رد: الأديب -عبدالحافظ بخيت متولي-في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرع
الرائع إلى لا حد الأديب الجميل طلعت سقيرق
لا أدرى سيدى كيف أعبر عن كم سعادتى لتشريفك هذا الحوار وإثرائة لا شك فضلا عن الترحيب الذى غمرنى بوافر كرمك وسمو خلقك ووفرة فكرك وحرت مت امرى كيف اعبر عما يجيش فى صدرى نحوك من حب وشعر وعرفان فلم أجد فى قاموس لغتى إلا أن أشكرك أشكرك فا قبل شكرى على علاته وما فيه من عوج وأمت
* لم تسألنى سيدى وفى ردك الكثير من الأسئلة ومداخلتك غنية جدا بما يحير العقول فتركتنى على قارعة الطريق أقتات فكرا يقارع فكرك فلم أقو وأحسست بالعجز فصرت أنهل من فكرك لأبنى عشا يجاور قصرك وقد يشبهه ولا يضاهيه يشبه من حيث حب هذا الوطن أهو ابتلاء بالعشق أم اختلاط بالروح ؟ يشبهه فى حب التراب العربى والدفاع عنه يشبهه فى رفض المذلة والخنوع للأخر الذى يسعى خلفنا كالثعبان ليقوض فكرنا وحضارتنا ويلدغ قوميتنا فى كبدها لكننا نقاوم بكل ما نملك من أسلحة ونعبئ جوفها بأرواحنا وتمسكنا بعروبتنا فيخرج دويها صادما ومخيفا هكذا أنت ومن بعدك انا وكل الشرفاء فى هذا الوطن ولو قبلنا مساومة واحدة لكنا أفضل حالا وأكثر جلاءا لكننا عرفنا مبكرا قول المتنبى
من يهن يسهل الهوان عليه*** مالجرح بميت إيـــلام
فرفضنا ان نساوم على قيمنا ومعتقداتنا وبقينا نجوع ونعرى فنشبع من وعينا ونكتسى عروبتا
*سيدى الكريم تولد القصيدة من رحم الفوضى عبثية لكنها تكتمل فى لاوعى الشاعر فتخرج دفقة منظمة واعية تحرك فينا الماء الآسن حين تلمس مشاعرنا وتعزف على وتر جراحاتنا أو نسخر منها حين لا تغازل إلا الفراغ أو الخواء الروحى ونطردها من باب الشعر حين تهادن أو تنافق او تؤسس لعالم غير الذى نرجوه
* القصة فى مصر آلت إلى اللاشئ والوقوع فى براثن التغريب بعد يوسف إدريس ومحمود البدوى ويحيى الطاهر عبد الله وأصلان وعبد الحكيم قاسم وغيرهم وصار من يكتبون القصة الآن يتخبطون فيما يسمى التجريب والحداثة فيبدعون مسوخا لا قيمة لها إلا ما ندر سيدى
* نعم يسبق عبد الحافظ الشاعر عبد الحافظ الناقد لكن الناقد يسكنه وقد يعذبه فيهرب منه إلى الشعر ليستريح قليلا من آفة الفكر وكم تمنى عبد الحافظ ان يكون عبيطا حتى يحيا مثل قطاع كبير من أمتنا آمن غير قلق يأكل ويشرب وينام قرير العين وانت وانا يؤرقنا الفكر والقلق كلما اتسعت عيوننا على الفكر
سيدى الكريم دعنى أتركك الآن لأحملك أكثر ودعنى أقول لك كم احبك وهذا غطاء الدفء منك اتدثر به كلما هزنى برد هذه الأمة
|