عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 01 / 2010, 47 : 09 PM   رقم المشاركة : [8]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: فَلْتَحْنُ عَلَيْنَا الْقَصَائِدُ إِذَاً ..بقلم : رعد يكن

الشاعر الجميل رعد
هل القصائد إن حنّت إليك أو أحنت عليك تردك سيرتك الأولى؟
هذا سؤال جعلته مدخلا لقراءة قصيدتك الجميلة تلك القصيدة التى بعثرت حرفها كما تبعثرت روح الذات الشاعرة وتخاصمت مع الواقع فاستلعت عليه حين حين كشفت عواره وفضحته وأرادت أن تهرب منه إلى معادل آخر هو الشعر والقصيدة بررت هذا الهروب الى النصوص الشعرية تستجديها فرارا من ألم العالم المادى المسكون بأصدقاء السوة والأفاعى والثعابين والظمأ والخادع إلى عالم روحى يسكنه الجمال والوضوح والصدق هنا تفجر الخطاب الشعرى للنص متخذا من الاستهلال القلق نواة شعرية جدية
"فِي ضَعْفِ الْبَوْحِ لأَصْدِقَاءِ السُّوءِ بِمَأْسَاتِي
وَاسْتِدَارَةِ الشَّمْسِ حَوْلِي .
فِي الْبَحْثِ عَنْ جَوَانِبِي وَعَتَبَاتِ الْكَلامِ
وَتَقَلُّبِ الْحُلْمِ فِي فِرَاشِي.."
فهذا الاستهلال التشويقى والممثل لمفصل الدلالة وهو قلق الذات الشاعرة تجاه العالم المسكون بالشر وهذا الاستهلال يتوالد فى النص بما يشبه سدى الحائك ليدفع بالخطاب إلى التوتر الموازى لقلق الروح وهذا مبعث الجمل الشعرية الأقرب إلى لون الحكمة والمحكمة فى موسيقاها وبيتها
"لا شَيْءَ يُجَاوِرُ الْفِطْرَةَ الآَنَ
وَلا بُيُوتَ لِتَسَكُّعِ الضَّمَائِرِ
فِي انْحِسَارِ الرُّؤْيَةِ وَبَعْثَرَةِ الرَّعْدِ بَيْنَ الْغُيُومِ
وَانْحِنَاءِ الْمَطَرِ لِلسَّمَاءِ كُلَّ يَوْمٍ "
وهذا الرعد المهزوم يركن إلى صوت الفراغ عند انحسار الرؤيا يستصرخ هذا الفراغ الذى يفضى به الى بعثرته بين الغيوم وانحناء المطر أمام السماء وجميل أن يوراى الشاعر بينه " رعد" وبين الرعد علامة اهتزاز الكون فى لحظة البعثرة هنا يكمن بيت القصيد فى النص الشعرى الملاصق لروح الشاعر الرسام الذى نحت هذه القصيدة نحتا وبث فيها من روح الشعرية ما يجعلها تتدفق وفق إحكام جمالى واع ببناء النص حتى أن خاتمة القصيدة تمثل صوت صوت استهلالها
"عُدْ إِلَى أَصْدِقَائِكَ وَقُلْ لَهُمْ:
الشَّمْسُ لا تَنْتَهِكُ حُرْمَةَ الليْلِ
وَلا الليْلُ نَامُوسٌ لِلصَّبَاحِ
فَلْتَحْنُ عَلَيْنَا الْقَصَائِدُ إِذَاً "
وتحقق معمدانية العنوان أيضا وتختزل الدلالة الكبرى فى لحظة التنوير هذه والنص اختار لغة تتشظى على متن بياض الصفحة فتخلق دهشة الكتابة ولذة القراءة معا والشاعر واع لقارئه الضمنى ومتليقه مفتوح الأفق لذا جاءت لغة النص من نوع السهل الممتنع فالسهولة تمكن فى انسياب اللغة وعفويتها والامتناع يكمن فى الاختزال الصورى والعمق الدلالى المتفجر عبر النبية الصغرى للجملة الشعرية أو البنية الكبرى للخطاب الشعرى للنص
كما أن الحيل الفنية للمفارقة التى لعب عيها الشاعر فى كشف الواقع العفن وبياض الروح اكبست النص نوعا من الطزاجة الفنية تجعلنا ننحنى إجلال له ولشاعرنا الذى استرقنا بهذا النص وارتفع بنا لنتطابق مع وجدانه تماما نخطب ود القصائد التى تردنا إلى عفويتنا وفطرتنا الجمالية وتعيد إلينا سيرتنا الأولى
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس