عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 12 / 2009, 56 : 11 PM   رقم المشاركة : [18]
أسماء بوستة
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي

 الصورة الرمزية أسماء بوستة
 





أسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

رد: القيروان عاصمة الأغالبة و رابع مدينة مقدّسة في الإسلام

[align=justify]أبو الحسن علي الحصري القيرواني

أبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصري الشاعر الضّرير،هو ابن أخت أبي إسحاق إبراهيم الحصري صاحب "زهر الآداب "ويقال إنّه ابن خالته كما ذهب إلى ذلك ابن خلّكان في وفيات الأعيان" وهو ما يستبعد لبعد التاريخ بينهما.

ولد أبو الحسن علي الحصري القيرواني حوالي سنة 420هـ بالقيروان ونشأ فيها وتضلّع من علم القراءات وفنّ القريض. وفي سنّ الشباب بعد أن تجاوز العشرين سنة بقليل من عمره هاجر من القيروان بسبب الغزوة الهلالية وتخريب بني هلال وسليم وزغب مسقط رأسه وقصد سبتة، وانتصب بها يدرّس. ثم نزح إلى الأندلس حيث مدح ملوك الطوائف ونال صلاتهم، وقد سبقته شهرته الأدبية " فتهادته ملوك طوائفها تهادي الرياض للنسيم وتنافسوا فيه تنافس الديار بالأنس المقيم." حسب تعبير ابن بسّام في الذخيرة "ومّمن اتصل بهم علي الحصري المعتمد بن عبّاد صاحب إشبيلية ، والمعتصم بن صمادح صاحب المريّة، وأعيان بلنسية ودانية ومالقة، مدحهم بغرّ القصائد، لكن علي الحصري لم يبق طويلا بالأندلس، غادرها إثر تغلّب المرابطين على ملوك الطوائف سنة 483 هـ ،وقصد طنجة واستقرّ بها إلى وفاته سنة 488هـ .

كانت مشاعر الغربة لا تفارقه وعاطفة الحنين إلى إفريقية تختلج في باطنه، وكانت نار الفراق تضطرم اضطراما في داخله وهي نار فراق ا لأوطان والأحبّاء.
وكان علي الحصري يعتدّ بشعره، ويفاخر بأدبه خاصّة في رسائله.

ومن شعره في الفخر وهو يأسف لفراقه القيروان وجوازه إلى الأندلس:

في كل أرض مـــــــــــــوطن *** يعــرف فيه جـــــاهنـــــا
وإنـّمــــــــــــــــــا ألجــأنــــا *** إلـــــى هنـــــا إلا هنـــــا


علي الحصري الغريب عن الوطن:

يلمس قارئ ديوان علي الحصري "اقتراح القريح واجتراح الجريح" صلة وطيدة بين الشاعر وبين بلده القيروان، فهو يصوّر هذه الرابطة العجيبة التي تربط القيروان بأبنائها ، فيصفها بالجنة عندما يتحدث عن ابنه عبد الغني المتوفى ويقول:

نسيت به جنتي *** وعشت به ناعما في لظى

وهو يمدح القيروان بحنين وعارم شوق إليها، مفضّلا أدباءها على أدباء المشرق والأندلس، مصوّرا حضارتها المتألقة، مشيرا إلى ثروتها وفضائلها وازدهارها في القديم.

قيروان جدّك *** لا منبر كمنبرها
تاج مصر معقده *** كـــان تحت خنصرها
شاعر العراق كبا *** عن مدى شويعرها
... والملوك عاجزة *** عن نضار موسرها

ويتغنّى علي الحصري بفضائل القيروان معبّرا عن حنينه إلى مسقط رأسه وقد نزح عنه إلى الأندلس فالمغرب الأقصى:

أيا سقى الله أرض القيروان حيّا *** كأنّه عبراتي المستهلات
وكفّ عنها أيادي المفسدين لها *** ولا عدتها من الخيرات عبادات
فإنّها لدة الأحباب، تربتها *** مسكيّة وحصا ها جوهريات
أرض بها الخير مجموع، مباركة *** لله فيها براهين وآيات

