عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 12 / 2009, 23 : 02 PM   رقم المشاركة : [7]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: محرقة غزة ونهاية الأسطورة .. كتاب من تأليف د. يوسف جاد الحق

[align=justify] <H1 dir=rtl style="MARGIN: 5pt 0cm">ماذا تحقق للمقاومة؟

ذلك الذي أسلفنا من نتائج العدوان يقع في دائرة (الجانب العدو). أما ما يتعلق (بالجانب الفلسطيني) المقاوم فقد كان كثيراً، وعلى جانب كبير من الأهمية مما ستكون له آثاره البعيدة في المستقبل القريب والبعيد. من ذلك:
*أوقعت المقاومة خسائر في جنود العدو بين قتيل وجريح، وفار من الجيش،وممتنع عن الخدمة. كما أفقدت العدو ما تبقى من وهم الهيبة وقوة الردع.
*كشفت للعالم كله حقيقة هذه الإسرائيل كدولة عدوانية بغيضة قائمة على الظلم وانتهاج الجريمة بأفظع صورها سبيلاً لاغتصاب حقوق الآخرين وممتلكاتهم، كأي مجموعة من القراصنة. وما زعماؤها ورؤساءها سوى قادة عصابات قتل وسرقة وقطّاع طرق.
*اكتسبت المقاومة وفلسطين أنصاراً جدداً كثراً من عرب ومسلمين، وجمهرة من الرأي العام في مختلف أقطار العالم. كان صمود المقاومة والشعب الفلسطيني مثار إعجاب وإكبار على مستوى العالم كله على نحو غير مسبوق.
*غيَّرت الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة عن كل من العرب واليهود، تبعاً لما كانت تبثه فيهم الدعاية الصهيونية. هذا التغيّر في أوساط الرأي العام العالمي يصب في مصلحة العرب عموماً،لا الفلسطينيين وحدهم. وما كان لهذا أن يحدث لو لم تقم إسرائيل بعدوانها الأثيم. كان الوصول إلى مثل هذه النتيجة في الظروف العادية يقتضي حقباً من الزمان، وفيضاً من الأموال، ودفقاً من سيلٍ إعلامي كثيف واسع الانتشار لا يتوفر للعرب حتى الآن كما يجب.
*لفتت أحداث غزة الأنظار إلى أن من زعموا بأنهم ضحايا (هولوكست نازي) هم أنفسهم صناع (هولكستات) أسوأ من النازيين. ومن ثم فإن ابتزازهم للغرب، طوال السنين الماضية، منذ الحرب العالمية الثانية، كان زوراً وبهتاناً آن له أن يتوقف. (هولوكست) غزة قائم ومرئي الآن أمام العالم كله، فيما (هولوكستهم) لم يره أحد من المعاصرين. حكاية قديمة تبدو الإشارة إليها أو مواصلة الحديث عنها اليوم أسطوانة ممجوجة مشروخة.
*أظهرت المقاومة المقاتلة، ومعها شعبها الفلسطيني ما يملكون من إرادة الصمود والتصدي، إلى جانب ما لديهم من إيمان لا يتزعزع بصدق مواقفهم، وبأن النصر سيكون حليفهم في النهاية.
وصفت مصادر عالمية المقاومة الفلسطينية بأنها أنموذج خارق للشجاعة والبطولة. بل وصفها غربيون بأنها ملحمة بطولية يصنعها هذا الشعب الذي يفتقر إلى الكثير من وسائل الدفاع والصمود، وعلى الرغم من ظروفه اليائسة المحبطة إزاء هول المؤامرة التي يتعرّض لها.
*أسفرت الحرب العدوانية هذه عن فرز واضح بين فئة صامدة مناضلة مقاومة للعدوان. وفئة متماهية مع العدو. هذا الفرز يشمل العرب والمسلمين وليس الفلسطينيون وحدهم.
*ما جرى على أرض غزة عزَّز (ثقافة المقاومة) بعد أن سادت لفترة غير قصيرة من الزمن طروحات وأفكار حول السلام مع العدو، لم تكن في حقيقتها أكثر من أوهام خادعة، فالعدو لا يريد سلاماً بل استسلاماً في حقيقة الأمر. كما إنها عززت مقاومة التطبيع، وأحيت الدعوة لمقاطعة الاتصالات معه، ومقاطعة منتجاته، وهذا التوجه يشمل أمريكا بطبيعة الحال.
*حققت مكتسبات سياسية جمّة، فغيرت مواقف دول حوَّلتها إلى مناصرة القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، كتركيا وفنزويلا وبوليفيا ونيكارغوا، حكومات وشعوباً. ولابدّ أن حكومات أخرى وشعوباً سوف تنحو المنحى ذاته مستقبلاً.
