عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 12 / 2009, 29 : 02 PM   رقم المشاركة : [9]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: محرقة غزة ونهاية الأسطورة .. كتاب من تأليف د. يوسف جاد الحق

[align=justify] <H1 dir=rtl style="MARGIN: 5pt 0cm">الثأر والانتقام والعقاب

حمقى إسرائيل ومجرموها ينسون أن هناك شيئاً اسمه الثأر والانتقام، وأن هناك عدلاً إلهياً يوقع العقاب في الدنيا قبل الآخرة ـ التي لا يؤمنون بها ـ وأن الله ينصر الحق على الباطل فيدحضه ويزهقه عاجلاً أو آجلاً)إن الباطل كان زهوقا(.
ما حدث للفلسطينيين على مدى السنين ليس له أن ينسى أبداً على مدى الأيام. الطفل الفلسطيني الذي يعيش الأحداث على هولها، يشهد ما يجري أمام عينه. تقتل أمه وأبوه وأشقاؤه وجيرانه ورفاقه في المدرسة.. يراهم أجساداً ممزقة مشوهة. كانت عما قليل حلوة جميلة تمور بالحياة من حوله. يتلفت حوله فلا يجد منهم أحداً. قلبه ينفطر حزناً وألماً وإحساساً بالقطيعة والغربة والوحدة. ألن يكون الطفل هذا مشروع مقاوم شرس..؟ وذاك الذي يرى برك الدماء، وتلال الأجساد، وجبال الأنقاض لمباني كانت قائمة.. السقف يسقط فوق رؤوس ذويه فينسحقون أدناه وكذلك الجدران، ويسلم هو.. كيف؟ لا يدري.. لكنه لا يسلم من جروح وكسور ويمنع عنه الجناة حتى سيارة الإسعاف من هلال أحمر وصليب أحمر. يقتلون من فيها ــ يواصل النزف إلى أن يشرف على الموت.. يعيش أخيراً.. ولكن لشقاء أبدي، وحزن سرمدي، ووحدة قاتلة تلازمه مدى الحياة. لن يعرف الفرح من بعدهم.. فهل له أن ينسى؟ ألن يغدو مقاوماً جباراً في قابل الأيام، تبعاً للأحوال النفسية التي يعيشها..!؟ ألن يكون هذا مشروع مقاوم شرس..؟ إسرائيل تتفنن ــ دون أن تدري ــ في صنع أعدائها. ما تجنيه أيدي قادتها وجنودها لن يكون إلا وبالاً عليها. إنها تؤسس لنسف كيانها الهش من أساساته وقواعده.
ذاكرة الطفولة لا تنسى. وهذه ذاكرة تكتنفها صور الموت والفزع والدماء.. ذكريات الأحبة.. نداءات الأم في الصباحات المشمسة وعودة الأب في الأمسيات الممطرة..
فقد الحب والحنان.. لمسة اليد الحانية ودفء حضن الأم الرؤوم، ودعابة الشقيقة، ومشاكسة الشقيق.. حقيبة المدرسة.. جرس الانصراف..
ماذا سيصنع هؤلاء بمن سيجايلونهم من أبنائكم غداً أيها الأغبياء..؟ من يضمن لكم ألا يفعلوا بهم ما فعل أباؤهم بأهليهم وذويهم، عندما تحين ساعة الخلاص.. وهي آتية..؟
أليست الشريعة التي جاء بها نبي الله موسى عليه السلام نفسه (أن العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص..) والبادئ أظلم..؟
هل في مقدور ناشئنا غداً أن يغفروا للجناة إجرامهم، وإعفاءهم مما اقترفت أيديهم..؟
سنة الله في خلقه ألاَّ يفلت المجرم من العقاب...
)ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويلا...(

لقد ورد على ألسنة منظريهم وسياسييهم، في أكثر من مناسبة أنهم يثأرون اليوم لأحداث وقعت في تاريخ مغرق في القدم من أناس يعيشون اليوم لأن هؤلاء من نسل أولئك، من مثيل ما أعلن عن أنهم عملوا على دفع أمريكا لتدمير العراق، شعباً ودولة، انتقاماً من (نبوخذنصر). وحكاية السبي البابلي. وأنهم ينتقمون كذلك من مسلمي اليوم لما حلَّ بهم ــ حسب زعمهم ــ في عهد الرسول محمد (r).
فهل يتصورون أن من يعيشون اليوم هذه الأحداث الرهيبة بأنفسهم، يشهدونها بكل جوارحهم، لن يذهبوا إلى الانتقام ممن سوف يعايشونهم مستقبلاً عندما تتهيأ الظروف لمثل ذلك؟؟

في كتابه تعالى:
]وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب. إن ربك لسريع العقاب[.
وبما أن يوم القيامة لم يأت بعد..!! فمن المؤكد أنهم سوف يُنتقم منهم على أيدي أبناء الشهداء وضحايا العدوان اليهودي الآثم الجاري في أيامنا هذه.



[/align]
</H1>
طلعت سقيرق غير متصل