ويشير إلى خلاء القيروان وخرابها على أيدي بني هلال فيقول:

مغتو بالدّمع مغترب *** ماله مال ولا ولد
عثت الأعراب في بلد *** فاكتسى ثوب البلى البلد
آحد يا برق السحاب له *** من جفوني ما رسا أحد


ويفتخر ببلده القيروان ويأسى على فراقها مناجيا روح ابنه:

والقيروان حمى أبيك منأى *** إلا وربع القيروان دريس
نحن البدور النيرات ومصرنا *** فلك بشهب رماحنا محروس


علي الحصري شاعر الحنين إلى الوطن:

لنا إشارات عديدة عن حياة علي الحصري في القيروان خاصة في قصيدته التائية التي أوّلها:

موت الكرام حياة في مواطنها *** فإن هم اغتربوا ماتوا وما ماتوا

وقصيدته الرائية التي أوّلها:

على العدوة القصوى وإن عفت الدّار *** سلام غريب لا يؤوب فيزدار

ففي الأولى يلمّح إلى حياة اللهو التي كان يحياها، ومجالس الأنس والطرب التي كان يشارك فيها، يقول ذاكرا إياها وهو بالأندلس، فيختلج قلبه بمشاعر الشوق والحنين:

كأنّني لم أذق بالقيروان جنى *** ولم أقل: ها لأحبابي ولاهاتوا
ولم تشقني الخدود الحمر في يقق *** ولا العيون المراض البابليات


لذلك يحنّ إلى بلده، يستقصي أخباره، وهو بعيد عنه، وينتظر إحدى الرسائل تأتيه من حبيبة من حبيباته الكثيرات:

أبعد أيامنا البيض التي سلفت *** تروقني غدوات أو عشيات ؟
... واسأل السفن عن أخباره طمعا *** وأنثني وبقلبي منه لوعات
هل من رسالة حب أستعين بها *** على سقامي فقد تشفي الرسالات ؟


ويناجي بلده رغم بعد المسافة، ويتمنى أن لو يرجع إلى أرض صبرة ليشفيه ماؤها القراح:

أيا يا بروقا لحن من نحو صبرة *** وليس لها إلاّ دموعي أمطار
عسى فيك من ماء الحبيبات شربة *** ولو مثل ما يوعي من الماء منقار


ويصف لنا علي الحصري القيروان في صورة بهيجة، منمّقة، قد ازدهرت فيها الحضارة وبلغت أوجها في مختلف الفنون والعلوم، وصارت عند الشاعر جنة، مسكية الثرى، جوهرية الحصى، مباركة الهوى، قدسيّة التربة، أهاليها أسخياء الأيدي، كرماء النفوس، والحبيبات فيها آيات من الحسن والجمال، كأن وجوههنّ روضات أنس وأريج مالئ الدنيا:

ألا سقى الله أرض القيروان حبا *** كانه عبراتي المستهلات
فإنها لدة الجنّات تربتها *** مسكية وحصاها جوهريات
إلاّ تكن في رباها روضة أنف *** فإنّما أوجه الأحباب روضات


إقتراح القريح واجتراح الجريح

يضمّ هذا الديوان 2591 بيتا، وهو ديوان في رثاء الشاعر لابنه، وتقدم كل قصيدة فيه الجديد عنهما وعن حياتهما في الغربة، بنفس متجدّد في صيغ قشيبة، مؤثرة في النفوس، تكتسي جزالة في التعبير، ونلمس فيها أصداء لما كان يحدث بالأندلس، ومواقف الشاعر مما يحدث من أحداث في هذه البلاد.