*عرَّضت ساسة في الكيان الصهيوني، وضباطاً في جيشه للمحاكمة على جرائم في حق الإنسانية، كالإبادة الجماعية، والقتل العمد، والإعدام في الطرقات، وتعذيب معتقلين حجزت حرياتهم بغير سبب، واستخدام أسلحة محرّمة دولياً. جرائم لا يمكن أن تمرّ هكذا دون عقاب..
صحيح أن إسرائيل قادرة على الإفلات من عقوبات كهذه، بما لها من نفوذ هنا وهناك، وما لأنصارها وحلفائها من تأثير في المؤسسات والأوساط والمحافل الدولية، إلا أن المهم في المسألة هو تعريتها، وفضح ممارستها أمام العالم كله. وستكون من نتائج هذا المباشرة إضعاف التأثر بدعاوى (اللاسامية)، (والهولوكست) وما إليها من جهة، وعدم الاكتراث أو تصديق الاتهامات الكاذبة الموجهة للعرب من بعد، من جهة ثانية.
النتائج المتحصلة إذن كانت سلبية تماماً، وخطيرة جداً، في جانب العدو، وإيجابية تماماً، وهامة جداً، في جانب الشعب الفلسطيني. وهذا ما لم يتوقعه العدو عندما خطط لعدوانه، ثم قام بتنفيذه على النحو الذي جرى.
وكما أن الأحداث المروِّعة، التي تعرضت لها غزة وأهلها على أيدي الجناة دفعت الجماهير عربية وإسلامية، وأخرى غربية إلى الخروج في تظاهرات عارمة ضد المعتدين ومناصرة المقاومين، معلنة غضبها ونقمتها على أولئك، وتأييدها ودعمها لهؤلاء، فقد دفعت كذلك قيادات الأنظمة العربية إلى عقد الاجتماعات الطارئة من أجلها. هذا مع اختلاف الأسباب والدوافع لدى كل من الجماهير والأنظمة، فقد عقدت ثلاثة مؤتمرات على التتابع في غضون خمسة أيام.
ـ أولها مؤتمر قطر وقد دعت إليه القيادة السورية. وحضرته إحدى عشرة دولة عربية، وغابت عنه بقيتها. كما غابت عنه الجامعة العربية.
ـ ثانيها مؤتمر شرم الشيخ الذي دعت إليه مصر، وقد حضره بعض العرب وغاب عنه بعضهم.
ـ وثالثها مؤتمر الكويت وقد حضره ستة عشر دولة عربية. وقد تمت فيه المصالحة بين كل من السعودية ومصر من جهة وسوريا وقطر من جهة([1]).
***
كان من النتائج البادية للعيان، والتي جاءت تصب في مصلحة المقاومة، ذلك الموقف النبيل لتركيا التي جاهرت برأيها وموقفها فيما يجري ـ إبان العدوان ـ فتصرفت دبلوماسياً وإعلامياً بما يدعم المقاومة، ويدين إسرائيل على عدوانها، مما أسفر عن تأزم في العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني الأمر الذي أرضى مشاعر الجماهير التركية، وأحيا العلاقة التاريخية والدينية والثقافية بين الشعب التركي المسلم وعرب فلسطين في غزة في محنتها.
ساسة الكيان الصهيوني وشعبه لا يرون العالم إلا من زاوية بدائية ضيقة تعلموها منذ نعومة أظفارهم. رضعوها مع اللبن على أنهم الشعب الوحيد الذي اختاره الله من بين سائر خلقه، مميزاً إياه عن سائر ذلك الخلق.
فهل بعد هذا يمكن لعاقل أن يصفهم بالتحضر والعلم والعلمانية، فضلاً عن أن يتمتع هؤلاء بأي قسط من الأخلاق وهم على هذا القدر من التخلف والتحجر..؟
وهل يعقل أن يكون هؤلاء، الذين لا يزيد تعدادهم اليوم في العالم كله عن خمسة عشر مليوناً، هم وحدهم المختارون من الله دون غيرهم، وأن المليارات الستة التي تعمر أرجاء الكرة ا لأرضية ليسوا غير حيوانات وعبيد خلقها الله من أجل خدمتهم..!؟
