14 / 12 / 2009, 23 : 11 AM
|
رقم المشاركة : [9]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: الأديب -عبدالحافظ بخيت متولي-في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرع
أخي الكريم يسين
أشكر لك هذه الاستضافة الجميلة والتي تسكب الذاكرة في أواني مائدتك المختلفة, وهى لاشك مائدة دسمة من الفكر والإبداع والقلق الوجودي ولا أخفيك - أخى الكريم - أن الجلوس إليك وعلى مائدتك الدسمة يرجف القلب, فأنت محاور بارع تستطيع أن تسترق الروح فتفضى إليك ببوحها الكامن وهى لا تدري فهنيئا لك بهذا الفكر الوثاب وهذه القدرة العجيبة.
أما عن طفولتي فقد نشأت فى أسرة ريفية فقيرة فى إحدى قرى محافظات سوهاج فى صعيد مصري لأبوين طيبين وكشأن أبناء القرية كنت معزولا عن العالم الواسع وأحيا عالم القرية بما يحوي من ضيق في الرؤيا فى كل شيء و خاصة إذا كانت أسرتي فقيرة تخشى بأس الرغيف فى ذلك الوقت... التحقت بكتاب القرية لحفظ القرآن الكريم ثم انتقلت إلى مدرسة ابتدائية عبارة عن أربع حجرات مبنية بالطوب اللبن ومسقوفة بالجريد ولكن حببني معلم اللغة العربية رحمه الله فى اللغة العربية وكان يدفعني إلى قراءة بعض القصص كان يحضرها لي من بيته مرة كل أسبوع وعلىّ أن أقرأ هذه القصص وألخصها ثم أعيدها إليه وكانت هذه الخطوة الأولى نحو التوجه إلى القراءة وبعد أن أنهيت المرحلة الابتدائية وانتلقت إلى الإعدادية بدا تفوقي فى اللغة العربية فدفع بي معلم اللغة العربية إلى تقديم برامج الإذاعة المدرسية وكانت هذه الخطوة الثانية نحو القراءة والبحث , ومن هنا بدأت علاقتي تتوطد بالقراءة واقتناء الكتاب وأخذت أدخر من مصروفي الهزيل جدا بضعة قروش أشترى بها كتبا وكان والدي يستنكر مني ذلك ,بيد أن أمي الحنون رحمها الله وهي فلاحة طيبة كانت تدفعني إلى ذلك وتمدني ببضعة قروش لشراء الكتب ظنا منها أن هذا يسعدني وكانت تقول لي " اعلم أن ثمن بيض الفراخ الذى أبيعه كل أسبوع سوف يكون لك"في الوقت الذي كنت لا أملك فيه أية وسائل ترفيه فكانت القراءة هي كل الوسائل المتاحة لخروج من نمطية الحياة فى القرية وإحساس الذات بأنها تفعل شئيا مختلفا
وحين انتقلت إلى الثانوية العامة كان حبي للقراءة والكتب أصبح جما ولكني كنت عاجزا عن شراء الكثير من الكتب لضيق ذات اليد, فوجدت فى المدرسة الثانوية مكتبة ضخمة ومنذ أول يوم وطدت علاقتي بالمسئول عن المكتبة وكنت أقضي فيها وقتا كبيرا للقراءة, فقرأت في المرحلة الثانوية كل ما كتبه العقاد وطه حسين والحكيم ونجيب محفوظ ومحمد تيمور ومحمود تيمور وإحسان عبد القدوس وعبد الحمن الشرقاوى ويوسف إدريس وشوقى وحافظ وابراهيم ناجى وعلى محمود طه والرافعى وغيرهم وأذكر ان المسئول عن مكتبة المدرسة كان لا يسمح بإعارة الكتب للطلاب إلا لمدة يومين فقط ولكنه كان يمنحني أسبوعا لأنني كنت أحمل معه كتبا على كتفي وأساعده في ترتيب المكتبة, وكنت أيضا أقدم البرامج الإذاعية للمدرسة الثانوية وأعد حلقة أسبوعية اسمها "كنوز اللغة "وفيها يتم عرض كتاب من كتب التراث ملخصا في مدة لا تتجاوز عشر دقائق مرة ومرة أخرى أقدم بيتا من الشعر وأطلب من أحد الطلاب أن يعربه وهذا الأمر كان يضاعف القراءة عندي ويزيدني بها تعلقا ودفعني أيضا إلى قراءة التراث
وكانت لي محاولات شعرية في ذلك الوقت فكتبت أول نص شعري وأنا طالب في الصف الأول الثانوي عنوانه"إلى مصر" وكان نصا مقفى ونشر في جريدة كانت تصدر في ذلك الوقت باسم " جريدة الطلبة" ومن هنا بدأت رحلتي مع الكتابة والقراءة والإبداع, ومنذ أن كنت طالبا فى الصف الأول الإعدادي وأنا أشتري الكتب حتى الآن حتى أصبحت أملك مكتبة تربو على العشرة آلاف كتاب الآن ومنذ ذلك الوقت لم أكف عن القراءة حتى الآن
هذه ياسيدى التفاصيل العريضة لطفولتي والتى لم أحجب منها أي شيء بما يمكن أن تسميه أدب الاعتراف
************
تحيتي
|
التعديل الأخير تم بواسطة ياسين عرعار ; 18 / 12 / 2009 الساعة 01 : 08 PM.
|
|
|