[رشيد الميموني]

السلام عليكم و رحمة الله ..
أخي جمال .. موضوع هام جدا و نعيشه يوميا ، لكني أصارحك أن هذا الأمر لا يسبب لم يسبب لي مشكلة على الإطلاق منذ بداية عملي كمدرس ..
الضرب بصفة عامة غير محرم في شريعتنا ، وآخذ مثالا على ذلك في ما يخص الصلاة التي يجب على كل مسلم أن يحث أبناءه عليها في السابعة من العمر و يضربوهم حين يبلغون العاشرة إن هم تكاسلوا في إقامتها .. وإذا كانت الشريعة تسمح بالضرب فإننا يمكن أن نستمد منها كل ما يمت بصلة إلى معاملاتنا اليومية ..
الضرب في نظري يكون الحل الأخير ويجب أن يخضع إلى الجانب التربوي بعد أن يكون المدرس قد استفذ كل الطرق لإصلاح و تقويم أي اعوجاج في سلوك التلميذ ..
فالمدرس يجب أن يتحلى بمواصفات تجعل عقابه لتلميذه تحصيل حاصل و يتم تقبله برضا .. ومن أهم هذه المواصفات بعض ما ورد في مداخلة أختي آمال .. يعني أن يكون كفؤا متمكنا من مادته التي يدرسها ، و أن يكون متحليا بالخصال التي يريد أن يكون عليها تلامذته حتى لا يبدو متناقضا مع نفسه .. وعليه أن ينشئ علاقة خاصة بينه و بينهم فلا ينزل إلى مستواهم و يرفع الكلفة بينه وبينهم ولا يتكبر فيضع حاجزا يكون سببا في انعدم التواصل في ما بينهم .
نأتي إلى عملية الضرب نفسها .. و المبدأ الذي أراه صالحا هو : الشدة في غير عنف و اللين من غير ضعف .. و قد يكون الضرب في بعض الأحيان رمزيا فقط بحيث لا يشعر التلميذ بألم جسدي ولكنه يحسه معنويا خاصة إذا كان يشرف على مرحلة المراهقة ..
الضرب لا يجب أن يحمل عنفا ولا يستند على خلفية انتقامية أو تنفيس عن ضيق يشعر به المدرس بسبب ضغوطات العمل ..
لا أريد أن أطيل حتى لا أسبب الملل في القراءة .. لكني أؤكد أن شخصية المدرس تغني عن كل ضرب ..
كلمة أخيرة عن الهاتف المحمول .. هذه ظاهرة تخضع لمنطق السير الدراسي المعمول في كل مؤسسة .. فإذا كان هناك انضباط و جدية وتنسيق بين كل الفاعلين التربويين من إدارة و مدرسين ، فإني متأكد من أن التلميذ لن يجرؤ على تحدي القانون الدتخلي للمؤسسة .. وهذا ينطبق على الزي المدرسي و غيره مما يجب أن يلتزم به كل تلميذ ..
موضوع العنف ضد المدرسين يتطلب مداخلة مطولة و قد أعود إليه في القريب إن شاء الله ..
شكرا لصبركم في قراءة هذه الآراء المتواضعة .
لكم محبتي .