ألا إنه الجنون بعينه. سمة شوفينية، نرجسية، أنانية، غرور أحمق، سمه ما شئت إلا أن يكون عقلاً. هذا ما عرفه العالم اليوم عنهم بعد أن كان مغروراً بهمُ مخدوعاً.. تأكدت لديه هذه الحقيقة وهو يرى رأي العين مشاهد القتل الإجرامي الجماعي، الذي تعجز الكلمات عن وصف بشاعاته، ومعاناة ضحاياه الرهيبة عند موتهم. كما رأى العالم النزعة البدائية الراغبة في تدمير كل ما يقع في طريقها فيما هي تقتحم عليهم مساكنهم في مدنهم وقراهم غير آبهة لما يحل بهم مما لا يحتمله بشر. ذكر جنود إسرائيليون أنهم تلقوا أوامر بألا يبقوا على أحد من المدنيين الذين يقتحمون عليهم منازلهم في غزة، بل إعدامهم أفراداً أو أسراً بكاملها.([2])
لا ريب أن هذا سيكون له أثره عليهم في قادم الأيام. وإنه ليبدو لكل ذي بصيرة أن العد التنازلي لوجود هذا الكيان في أرضنا قد بدأ، وأن نهايته الوشيكة أمست حقيقة مؤكدة، ولم تعد بعد اليوم مجرد أحلام يقظة وأمنيات تراودنا من قبيل الإرهاص وحده.
وقد يجدر بنا أن نذكر ــ ما دمنا في هذا السياق ــ أن كتَّاباً ومفكرين، من يهود وغيرهم، قد حذَّروهم من مصير قاتم يتربص بهم، كياناً ووجوداً، نتيجة لسياساتهم وممارساتهم الخارجة على الأخلاق والقوانين السماوية والأرضية المعروفة.
نذكر من بين هؤلاء المفكر اليهودي الحاخام (ناحوم غولدمان) في كتابه (إسرائيل إلى أين؟)، والكاتب (ألفريد ليلنتال) في أكثر من كتاب، من بينها كتابه (علم إسرائيل ليس علمي)، ومنهم المؤرخ الإسرائيلي (إسرائيل شاحاك)، والكاتب اليهودي الأمريكي (نعوم تشومسكي)([3])، والكاتب الأمريكي (بول فندلي) في كتابه (من يجرؤ على الكلام) يتحدث عن نفوذهم وخطرهم على أمريكا ذاتها وعلى كيانهم نفسه.
يقول ناحوم غولدمان:
"إن الجانب الأكثر مأساوية للوضع الآن هو التطور الذي أدى إلى تفاقم عزل إسرائيل عن العالم. إن الكثيرين من مؤيديها ــ باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية ــ هم من الفئات والأنظمة العسكرية والرجعية. إن دولة إسرائيلية معزولة في العالم ليس لها سوى صديق حقيقي واحد ـ من يعلم إلى متى ستدوم تلك الصداقة([4])؟ ـ هو الولايات المتحدة التي ستصبح في المدى البعيد بموقف غير ثابت. إن النقد الرئيسي الذي أوجهه لدولة إسرائيل اليوم إنما هو تعبير عن خوفي من رؤية هذه الإسرائيل الجديدة وقد تحطمت إذا ازداد الوضع خطورة حيال المبادئ التي هددت اليهود في الماضي"([5]).
إذا كان هذا رأي (ناحوم جولدمان) أحد حاخاماتهم في السبعينات فماذا سيكون رأيه فيما هي عليه إسرائيل اليوم؟
كما ظهر الانقسام جلياً بين يهود إسرائيل ويهود آخرين كجماعة (ناتوري كارتا) اليهودية التي تتنكر للوجود اليهودي في فلسطين كدولة، وتتنبأ ــ حسب كتبهم ــ بأن هذا الوجود ما هو سوى مقدمة النهاية والدمار ليهود العالم، وأنه كان على الصهاينة ألا يقدموا على هذه المغامرة لتحقيق مصالح سياسية ومالية صرفة لأصحابها على حساب المصلحة اليهودية الحقيقية للمستقبل. وقد تتفق هذه النظرة مع ما لدى المسلمين في تراثهم القرآني والنبوي ــ سورة الإسراء ــ من نبوءة عن تلك النهاية التي تنتظرهم عند بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وكذلك الأحاديث النبوية الصحيحة في هذا الشأن.

([1]) لم تظهر حتى الآن نتائج هذه المصالحة.هل كانت شكليّة عمدت إليها السعودية بوصفها الدولة المضيفة أم تراها تسفر مستقبلاً عن نتائج إيجابية لمصالح العرب..؟

([2])الأندبندنت البريطانية عن هآرتس الإسرائيلية في 22/ 3/ 2009.

([3])يقول في أحد كتبه (إن الأمم البيضاء ـ أمريكا وأوروبا ـ يعملون على أكل الأمم السوداء والملونة).

([4]) هذا قوله أيضاً.

([5]) كتاب (إسرائيل إلى أين؟) ـ ناحوم غولدمان منشورات فلسطين المحتلة 1980 صفحات 124 ـ 125.


[/align]
</H1>
طلعت سقيرق غير متصل