ولهذا الديوان ثلاث مقدمات: الأولى خالية الحروف من النّقط، والثانية منقوطة الكلمات" خرج فيها عن الرسم، عن المألوف"، والثالثة منقوطة وخالية من النقط، ضمّنها كثيرا من الأمثال والحكم التي ابتدعها.
التزم الحصري في ديوانه هذه حروف المعجم، وتبدأ كل قصيدة بحرف القافية السّابقة، وتضم كلّ قصيدة خمسة عشر بيتا.

ومن المهمّ في هذا الديوان أنّ الشاعر يعرّفنا بحياته الخاصة التي قلما نجد آثارها في التّراجم، إذ يمكن أن نعدّ قصائد "اقتراح القريح" من أدب الاعترافات، إذ يعلمنا الشّاعر عن زوجته الخائنة التي تخلت عنه وعن ابنه وفرّت مع شاب بربري فخلّفت في قلبه الأحزان، وفي فكره الهموم، وفي نفسه اليأس والخيبة المرّة.
ويعلمنا كذلك عن الإماء اللاّتي كنّ أحطن بابنه عبد الغنيّ، والجواري الفاتنات اللاّتي كنّ رعينه، ويسجّل لنا الحصري في كتابه هذا خاصة أوهامه وهواجسه وتخيّلاته، ويصرّح لنا برأيه في قضايا عديدة بالأندلس، وما وقع فيها من فتن وحروب، ويذكر القيروان وما منيت به من خراب على أيدي عتاة بني هلال ومختلف القبائل التي وفدت عليها كالجراد المنتشر من المشرق.

يقول متأسفا على حلوله بالأندلس، ولولا النّكبة الهلالية لما رحل إليها، ولما كانت رحلته عبر البحر.

لولا رياح لم أك أمتطي *** ذا الأخضر الطّامي وذلك الأحوصا
وطن بغير غنى أحبّ إلى الفتى *** من غربة تغنيه إذ لا مخلصا


ويدل عنوان هذا الديوان"اقتراح القريح واجتراح الجريح" على الأحزان التي استوطنت قلب الشاعر، وعلى الجروح التي لم تلتئم في صدره، فهذه القصائد التي تضمّها دفتا الديوان آهات متتالية، ونقشات متصاعدة، وشكاوى مرّة تعبّر عن الأبوّة الموجوعة في فقد قرّة العينين، زينة الحياة الدنيا... لذلك قرّر الشاعر تأبين ابنه عبد الغني بديوان كامل يقول :

زد وأبّنه يا فمي *** أمل ما شئت ينسخ

ويقول:

فحسبى مراث له *** أردّد إنشادها

ويعتبر ديوان "اقتراح القريح" ظاهرة فريدة في الأدب العربي تدلّ على تضلّع من الشّعر، ونبوغ في قرض المعاني المتجدّدة، فلنتابع مرض ابنه عبد الغني ووفاته ورحيله إلى مثواه الأخير في بلد الغربة كما يبدو ذلك في هذا الديوان. لقد حار الأطباء في مرضه بعد أن التجأ إليهم الأب في أمكنة عديدة من المدن الأندلسية، لكن دون جدوى، ودون شفاء:

جعلت أداوي علتيك تعلّة *** عسى الدّم يرقا والتورّم ينفشّ
سألت أطباء المريّة عنهما *** وقرطبة حتى الذي داره ألّشُ


المعشـــّرات

هي قصائد على حروف المعجم، كلّ منها يحتوي على عشرة أبيات مبدوءة بحرف القافية، وهي ذات موضوع واحد، وهو التّغزّل بامرأة والشّاعر هو السابق لاختراع هذا النوع الشعري، إذ جرى على منواله فيه كثير من الشّعراء، وهو المبتكر لالتزام طريقة معّينة في النّظم محدودة الأبيات.
وقصائد المعشّرات هي رسائل حبّ وجهها علي الحصري إلى حبيبته، وتفيض بمشاعر الشّوق والحنين، مضمّخة بالشكوى من الغربة والزمان الجائر:

دهتنا اللّيالي بالنّوى فتفرّقت *** جآذر كانت تلتقي وأسود
دوائر ذي الدّنيا تدور بأهلها *** فتنقص أحوال الفتى وتزيد


