جذور الأدب في مصر
الأدب في أرض مصر له جذور عميقة ، تمتد خمسة آلاف سنة قبل الميلاد .. فالمصري هو أول من كتب .. وأول من دون على جدران المعابد و الصخور و أوراق البردي حكمه و مواعظه و آدابه التي أذهلت العالم .. وتركزت على قيم الفكر و العدل و الفضيلة ..
وظهر في مصر القديمة العديد و العديد من الأدباء و الشعراء و حكماء و ادي النيل ، أمثال لقمان الحكيم و بتاح حتب امينموبي و نفررو و خيتي و و ايبورو و أون شيشونقي و كاجميني و آني و مريكارع و ايمحوتب و غيرهم .. عبر هؤلاء الحكماء عن أفكارهم و حكمهم بشتي صنوف الأدب : الشعر و النثر ..الحكم ، الأمثال ، الأدب التاريخي و أدب الرحلات ، القصص الاسطورية الخيالية و القصص الحقيقية الواقعية .. واهتم الأدباء بتسجيلها لتبقى شاهدة على أفكارهم و أعمالهم مدي التاريخ بحفظ الله و رعايته .
الأدب العربي الحديث في مصر كان له قاعدة راسخة صلبة من أسس الأدب و تعاليمه و احترامه ، و هى نابعة من :
أولاً : الأدب المصري القديم .. خاصة بعد اكتشاف حجر رشيد و فك شفرة اللغة الفرعونية الهيروغليفية ، و ترجمة الأعمال الأدبية المصرية القديمة إلى اللغة العربية مع بداية القرن التاسع عشر .
ثانياً : الفكر الديني و العقائدي المتطورو الحكيم و المشبع بالإيمان بالأديان السماوية .. بداية من فكرة توحيد الإله الواحد و التي نادى بها أخناتون والايمان الراسخ بالحياة الأخرى و بالحساب .. ونهاية بإعتناق الإسلام و إعلاء راية التوحيد و النداء ( لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ) .
ثالثاً : الانسجام و التناغم الواضح و الصريح بين الأدب المصري و الفن المصري على مدى العصور و الأجيال .. و التي تتمثل في مصر المتحف المفتوح للعالم أجمع و الذي يضم أكثر من ثُلث آثار العالم .. تلك الآثار التي إمتزجت فيها الفنون مع الآداب و الحكمة .
أما ما نتحدث عنه الآن .. وفي هذا الملف تحديداً .. فهو الأدب العربي في مصر ، و الذي أُلف و سجل باللغة العربية بعد الفتح الإسلامي لمصر ..
المراحل التي مر بها الأدب العربي في مصر:
مر الأدب العربي في مصر بخمس مراحل هي :
(1) - مرحلة التمهيد : (ميلاد الأدب) من سنة 20 هـ إلى دخول الفاطميين مصر357 هـ
(2) - مرحلة النضج و الازدهار : من 357 هـ - 656 هـ وفيها تحددت ملامح الأدب المصري وظهرت شخصية مصر واضحة..
(3) - مرحلة التأليف و التجميع من 656 هـ - 923 هـ وفيها طغت الصناعة اللفظية على الأدب نثراً وشعراً..
(4) - مرحلة الضعف و الانهيار حيث أصبحت مصر ولاية تابعة للخلافة العثمانية وانتشرت اللغة العامية .
(5) – مرحلة الحداثة و العالمية : بداية من القرن التاسع عشر الميلادي وحتى وقتنا هذا .. حيث أصبحت مصر مركزاً أساسياً للأدب العربي .. وانتشرت حركة التأليف و الترجمة و الابداع الفكري و الأدبي .
تحياتي .
د. ناصر شافعي