رد: الحرب الإلكترونية + التطبيع موضوع مفتوح للنقاش
الا ستاذة الكريمة والاخت الجليلة هدى الخطيب
هذا الطرح - فى تقديرى - من اخطر الاطروحات التى يجب ان نلتفت اليها ونأخذها على سبيل الجد ونبذل فيها أقصى ما يمكن بذل لعدة أسباب أراها كالاتى
1- ان التاريخ يخبرنا انه منذ الحروب الصليبية والغرب بشكل عام وعى تماما اننا امة ربتنا الصحراء والمناخ الذى نتنفسه مناخ متطرف فهو اما حار جدا واما بارد جدا ولذلك فأمزجتنا ايضا متطرفة فنحن مهورون الى حد القتل أو عاطفيون الى حد البكاء ومن هنا فأن التفكير عندنا ياتى فى الدرجة الثانية لان هذه الثنائية التى تشكل واعيتنا تجعل العاطفة فى المقام الاول ولذلك بعد الحروب الصليبية حدثت رده فى الشخصية العربية مصدرها تقديم العاطفة على الفكر فبعد أن كنا نجمع الجزية وهم صاعرون جاءت هذه الحروب لتهومنا وتجعلنا ندفع الجزية ونحن صاغرون وبدا علينا ذلك جليا هنا، ادرك الغرب اننا امه تقدم العاطفة على الفكر فلعبت على هذا الوتر اعلاميا وجاءت هزيمة العرب واغتصاب فلسطين بردة اخرى وانتكاسة فى التكوين للشخصية العربية وهنا بدا يلوح فى الافق اننا امة ضعيفة وثقافتنا اقل من ان تجارى الثقافات الاخرى وبدأ الاعلام الغربى والفن يعربان يؤسسان لهذه الفكره فى نفس العربى والاوربى حتى صار كل شئ غربى مثال بللورى يجب ان يحتذيه العربى فصارت الثقافة الاوربية بكل معطياتها تتغلغل فى جدران ثقافتنا العربية حتى صار التراث العربى مسخا باهتا يؤدى التعامل به الى الخجل ولك ان تتخيلى ان كبار مثقفينا إلا ما ندر حين يتحدث الى اى برنامج يحلو منتفخا ان يتحدث عن اعلام الفكر الاوربى ويتوارى خجلا اذا تحدث عن مفكرى العرب القدامى هذا بدورة أصل مقولة الهزيمة الثقافية للعرب وظل هذا الوضع طويلا تغذيه اسرائيل وترفعه اوربا
من هنا حدثت ازدواجية فكرية فى العقل العربى المشطور الى نصفين نصف يشتهى المثال اللبلورى ونصف ينتمى الى ثقافته بحكم التعليم والمناخ
2- وهذا يجرنا الى نقطة اخرى وهى ان التعليم العربى لا يعلم الانتماء الجيد ولا يغرس فى نفوس الطلاب العنصرية ضد الاخر المدمر، واذكر اننى كتبت فى احدى المجلالت العربية موضوعا عنوانه التعليم العنصرى فى اسرائيل يتحدث عن التعليم العنصرى عند العرب حتى ان الباحثين التربويين الامريكان كان يجرى بحثا ميدانيا عن التعليم فى اسرائيل فصمم استمارة استبيان لطلبة المرحلة الاعدادية والثانوية جاء ضمن اختباراتها السؤال الاتى:
وجدت طفلا عربيا تائها فى الصحراء اختر التصرف الذى تقوم به
تأخذه الى بيتك -- ترشده الى بيته -- تقتله
اختار جميع الطلاب الخيار الثالث " تقتله" واضافت طالبه فى المرحلة الثانوية تقول بل اقتله واقتله لان العرب سيظلون اعداءنا الى ان نقوم اسرائيل الكبرى ويصبحون عبيدنا
وفى المقابل نحن نزيف التاريخ الذى نقدمه لابنائنا وخرائط الجغرافيا فنخرج اجيالا بلا هوية
3- فى ظل اشتعال الثورة المعلوماتية والتفكك الكونى للعالم كان لابد من بدائل للاحتواء بشكل يناسب طبيعة العصر وفى ذهن الاسرائيلين والغرب الصورة العاطفية للعربى فبدأت تشتعل الحرب اللاخلاقية وانتشرت مواقع الاباحة واذكر ان صديقا عربيا يقيم فى فرنسا ارسل الى تقريرا يقول ان كثير من المواقع الاباحية المنتشرة اكثر روادها من العرب وان اسرائيل تملك 90% من هذه المواقع الموجهة للعرب وهى بذلك تلعب على الغريزة الصحراوية عند العرب من جهة وتشعل النعرة القبلية من جهة اخرى فتملك زمام الامور هذا بالاضافة الى الامية الثقافية لدى قطاع كبير ممن يتعاملون من الشبكة العنقودية وفساد التربية وغياب المشروعات القومية العربية وانتكاسة وحدة الوطن وعدم استرداد فلسطين كل هذه العوامل تجعل استهداف شبابنا سهل وبسيط ولعلك تذكرين ان بروتوكولات حكماء صهيون نصت على ان القضاء على شباب الامة بالمخدرات والاباحية اسهل من القضاء عليها بالبندقية
4- من هنا فان الامر يحتاج الى تكاتف ووعى واشتعال فى التصدى للمواقع والمدونات والتطبيع وهو امر قومى وشرعى ووطنى ونفسي واجتماعى أظن انه لا خيار لنا الا مواجهته حتى نحفظ لابنائنا ارضا نبتها صالح فى الغد وفكرا غير مشوه وحتى لايسرق الاخر من ايدينا ابناءنا ونحن نبتسم وانا مستعد للمشاركة بكل ما املك من جهد ووقت وفكر بسيط ووطنية أظنها تؤهلنى لذلك
أشكرك على تحملى ولك كل مودتى
|