16 / 01 / 2010, 59 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
|
هيا نغسل وجه الضحكة ..
هيا نغسل وجه الضحكة ..
د. ناصر شافعي
ما الذي حدث للضحكة و لنا ؟ .. هل إنتهى عصر الضحكة الحلوة ؟ .. هل إنقرض عصر الفكاهة الراقية والابتسامة الحلوة الصافية ؟
هل العيب في الضحكة .. أم أن العيب فينا ؟ هل أصبحت نفوسنا سقيمة عليلة ، لا تستطع التقاط الدعابة و المزحة و تعجز عن فهم معنى الضحكة ؟ ..
هل تعطلت أجهزة فك شفرة الاضحاك و الترفيه و تحويله إلى إبتسامة تعلو وجوهنا و تضيئ حياتنا ؟ .
هل أصيبت نفوسنا بالتبلد أو بالغباء .. أم بعدم الاهتمام بما يحدث لنا و حولنا ؟ ..
هل العيب فينا أم في الضحكة ؟
أصبحت الدعابة و الأضحوكة مفتعلة .. صُنع الضحكة كان احترافاً ، و أصبح إفتعالاً ..
صار أساسه الضحك الأسود ، نضحك على عيوبنا و أخطائنا و مصائبنا و بلاوينا .. وعلى كل ما يحدث لنا و فينا !! .
وتمادي الخطأ ليس فقط في مصدر الضحكة و سببه .. بل تعداه إلى مناسبته ووقته !! ..زمان .. في معظم الأوقات كنت تختار وقت الضحك و مكانه و صانعه و مقدمه .. تشعر بآداب الضحك و الضحكة .. وكأن المُضحك أو المهرج يسألك بكل إحترام " تسمح لي أضحكك ؟ .. تسمح لي أزغزغك ؟ .. أما الآن فيهجم عليك الضحك الرديئ من نافذة التلفاز .. أ و من شاشة الجوال .. بدون سابق موعد أو استئذان .. قد يكون وقت آذان .. أومع سماع قرآن .. أو مصحوباً بصرخات الجيران .. !! .. نكتة سخيفة .. أو مزحة مبتذلة رخيصة .. أو تقليد أصوات سيئ .. يدعو للشفقة و الحزن ..
هل العيب في الوسط الناقل للضحكة ، من المصدر المُضحك إلى الإنسان ؟ ..
هل أصبح وسطاً رديئ التوصيل للفرحة و الابتسامة و الضحكة ؟ ..
نعم .. كثرة الهموم و المشاكل المحيطة بنا أفقدت الضحكة و الدعابة جمالها و رونقها و تأثيرها .. كثرة الشوائب العالقة في الجو .. و تلوث البيئة الحضاري و الاجتماعي و النفسى جعلنا لا نستطيع أن نفرق بين الضحك و البكاء .. وبين المدح و الهجاء .. و بين الفخر و الرثاء .
هل نستطيع أن نغسل وجه الضحكة و نعيد إليها رونقها و جمالها القديم ؟ .. هل يمكن أن نزيل ما علق بوجه الضحكة من هموم و شجون ما نحن فيه و نعانيه ؟ ..
د. ناصر شافعي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|