سامي طه
( 1911 – 1947 )
واحد من رواد الحركة العمالية النقابية العربية في فلسطين والامين العام لجمعية العمال العربية الفلسطينية في حيفا مابين اوائل 1944 وخريف 1947 ولد في قرية عرابة في قضاء جنين ودرس حتى الصف الخامس الابتدائي في قريته ثم اضطر بعد وفاة والده في اوائل الثلاثينات الى التوجه الى مدينة حيفا لكي يجد لنفسه عملا فقصد مكتب جمعية العمال العربية الفلسطينية لعلها تساعده في الحصول عليه . كانت الجمعية انذاك في حاجة الى موظف صغير لينوب عنها في الاشراف على تنفيذ شروط عمل جرى الاتفاق عليه بينها وبين بعض اصحاب المحاجر في ضواحي حيفا فوظفته براتب ضئيل وبدأ على تثقيف نفسه بالمطالعة المستمرة فارتفع بثقافته الى درجة عالية كما درس اللغة الانكليزية حتى اتقنها تدرج سامي في استلام المسؤوليات في جمعية العمال العربية الفلسطينية حتى وصل الى مركز النقابي الأول فيها وبات رئيسا لها وفي مؤتمر الجمعية الثاني الذي انعقد في حيفا بين 29 و30 / 8 / 1946 انتخب عبد الحميد حيمور مؤسس الحركة العمالية في فلسطين رئيساً للمؤتمر وسامي طه أمينا عاما له وقد حضر ذلك المؤتمر ممثلون عن 42 فرعاً ونقابة وتحدثت قراراته عن أن الاشتراكية هي هدف العمال العرب الفلسطينيين وان الحركة النقابية هي الطريق الصحيحة للوصول الى الاشتراكية واكدت استقلال الشخصية القومية العربية وعدم انحيازها وارتباطها بأي من الحركات الدولية وقد اعترفت الهيئة العربية العليا بأهمية الجمعية واختارت سامي طه ضمن وفدها الى لندن لبحث قضية فلسطين في اوائل 1947 وانعقد المؤتمر الثالث لجمعية العمال العربية الفلسطينية في حيفا 1947 وحضره 120 مندوبا يمثلون 120 ألفاً من العمال المنظمين محليا وقطريا وكانت فلسطين انذاك بركانا يغلي وكانت الاضواء مسلطة على النقاش الدائر في هيئة الامم المتحدة حول التقسيم فقرر المؤتمر رفض مبدأ المشروع القاضي بتقسيم فلسطين كما قرر اقامة دولة عربية فلسطينية ديمقراطية واعتبار اليهود العرب الذين كانوا يقطنون في فلسطين قبل سنة 1918 ومن تناسل منهم مواطنين لهم مختلف الحقوق وعليهم واجبات الوطن كافة وان يجلى عن الوطن كل من دخل اليه دون رغبة اهله وارسل المؤتمر برقية بهذا الشأن الى الامين العام لهيئة الامم المتحدة وهاجمت الهيئة العربية العليا المؤتمر الثاني وقراراته واتهمت رئيس جمعية العمال العربية الفلسطينية ( مجلس النقابات ) سامي طه بالعمال للصهيونية والاستعمار وتلقى سامي طه اكثر من تحذير لاتخاذ الاحتياطات محافظة على حياته ولكنه كان يرفض ذلك ومساء 11 / 9 / 1947 أطلقت عليه النار أمام منزله في حيفا فسقط صريعاً وقد أدى اغتياله الى موجة عارمة من السخط والغضب واضرب العمال في شتى انحاء فلسطين مستنكرين هذه الجريمة وجرى لسامي طه مأتم ضخم في حيفا شارك فيه عشرات الالاف ودفن في قرية بلد الشيخ القريبة من حيفا . يقول عنه زملاؤه إنه كان مثالاً للنزاهة وحسن السيرة وأمانة المعاملة وكان لا يترك لخصمه فرصة للغضب كما كان عفا شريفا نظيف اليد عاش فقيرا ومات فقيرا وبذل جهده لخدمة قضيته وعمال وطنه وشارك في مؤتمري الاتحاد العام لنقابات العمال ي لندن 1945 وباريس وكانت له فيهما مواقف مشهودة دفاعاً عن قضيته ووطنه .
يتبع