يخلّد الشاعر في ديوان المعشّرات لحظات العشق التي عاشها فيحنّ إلى حبيبته بأسى وحزن دفين، ويرسم معاني الفراق وحرقة الغربة ومشاعر الأمل القويّ في العودة إلى موطنه:

عفا الله عن ذا الدهر إن ردّ شملنا *** وشعّب منا كل قلب مصدّع

يا ليل الصبّ متى غده؟

جاءت هذه القصيدة في 99 بيتا، في بحر الخبب بقافية الدال، وهي متكوّنة من جزأين اثنين: جزء غزلي في 22 بيتا، وجزء في 77 بيتا في مدح صاحب مرسية، وشكوى الحال، والمدافعة عن النفس، وتبرير الموقف، وردّ التّهم التي اتهم بها الشاعر لدى الملك. أمّا الخاتمة فتضمّ معنى الافتخار بالنّسب والحسب والتفوّق في قرض الشعر، إلاّ أن المشتهر من هذه القصيدة الاثنان والعشرون بيتا الأولى، وهي تحتوي على معان غزلية ابتدعها علي الحصري فصارت متّبعة، مقلّدة، ومعارضة، وهي أشهر من نار على علم، عارضها عشرات وعشرات من الشّعراء بالمشرق والأندلس والمغرب.

تبتدئ القصيدة بمخاطبة اللّيل والتساؤل عن موعد الفجر، لقد أبق النّوم من عينيّ الشاعر الصّب المدنف، السّاهر مع خيال الحبيب الشارد عنه حتّى رقّت له النجوم، وندبت حبّه المكسوف، وخيّم الحزن على ظلمة اللّيل، واشتدّت معاناة الشّاعر للحبّ المضني، وطال السّهر، بينما رقد كلّ السّمّار يتمتعون بلذيذ المنام، وممتع الأحلام، وهو أرق مسهّد، يائس من النّوم، بعيد عن الحبيب، وقد تخلّت عنه الأماني والآمال:

ياليل الصّبّ متى غده *** أقيام الساعة موعده؟
رقد السّمارُ فأرّقه *** أسف للبين يردّده
فبكاه النجم ورقّ له *** ممّا يرعاه ويرصده


يتغزّل الشّاعر بغزاله، لكنه لا يصوّره لنا بصورة حسّية مباشرة وإنّما يصوّره عبر أحاسيسه وأفكاره وخيالاته، فالشّاعر يصطاد صورة حبيبته في النّوم أو الخيال، وإذا بالصياد الماهر يذهب ضحيّة صيده، وإذا بالعملية تنقلب فجأة فيصبح الغزال هو الآسر، والشاعر يقع في الشّرك، وهنا يكمن سرّ جمال الصّورة البديعة، دون جوان يجني في الأخير إثم ما اقترفت يداه، ويبوء بعذاب نفسيّ شديد، لكنّه يتلذّذ لأنه يتمتّع بجمال الحبيب، ويبرّئه من أيّ ذنب، لأن الحبّ يشفع في كلّ الذنوب. ويبوح الحصري لنا بقصّة حبّه لهذا الشارد القاسي الذي لا يجرح بعينيه الجميلتين ولكن يريق دم العاشق الولهان مدرارا :

كلف بغزال ذي هيف *** خوف الواشين يشرّده
نصبت عيناي له شركا *** في النّوم فعزّ تصيّده
وكفى عجبا أنّي قنص *** للسّرب سباني أغيده
ينضو من مقلته سيفا *** وكأنّ نعاسا يغمده
كلاّ لا ذنب لمن قتلت *** عيناه ولم تقتل يده


والحصري هو الشاعر الفقيه القاضي الذي يصدر حكمه العادل في هذه القضيّة، ونجد في البيت الأخير تورية لذيذة، والحكم الباتّ الذي يصدره هو أنّه لا حرج على العيون إذا قتلت العاشقين. وكما خاطب الشّاعر اللّيل في مستهل القصيدة باحثا عن السلوى والعزاء، يناجي حبيبته طالبا الوصال، واصفا حالته وهي حالة الغريب العاشق، البعيد عن الوطن موطن الحبّ والهوى والشباب والأمل المنشود.

