قضية للنقاش / أمية القراءة والبحث عن حلول ..
[align=justify]عند الحديث عن القراءة في الوطن العربي نصاب بصدمة حقيقية تدفعنا إلى القول بوجود أمية قراءة حقيقية ، وقد قام كثيرون بتوصيف الحالة والتباكي على وضعنا المزري في هذا المجال ، وليس نكتة أن يقال إن المواطن العربي يقرأ كلمة واحدة في الأسبوع ، كما لا يبدو من المبالغة أن تعنون إحدى الصحف مقالا لها بالقول " الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة و80 عربيا يقرؤن كتابا واحدا " ..كل هذا صحيح ، ولأنه صحيح فهو مؤشر خطير للغاية ، لأن الشعب الذي لا يقرأ هو شعب يسير للزوال .. وإذا كنا حسب اليونسكو نملك !!.. 60 مليون أمي في الوطن العربي ، فإن أمية القراءة تتجاوز ذلك بكثير ، وحتى لا نتوسع كثيرا في الأرقام التي تزيد كآبة القارئ نكتفي بالقول إن البلاد العربية تنتج 5000 عنوان كتاب في السنة ، بينما تطبع أمريكا 300000 عنوان كتاب في السنة .. هل نحن بحاجة إلى أن نجري أيّ مقارنة؟؟.. أظن انه من الأفضل أن نتساءل ما هو الحل ؟؟..
سؤالنا: ما هو الحل ؟؟ ضروري كوننا خلال سنوات طويلة نعجن ونخبز التوصيف ونقف جانبا، دون أن يتوقف أي منا عند البحث عن مخرج ، ودون أن تحاول أي مؤسسة ثقافية البحث عن أسباب أمية القراءة وإيجاد الحلول .. وحتى لا أبالغ أقول إنني أحاول هنا مجرد محاولة البحث عن حلول ، في سعي لمشاركة الآخرين وتحريضهم على المشاركة في الانتقال من مرحلة التوصيف إلى مرحلة العمل .. ومن يدعي أنّ هذا غير ممكن ، وأننا سنبقى كذلك ، يغلق أبواب الزمن كلية أمامنا وأمام تطورنا حتى لا يعود لنا أي دور في الحاضر والمستقبل..
أفترض، ضمن هذه الحلول ، أن نخصص نصف ساعة كل يوم للقراءة الإجبارية ، على أن يعمّ ذلك الجميع دون تفريق ، في المعمل والمصنع والمؤسسة وما إلى ذلك .. ومن لا يعرف القراءة ، ومازال يرسخ في هموم الأمية تخصص هذه النصف ساعة لمحو الأمية ... كما أفترض أن تكون هناك حملات إعلامية مستمرة من أجل الدفع للقراءة والتحريض عليها .. وأن تكون البرامج التي تأخذ طابع المسابقات وما شابه مبنية على أساس الدفع نحو القراءة .. وفي المدارس يجب أن نضع للطلاب منهجا في دراسة كتاب خارج ما يضمه برنامجه الدراسي كل فترة ، وأن يسعى المعلمون إلى تخصيص فترة من وقتهم للتحريض على القراءة وشرح فوائدها .. كما يفترض أن تقوم دور النشر بتخصيص جزء من كتبها للقراءة أو التوزيع مجانا لمن يشتري عددا من الكتب .. ولا ينفصل عن ذلك أمر الإيحاء أو التركيز على أن يضم كل بيت مكتبة صغيرة تشجع على القراءة.. ولا بأس أن نستعير عملية طباعة " كتاب الجيب " الذي يقرأ أثناء ركوب الحافلة أو القطار أو الطائرة وما شابه .. وليتنا نخصص من الأموال العربية جزءا للكتاب والثقافة والقراءة وفق منهاج واضح مركز ..
طبعا لا أدعي كما قلت أنني اطرح حلولا سحرية نهائية ، بل همي الوحيد أن أحرض على البحث عن حلول لنكون شعبا قارئا في زمن صارت فيه القراءة والثقافة دليلا على التقدم والتطور .. أما أن نبقى في حيز ضيق هامشي أساسه التوصيف وذكر الأرقام والقول بأننا متخلفون في القراءة، وأننا في أسفل القائمة التي تتحدث عن الشعوب ونسبة القراءة .. كل هذا نعرفه ونعيه ونفهمه .. لكن لننتقل إلى الدواء ، إلى معالجة الأمر ، إلى البحث عن حلول.. فمن خلال ذلك نحقق ما نريد تحقيقه ولا نبقى في هامش التوصيف والبكاء والندب !!.. [/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|