وتشد نحو اتجاهات تعيق تقدمنا العلمي ، وتنشر الخرافات والخزعبلات الفكرية . اذا كان المشاركين في هذا الطرح الهام ، لا يرون واقعنا على علاته ، فلا أرى الا اننا سنقاتل طواحين الهواء.
التحدي يجب ان ينبع من معرفة وليس من عاطفة " عليهم" .
انا لا أومن بالمستحيلات.. ولا أهرب من تحت النار.. ولكن تجاهل ما نحن فيه ، يعني ان نتخذ استراتيجيات بعيدة عن امكانية ان نجسمها .
لا شك ان العقل العربي يتعرق لأمطار سامة من العدو وعبر شبكات الانترنت . تعالوا اولا ننظف بيتنا من الخرافات التي تروج عبر شبكات الانترنت. وللأسف النظام العربي لا يحرك ساكنا ، وكما يبدو هذا يضمن ابتعاد الفعل الجماهيري عن الساحة الاجتماعية والسياسية.
ان ما نقوم به ، كمثقفين ، وعبر تعدد نشاطاتنا ،هي حرب مستعرة أيضا ، من أجل نقاء الفكر العربي وصحوة العقل العربي ... والانتصار للحق العربي .
تعالوا نفكر كيف نوصل قضايانا لأوسع الأوساط في المجتمعات العربية وفي العالم اذا أمكن ..
ابلفجوة بيننا وبين اسرائيل رهيبة.. وهذا لم يحدث في فراغ ، ويؤلمني أن الصوت العربي غائب .. يؤلمني ان القمع والاستبداد جعل الجماهير العربية
في قاع السلم الحضاري للعالم.
قد تكون كلماتي قاسية. ولكن الواقع أكثر قساوة ومرارة .
لا اكتب لأني لا اريد ان أضيء شمعة.. شمعتي لم تطفأ منذ حملت القلم ، وما واجهته يحتاج الى كتاب كامل لعرضه.. ليست الذاتية هي المعيار. انما الى أين تتقدم المجتمعات العربية ،ـ لماذا نزداد هبوطا في السلم السوسيوايكونومي بالمقياس الشرق أوسطي والعالمي؟ كيف يمن ان نواجه الفيزياء المتطورة بخزعبلات الفتاوي الفضائية؟ كيف نواجه دولة الهايتك والأقمار الصناعية والسلاح النووي ، بهرطقات الاعجاز العلمي دوان يكلف مروجي الإعجازات حالهم على جعل اكتشافاتهم حيز التطبيق في مجتمعاتنا .
كيف نبني مجتمعا قادرا على التحدي وما زال القصف يغرقنا " بمكتشفين " يصرون ان الأرض مركز الكون وليست مدورة ، ولا تدور حول الشمس ولا تدور حول نفسها ، بل مسطحة ، كما يوزع على الانترنت بشكل واسع منذ اسبوعين؟
بمثل هذه العقول لن نتقدم الا الى الخلف !!
تعالوا نجمع العقلانيين العرب من ادباء ومفكرين وفنانين لاحداث اصطفاف متنور ضد التطبيع الثقافي ، وحث دولنا الموقرة على توظيف ميزانيات لتطوير فروع التكنلوجيا والعلوم التي نحتاجها في بناء مستقبلنات .. والعمل على استعادة العقول البارزة التي هاجرت بتوفير الشروط المناسبة لها لتمارس ابداعها الحيوي في مجتمعاتها ولمصلحة أوطانها .