[د ثروت عكاشة السنوسي]

آهٍ من الحُلم..!
آهٍ..
يا فاتنة القلب،
كم أشتاق
إلى عينيك،
وهمسِك،
كم أشتاق إليك..
فأنا أسبح
ضد الموج
الهادر..
طيلة ليلي..
أبحث عنك..
طيلة عمري!
بين خيالات
العشق،
وطيفك.
أبحث
في أحلامي،
أسافر
في شريانك دهراً..
أعانق ظلك،
أقطف
أوراق صباك
الخضر..
أمسياتٍ طويلة..
أهرب
منك إليك،
أداعب
شفتيك..
حتى الصباح.
وعند الشروق
حبيبتي..
تتهيئين
كزهرة تتفتح
سنبلةً للعشق،
وريح
الانتظار الحُلو..
تتهادى إليك.
وكل الورد..
يسافر
لونه في خديك،
وحين أعود..
أتلمس نهديك،
وأحلم..
أن طريق
نهارك جنة..
جنة عشقي.
آهٍ..
يا فاتنتي..
حين أعانق
خصرك
طيف خيال
ورديّ،
حين
أعود إليك..
مملوءً بالشوق..
وكأني أملك
كل العالم
بين جفوني،
وكأنك
تقتربين إليَّ..
تغوصين فيَّ،
تبعثرين
حوايا قلبي،
تروين..
حكاية خوفٍ
باهتةٍ،
تقتاتين سكونك..
بين ضلوعي
صمتاً مُرا..
تبتسمين
رحيقا حلوا،
كي يرجع
حلمي.. يعانقني
في كل مساء.
آهٍ..
يا عاشقة الظلِّ..
كيف أكون
بعيداً عنك
وأملك قلبك..
هذا الساكن
بين ضلوعي..
ليل نهار،
يمزقُ
فيّ الصمت
القابع..
في الأركان،
ويقسم
أن طريقك
موجاً.. قصراً
يسكنه الشيطان.
ويقسم
هذا المارق..
أنك نارٌ..
بين ظلالي
تحرق
أوراق الأغصان،
وأقسم أنك..
سمٌ مدسوسٌ
في العسل
وبحورٌ
تستبق الأطياف،
وجزرٌ
تهجرها الشطآن.
آهٍ..
يا معشوقة قلبي
كم أشتاق
إلى بسماتك..
تلك الأمسية
الذهبية
بين ذراعيك
المجنونة،
بين شفاهك،
تلك الكلمات
المعسولة..
بين طريقي،
وحلم الماضي
تبقى..
أنغاماً مقتولة..
حلمٌ يسرق..
ضوء الفجر.
آهٍ..
يا ساكنتي..
إني أعلم..
أن نهارك..
مسجون الهُدْبِ،
وليلك..
تقضينه
بين نشيج
بكائك،
والأحزانِ..
بعيداً عنِّي،
فلتنتظري
يا فاتنتي؛
حين أعودُ..
قريباً منك.
أتلمس نهديك
وأحلم
أن طريق
نهارك جنة..
جنة عشقي.

***
د/ ثروت عكاشة السنوسي