يامن جحدت عيناه دمي *** وعلى خدّيه تورّده
خدّاك قد اعترفا بدمي *** فعلام جفونك تجحده؟
إنّي لأعيذك من قتلي *** وأظنّك لا تتعمّده
بالله هب المشتاق كرى *** فلعلّ خيالك يسعده
ما ضرّك لو داويت ضنى *** صبّ يدنيك وتبعده
لم يبق هواك له رمقا *** فليبك عليه عوّده
وغدا يقضي أو بعد غد *** هل من نظر يتزوّده؟


ويبدو لنا العاشق في آخر هذه القصيدة، في مظهر الباكي المتجلّد المشتاق الذي يعاني من البعد، ويشكو من الدهر وظروفه القاسية عليه:

يا أهل الشوق بنا شرق *** بالدّمع يفيض مورده
يهوى المشتاق لقاءكم *** وظروف الدهر تبعّده
ما أحلى الوصل وأعذبه *** لولا الأيّام تنكّده


معارضات قصيدة "ياليل الصبّ"

تعدّ معارضات قصيدة "ياليل الصبّ" بالعشرات، لكنها تتفاوت جودة وحسنا، من أحسنها قصيدة أحمد شوقي :

مضناك جفاه مرقده *** وبكاه ورحّم عوّده

وقصيدة أبي القاسم الشابي التي يبيّن فيها تأثير حبّه في نفسه، وشجاه لموت حبيبته، فيبكيها بوحشة وشجن كبيرين :

غنّاه الأمس وأطربه *** وشجاه اليوم فما غده؟

ومن أحسنها أيضا معارضة بشارة الخوري :

النّجم بثغرك أرصده *** واللّيل بشعرك أعبده

ويكمن سرّ جمال معارضة أحمد شوقي في أنّه لزم معاني علي الحصري وتفنّن في أدائها من جديد، فهي تقاسيم على نفس الأفكار والرّؤى، ومواصلة لقصيدة علي الحصري، فكأنّها من نفس القريحة، وتوأم "ياليل الصبّ".

ونشير إلى معارضة مصطفي خريف التي بدأها بقوله :

العهد هلمّ نجدّده *** فالدهر قد انبسطت يده

فهي قصيدة بالفرح والسّعادة، تؤطّرها الطّبيعة الجميلة الخلاّبة بإحدى واحات الجنوب التونسي.

وهكذا فإن أبا الحسن علي الحصري القيرواني هو من أنجب شعراء إفريقية في العهد الزيري، بل هو شاعر القيروان الأوّل، ولقّب بشاعر الزمان وقصيدته "ياليل الصبّ " هي من أجمل القصائد في الأدب العربي وأروعها بها افتتن الشّعراء وأولع المغنّون لما فيها من الصّور والمعاني والنّغم.

وهو صاحب التّائية في رثاء القيروان عند النّكبة الهلاليّة، وصاحب ديوان "اقتراح القريح واجتراح الجريح" في رثاء ابنه عبد الغني، وهو ديوان يصوّر الأبوّة الملتاعة بفقد فلذة الكبد.
وهو صاحب الرّائية في 212 بيتا في قراءة نافع، وتسمّى القصيدة الحصريّة، وهي من الشّعر التعليميّ في فنّ القراءات.

من كتاب أبو الحسن علي الحصري
للدكتور أحمد الطويلي (بتصّرف)

[يتبع][/align]
توقيع أسماء بوستة
 [frame="15 85"]
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إن لم يكن دينه إلى ديني دان
لقد صار قلبي قابلا كل صورة :
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه
فالحب ديني و إيماني
إبن عربي
[/frame]
أسماء بوستة غير متصل   رد مع اقتباس