سعيد الكرمي
( 1852 – 1935 )
ولد في مدينة طولكرم وإليها نسب وبعد ما أنهى دراسته الإبتدائية سافر إلى مصر فالتحق بالأزهر وحضر مجالس جمال الدين الأفغاني ودروسه ولما أنهى علومه عاد إلى فلسطين فعين مفتشاً للمعارف في قضاء طولكرم ثم مفتياً للقضاء نفسه . وفي فترة لاحقة انتمى الى حزب اللامركزية الإدارية العثماني وعندما قمت الثورة العربية 1916 ألقت السلطة العثمانية القبض على الشيخ سعيد وعدد كبير من أعضاء حزبه وساقتهم الى المجلي العرفي في عاليه بتهمة التحريض الثوري فحكم عليه بالسجن المؤبد وعلى بعض اخوانه المعتقلين بالإعدام ولكن الشيخ ما لبث أن افرج عنه بعدما سجن عامين وسبعة شهور في سجن دمشق وكان ذلك بعد هزيمة الأتراك وانسحابهم من البلاد . عين عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1920 ثم رحل الى عمّان ليشغل منصب قاضي القضاة حتى عام 1926 فغادرها غلى طولكرم حيث بقي هناك الى ان وافته المنية .
كان الشيخ كاتباً وشاعراً مقلاً ولا يعرف له في النثر إلا رسالة في التصوف عنوانها ( واضح البرهان في الرد على أهل البهتان ) وقد طبعها سنة 1875 م . وأما شعره فيجنح الى اللفظة الجاهلية والصورة الصحراوية أو التراثية ولكنه حسن السبك متين العبارة وخطيب مفوه وعالم بالتصوف والفقه وأسرار اللغة وعلوم القرآن والتاريخ والسيرة وكان له بين الناس حظوة مثلما كانت له مكانة رفيعة عند ذوي الشأن .
سلامة بن اسماعيل بن جماعة
( - 480 هج ) ( - 1086 م )
[size="4"][SIZE="4"]أبو الخير المقدسي ولد في بيت المقدس أيام كانت بلاد الشام تابعة للخليفة الفاطمي في مصر وكانت القوى البدوية هي المسيطرة على البلاد جميعها وقد وصل بنو مرداس زعماء الكلابيين في الشمال الى حكم حلب وسيطر آل الجراح الكلبيون على فلسطين وتمركزوا في الرملة الأمر الذي دفع الخلافة الفاطمية ( الظاهر بالله ثم المستنصر من بعده اعتباراً من سنة 427 هج ) الى قمع بدو الجنوب والعناية بإرسال الحكام الأقوياء الى دمشق وفلسطين من أمثال أنشتكين الدزبري ثم ناصر الدولة الحمداني ثم المؤيد حيدرة بن حسن الذين اهتموا باستقرار الحكم السياسي وأهملوا الدعوة للمذهب الفاطمي مما سمح للمذاهب السنية ولا سيما المذهب الشافعي بأن يزدهر في دمشق والقدس والرملة بل سمح للمذهب الدرزي بأن يتسرب ويستقر في وادي التيم وجبل عاملة الى الشمال من فلسطين ولكن دولة الفاطميين في القاهرة أصيبت منذ أواسط القرن بالنكبات الطبيعية كالمجاعة المعروفة بالشدة المستنصرية سبع سنوات وبالدمار الاقتصادي والإنهيار السياسي وتوالي تعيين الوزراء ثم عزلهم السريع وتسمية قضاة القضاة فتسريحهم على الأثر وأضيفت الى ذلك تمردات فرق الجيش من جهة وثورات بعض بلاد الشام من جهة اخرى وثورات بلاد الشام من جهة اخرى , الأمر الذي جعل أوضاع الشام وفلسطين تبلغ منتهى البؤس والسوء وفي تلك الفترة كان السلاجقة الترك قد بدأوا يتجمعون جنوبي الشام ثم يكتسحونه ويزيدون في بلائه وتدميره .
عاش الفقيه أبو الخير سلامة بن جماعة هذا العصر كله بمرارته وقسوته وكان أحد الأعمدة التي وطدت ودعمت المذهب السني الشافعي في القدس خاصة وفلسطين عامة ويذكرون عنه أنه كان عديم النظير في زمنه لأجل ما خصه الله تعالى به من حضور القلب والصفاء وكثرة الحفظ وقد تخرج عليه كثيرون من أئمة المذهب في بلاده وفي مصر, كما أضحت مؤلفاته مثل ( شرح المفتاح لابن القاضي وكتاب الوسائل في فروق المسائل من تراث الشافعية
ويبدو أن الفقيه أبا الخير غادر فلسطين على أثر هجوم السلجوقيين بقيادة أتسز بن اوق الخوارزمي سنة 469 هج وتدميرهم بعض مدنها فأقام في مصر فترة ثم عاد ليشهد عودة الاستقرار الى جنوبي الشام كله مع ظهور مملكة تاج الدين تتش بن ألب أرسلان السلجوقي في دمشق سنة 471 هج ومعاودة بناء ما تخرب من أبنية القدس وأرباضها بعد ذلك . size][/SIZE
يتبع