[نزهة المكي]

[fieldset=العنوان]
تحية طيبة استاذنا الكريم طلعت
ذكرتني هاته المهزلة التي وصفتها بقصة بسيطة حدثت و مازال قائمة لفتاة فلسطينية بعمر الزهور من حين لاخر تستلقي بحضني عبر النت كي تفضي لي بهمومها .
القصة بدات عندما نادتني بصوت حزين يا خالة انا في منتهى التعاسة حتى في يوم العيد اتشح بالسواد . قلت لها لما ؟ انا اتفهم جيدا وضعك في ظل الاحتلال لكن لابد من الصبر و التحدي
قالت ليس ذلك همي الوحيد بل هناك افظع منه .. ماهو ؟؟ قالت انا شبه مخطوبة لفتى فتحاوي و انا حمساوية ـ العلاقة طبعا بدات قبل مايسمونه بانقلاب حماس ـ أخي الان يمانع في اتمام الزواج لانه متعاطف مع حماس ، و ابي لا يمانع لانه من فصيل يساري ... وهذا الامر يسبب لي اشكال قويا و تعاسة
سالتها و كيف هي اخلاق الفتى ؟ اجابت جيدة هو رجل محافظ و يقوم بواجباته الدينية ..
قلت لها انا لا ارى في الامر مشكلة و الاحسن ان تبقى العلاقات الاجتماعية بعيدة عن السياسة ...
قالت لكن يحدث بيني وبين خطيبي الكثير من الخلافات عندما نتحدث عن فصائلنا و نوضح موقفنا مما يجري هو يتعصب لفتح و انا لحماس ..
قلت لها و لما هذا التعصب لو رجعت للدين و العقيدة ستجدين انه حرام .. قالت لكن الصراع بين فتح و حماس هو صراع بين الحق و الباطل ..
قلت لقد كبرت الموضوع بل و طشت به لبعيد .. لان هذا الصراع هو صراع سياسي مصطنع و لا علاقة له بالعقيدة و الحق و الباطل خاصة بين صفوف الجماهير
ثم استدرجنا الكلام للفصائل الاخرى خاصة اليسارية فقالت هي ايضا اضعها في سلة فتح و اشكك في ايمانها !!! ...
قلت لها الان عرفت سر تعاستك .. إنها تلك الافكار المتطرفة التي بنيتي علها احكام غير منطقية و لا شرعية ايضا .. وهذا بسبب حداثة سنك و ما يتسم به هذا السن من روح تهافتية طائشة ..
احتجت على كلامي لكني تذكرت ساعتها ما قالته عن والدها كونه ينتمي لفصيل يساري .. و سالتها .. و ما رايك بوالدك الفاضل هل تشككين في ايمانه ايضا ؟؟
قالت كلا ابي من ربانا جميعا احسن تربية وهو يقوم دائما بكل فروضه الدينية و لم يغفل يوما عن قضية البلد و مستعد دائما للتضحية ..
فقلت لها و كذلك الكثير من ابناء وطنك بمختلف الفصائل و لا تنسي ان سيد الشهداء الشيخ احمد ياسين قال عدة مرات ان موقفه من الفصائل الاخرى هو انه يراها تنوع في المقاومة و ان حماس ستبقى دائما ساعدهم الايمن لانهم كلهم في خندق واحد و عدوهم واحد ..
سكتت الفتاة برهة ثم تذكرت موقفا احبت ات تسرده علي و كان انها و هي في الصف الرابع ابتدائي اصطحبها والدها الى بيت صديقه المناضل الكبير و المعتقل حاليا في سجون الاحتلال الاخ أحمد سعدات الذي اعجب بذكائها و اهداها مجموعة الاديب الراحل غسان كنفاني ..
فقلت لها ساعتها إذن انا اعتبرك تربيت على الثورة بمساعدة والدك و اخوانه في تيارات يسارية ثم تعززت عندك هاته الروح على يد حماس و تقوت اكثر بتلك الروح الدينية .. و هذا هو المجتمع الفلسطيني ككل الكل حماس و الكل فتح و الكل الجبهتين و الكل جهاد ... الكل يكمل الكل و لا غنى لاحد عن الاخر فلا داعي لهذا العبث و لا داعي للتاثر بالصراعات السياسية لانها ليست من الشعب و لن تكون له بل يشارك فيها الاعداء و هي مجرد افخاخ للايقاع بكم .. لابد ان تعود اللحمة بينكم و ان تكفوا عن تلك الصراعات السخيفة ...
اقتنعت الفتاة برايي لكن آثار الصراع بين فتح و حماس مازالت تخيم و تكدر اجواء اسرتها ككل و تحرج و تربك مسيرتها نحو التفاهم التام مع خطيبها و نحو الاستقرار و السعادة ..
[/fieldset]