رد: وأزهر الياسمين
حين بدأت قراءة قصتك أختي الكريمة لبنى ، كنت أعلم أنني على موعد مع ولوج عالم من الإيحاء الجميل الذي وإن كانت له رمزيته الخاصة فإنها تبقى رمزية محصورة في نطاق ضيق ويسهل على كل قارئ فهم كل شيء دون عناء و بالتالي الاستمتاع بالنص ..
متعة النص في نظري تستمد قوتها من هذه المناجاء الهادئة رغم ما تحمله من عتاب و مؤاخذة .. فالصراع ما بين التمسك بالوردة الحمراء من طرف و التشبث بالياسمينة من طرف آخر هو صراع ينأى عن كل خشونة و عنف .. هناك سلاسة و لطف في التمنع و الاسترضاء .. عتاب ولوم و مؤاخذة و لهفة .. وبصيغة أخرى .. حب متأجج لا يخفى لهيبه وناره المستعرة . لكن الحب هنا يسمو فيحلق عاليا في السماء بياسمينة .. وهو في علوه يمد يده لانتشال الآخر من مستنقع الأرض بوروده الحمراء .
نهاية رائعة حين نستشف انتصارا للياسمينة رغم تمسك الآخر بالوردة الحمراء .. لكن الدمعة تفضح كل شيء .. تفضح العري وتفضح ذاك التمسك المخزي بمستنقع الأرض واستبداله بطهر الياسمين المحلق في السماء ..
أختي الكريمة لبنى .. فعلت حسنا حين جعلت لنفسك ضفافا تنثرين فوقها روائعك .. اسمحي لنا أن نحط الرحال لحظات نتفيأ ظلالها و ننهل من معينها الرقراق العذب ..
دمت للإبداع ألقا .
مودتي التي لا تبور .
|