عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 12 / 2009, 06 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
الدكتور سمر روحي الفيصل
ناقد وأستاذ جامعي، عضو شرف

 الصورة الرمزية الدكتور سمر روحي الفيصل
 




الدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud ofالدكتور سمر روحي الفيصل has much to be proud of

الرواية العربية البناء والرُّؤيا ـــ د.سمر روحي الفيصل

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
مقدّمة
ليست (التقليديّة) في عالم الرّواية العربيّة سُبَّةً ؛ لأن هذه الرواية لم تغادر التقليديّة طوال حياتها العربيّة إلا قليلاً. بل إننا لا نملك غير عدد قليل جدّاً من الرّوايات العربيّة التي يصحُّ وصفها بالحديثة. وهذا النوع الروائيّ الحديث قتل الحكاية والحبكة، ودفع الشّخصيّات إلى الغموض، وجعل الحوادث غير سببيّة ولا منطقيّة. ليست لدينا رواية حديثة تقول إن الحياة لا معنى لها ؛ لأننا ما زلنا مؤمنين بأن لحياتنا معنى عميقاً جميلاً، نستحقُّ العيش فيه، ونجاهد لنجعله مفيداً لنا وللآخرين من حولنا، ونسعى إلى أن تُعبِّر الرواية عن هذا التوق فلا نعثر على غير النوع التقليديّ الذي يُقدِّم لنا عالماً محدَّداً، فيه حكاية ذات حوادث واضحة، وشخصيات تعرف لنفسها هدفاً اجتماعياً وسياسياً ونفسياً وتسعى إلى تحقيقه، وحبكة تأريخيّة أو مختلطة، ولكنّها حبكة تجعل الحوادث مترابطة سببيّة تنتهي إلى خواتيم ذات معنى ومغزى. وقد أصبحت الرّواية العربيّة التقليديّة، نتيجة ذلك، ذات وظيفة اجتماعيّة سياسية في الحياة العربية، ولذلك تشبَّث الروائيون العرب بها، وما زالوا متشبِّثين بها ؛ لأنهم رأوها مفيدةً لمجتمعهم وأمّتهم، وقادرة على أن تُعبِّر عن مشكلاتهم تعبيراً فنيّاً راقياً، فضلاً عن إقيال القرّاء العرب على قراءتها لإيمانهم بوظيفتها وقدرتها على الإقناع والإمتاع والتّأثير.‏
ولقد مضى حينٌ من الدّهر اختلط فيه الفنيّ بالسياسيّ، وأصبح الجنوح إلى حكم القيمة المعياريّ دليلاً على تفوُّق الناقد وحسن نيّته وانتمائه. ولكنّ تحليل البناء الروائيّ الذي شرعتْ صورته تتضح في بدايات تسعينيّات القرن العشرين، دلَّ على أن البناء الذي استعمله الأضداد من القرّاء والروائيين والنقّاد نوع واحد ليس غير هو النوع التقليديّ، وأن هؤلاء جميعاً، أصدقاء وأعداء إنْ صحَّ التعبير، كانوا يستعملون البنية التّقليديّة للدِّفاع عن آرائهم والدّعاوة لها، ومن ثَمَّ بقي الاختلاف بينهم مقصوراً على الأفكار ولم يجاوزها إلى تحديث البناء الرّوائيّ، وإنتاج الرّواية الحديثة.‏
وأزعم هنا أنني حاولتُ غيرَ مرّةٍ توضيح الاتجاه التقليديّ انطلاقاً من تحليل البناء الروائيّ ؛ لأنّني لاحظتُ سيادة هذا البناء في الإنتاج الرّوائيّ العربيّ، حتى أصبح تحليل بناء الرواية التّقليديّة هاجساً من هواجسي، وحافزاً إلى التجريب عندي. وقد لجأتُ فيه إلى المنهج الشّكليّ، وجرَّبتُ صلاحيته لتحليل المتن الروائيّ العربيّ السوريّ في كتابي (بناء الرّواية العربيّة السّوريّة)، وهأنذا أجرِّبه ثانية معتمداً مفهوم التحليل الجزئيّ بدلاً من مفهوم المتن، فحدَّدتُ مرادي من (الروايـة التقليدية العربيّة) و (المقاربة النقدية) لها، وأساليب (بناء العناصر الفنية)، وعلاقة هذه العناصر (بالرؤيا الروائيّة السوداء). وقد سمّيتُ كتابي (الرّواية العربيّة، البناء والرّؤيا) ؛ لأنّني قصرتُ الكتاب على فصلين، جعلتُ الأول منهما خاصاً بتحليل البناء الروائيّ، وانصرفتُ في الثاني إلى الرؤيا الروائيّـة السوداء وحدها. وعلى الرغم من أنني حلّلتُ بعض جوانب الرؤيا الرومنتيّة السوداء تحليلاً جزئيّاً، فإن هذا التحليل لم يشغلني في الفصل الثّاني عن هدفي الأساسيّ، وهو تحليل البناء الروائي، بما فيه من خطاب وشخصية ومنظور وفضاء.‏
ومن المفيد القول إنني تجنَّبتُ أحكام القيمة، سواء أكانت سلبيّة أم إيجابيّة ؛ لأنني أرى هذه الأحكام بعيدة عن لغة الناقد واهتمامه، فضلاً عن أن التحليل، في هذا الكتاب، لم يكن شاملاً النصوص الروائية العربية حتى يصحَّ إطلاق حكم قيمة على الرواية العربية كلّها. وإذا لم يكن تعميم أحكام القيمة ممكناً، فلا أقلَّ من آراء خاصة في العناصر الفنيّـة الروائيّـة وعلاقاتها داخل المجتمع الروائي، ختمتُ بها التحليل مرّة بعد أخرى، وجعلتها نتيجة خاصة تُعبِّر عن جهدي، ولم أجعلها نتيجة مطلقة حفاظاً على آراء الذين سيُحلِّلون النصوص نفسها استناداً إلى جهدهم التحليليّ.‏
د. سمر روحي الفيصل‏

يتبع
[/align]
[/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
الدكتور سمر روحي الفيصل غير متصل   رد مع اقتباس