أمير المؤمنين
يتسترُ في عُنُق الظلمـاءْ .. لا يلبسُ قبعـةَ الإخفـاءْ
هل يصنعُ عرشاً أم قصرا .. يتفاوضُ مع ربِّ الأسماءْ
يأتيه الوحيُ صباحَ مساءْ
بخطـابٍ سار إلى الصينِ .. ليُعـدِّلَ سفـرَ التكوينِ
أمَّـا إنْ خـاطَبهُ كسرى .. يتعثَّرُ في حـرف السينِ
ويُحـللُ قتـلَ المسكينِ
لا يفهـمُ درس التاريـخِ .. ويحـاولُ غـزوَ المريخِ
في غـزةَ يُحـرقُ مسكنهُ .. ويعـدُّ العـدَّة "للسيخِ"
ليقـولَ لناقتـه نيخـي
لا يكذبُ قطعـاً إنْ كذّبْ .. فالـرَّبُ بمكتبهِ يلعـبْ
لا يُرهبُهُ صـوت الثكلى .. أو قتـلٌ أو شيخٌ يُصلبْ
أو طفـلٌ في أسرٍ يُضرب
مولانـا كالسيفِ الفيصلْ .. مـن يرفُضُهُ حتما يُقتلْ
مـن يتبعُهُ آمـنَ طبعـا .. حتى عـن كُفرٍ لن يُسألْ
مولانـا المعصـوم الأول
قـد أنـزلَ آيتـه الكبرى .. فغـدا سُيبادلُ بالأسرى
ألفٌ ألفـان فـلا تـدري .. سيُـبدِّلُ بالعسر اليسرى
سُبحـان الرَّبِ إذا أسرى
دستـورٌ مـا بينَ اثنينِ .. الإنس بـه من جَـمعينِ
جمعٌ قـد بايَعَـهُ ربَّـاً .. والجمـع الآخر شيطاني
ويُكفِّـرُ كـل الأديـانِ
لن يهـزمَ مـولانا القهرُ .. فالنصرُ لـه وكذا الدهرُ
حتى لـو يُقتـلُ آلافٌ .. مـا دام يُـدثِّرُهُ قصـرُ
لـولاه لما لَمَعَ العصرُ
بإمارةِ غزَّةَ قد صرخت .. أمٌّ في بيتٍ قـد قُصِفـت
أطفـالٌ صاروا أشـلاءً .. ومزارِعُ غزةَ قد حُرِقتْ
مولايَ المجزرةُ انتشرت
مولاي الفرسُ "بذي قارا" .. والغـزو بغزةَ قد غارا
مولايَ الكلُّ بكم كفـروا .. ما الزرعُ وحرثُكَ قد بارا
هل جادَكَ ربُّكَ أسرارا
ودمـاءٍ سـالت أنهـارا .. والبيتُ تحـولَ أحجـارا
أمَّا عن قصرِكَ مولانـا .. فـالله تـأجَّـرهُ دارا
وأوار النـارِ بهِ حـارا
يـا غـزَّة ربُّكِ أفَّـاكُ .. وبدينكِ يبدو الإشـراكُ
يا غـزَّة أحكامٌ كُفـرٌ .. يـا غـزّةُ ربُكِ سفَّـاكُ
شيطاناً هـل صارَ ملاكُ
أقسمتُ بـدنٍ مـن خمرِ .. أني أعلنتُ بكـم كُفـري
كفـرٌ في ديـنٍ لا يدري .. الناسُ بـيسرٍ أو عسرِ
ويُصنِّعُ ربَّـاُ من تمـرِ
والشعبُ يموتُ من الفقرِ
شعر: خالد حجار
فلسطين