07 / 01 / 2010, 16 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [25]
|
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي
|
رد: القيروان عاصمة الأغالبة و رابع مدينة مقدّسة في الإسلام
[align=justify]مقـام أبـي زمعـة البلـوي( سيدي الصّاحب )
أقيمت هذه الزّاوية تخليدا لذكرى الصّحابي الجليل أبي زمعة عبيد بن أرقم البلوي الذي وافته المنيّة سنة 34هـ/654م خلال الفتوحات الإسلاميّة لإفريقيّة على إثر معركة ضدّ الجيوش البيزنطيّة قرب عين جلولة ( 30كم غرب القيروان ). وقد دفن جثمانه في موضع القيروان قبل تأسيسها. ويذكر أن هذا الصّحابي الجليل يحمل معه شعيرات من الرّسول صلى الله عليه وسلّم ، ويرجع تاريخ بناء المقام إلى عهد حمودة باشا سنة 1072هـ/1663م كما تشير إليه اللّوحة الرّخاميّة المثبتة فوق مدخل المدرسة. كما تولّى محمّد بن مراد بعيد ذلك إعادة بناء الضريح ويتألّف المقام من العناصر التّالية:
1-مخزن( مستودع ) يوجد على يسار المدخل وقد كانت تخزن فيه المواد والمنتوجات المتأتّية من الأحباس والهبات.
2-"العلــوي" المخصّص للباشا فوق المخزن وكان يستعمل أيضا للمسؤول عن المجابي ثمّ في فترة لاحقة كمأوى للضّيوف الكبار الوافدين على الزّاوية
3-المدرسـة: وهي ملاصقة للمخزن تمثّل النّموذج للمدرسة التونسيّة وتتميّز ببيت صلاتها المستطيلة والعميقة والتي تتألّف من بلاطتين طوليّتين بمحرابها الذي تعلوه قبّة محمولة على محارات مضلّعة. وللمدرسة صحنان أحدهما تحيط به الأروقة من الجهات الأربعة التي تتوزّع حولها غرف الطّلبة. وتنتصب عند الزّاوية الشّماليّة الشّرقية المئذنة ذات التأثيرات الأندلسية والمزخرفة بمربّعات القاشاني التي تعلوها عقود متجاوزة ومتوأمة ومزخرفة بشرفات مسنّنة فريدة في القيروان وهي تذكّرنا بمئذنتي جامع تلمسان الكبير بالجزائر وقصبة تونس.
وهذه التأثيرات الأندلسيّة ليست غريبة عن معالم القيروان بداية من العهد العثماني لا سيما وأنّ المشرفين على أشغال بناء هذا المقام هما من أصل أندلسي وهما الأخوان أحمد ومصطفى المذكورين في النّقيشة.
الضّريـح: ويسلك له عبر مدخل منكسر يؤدّي إلى بهو طويل نسبيّا تحتوي زخارفه أيضا على تأثيرات الفن الأندلسي. ويحدّ هذا البهو من جهتي الشّمالي والجنوبي رواقان ذوا أعمدة وعقود متجاوزة من الطّراز القيرواني تفصلهما تيجان من الطّراز الكورنتي الحديث منحوت عليها الهلال البارز رمز الدّولة العثمانيّة. ويفتح هذا البهو على قاعة مغطّاة بقبّة مزخرفة بالجصّ ( نقش حديدة ) على الطّراز الأندلسي. وهذه القاعة تفضي إلى الصّحن الكبير المخصّص لإقامة الطّقوس المختلفة وتحيط به أيضا أروقة أربعة جدرانها مزخرفة يكسوه من القاشاني الملوّن تعلوها لوحات من الجصّ المزخرف المنقوش. أمّا مقام أبي زمعة فهو عبارة عن قاعة مربّعة تغطّيها قبّة مزخرفة بزخارف حديثة ومتنوّعة ( القرن 13هـ/ 19 م ). ويبرز مقام الصّحابي أبي زمعة البلوي انسجام كبير بين مختلف مكوّناته المعماريّة وروعة في الزّخرفة ويعكس التّأثيرات الجديدة على العمارة التونسيّة التركيّة من ناحية والمنطبعة بمسحة بيزنطيّة والأندلسيّة من ناحية ثانية والمتأتّية عبر الهجرات القسريّة للعناصر البشريّة الأندلسيّة، وتختلط هذه التأثيرات بالموروث المحلي الذي خلّفته المدرسة المعماريّة القيروانيّة. وهو ما يبرز هذه القدرة على الاستيعاب أو الاحتواء التي تميّز الشخصيّة التونسيّة عبر العصور. ويعتبر أبو زمعة البلوي الشخصيّة المقدّسة الأكثر زيارة من قبل كل التونسيين وفي مقامة تعقد الزيجات ويختن الصّبية وإليه تهدى أوّل زريبة تنسجها الفتاة القيروانيّة.[/align]

مدخل المقام

الرواق المؤدي لقبة البهو

قبة البهو

صحن الضريح و قبته من الخارج

المجنبة الشرقية

لوحات القاشاني

قبة الضريح من الداخل

واجهة المدرسة من الخارج

واجهة المدرسة و المخزن من الداخل

صحن المدرسة و قبة البهو
|
|
|
|