تــوازن قلــق..
قصـة بقلم /السعـيد مرابـطي
مشــهــد
أطلقت السماء سراح رذاذ ، اغتبط الشارع الذي امتصت حركته ساعة
معها يسفر ضوء النهار .
على مرمى قلب سارع إلى الحياة أبصرته باتجاهها يتنزل المنحدر في تؤدة . في تواز طفل يمتهن النط على دراجة الكنغر* . بينما تصعد في جلال خطا مستقيما نقاطه تنتهي عنده . حدست أن توازنه لن يعمر ، راهنت على سقوطه الوشيك .
ضبطت إيقاع سيرها. لا محالة السير عزز في تقليص المسافة .
ناطا يتمايل يستعيد توازنا رشيقا ...
تبينته وسيما كما راق لها أن تراه . فرخ في صدرها حلم ..
استبقت توقا تخط لهذا الوسيم بطاقة فنية شخصية جدا .
- بذلته الرمادية تنم عن ذوق . ربطة العنق تمام التناغم .
أجزم أني أرشح لنفسي الحظ الجم ! من يكون هذا الوسيم سوى صاحب أعمال حرة ،
على أدنى احتمال ابن ثري .قطعاجيوبه مستودع صكوك أرصدتها حكرا عليه .
ينط .. توازنه وتوازيه في ميزان ريبة وإحكام .
نقاط الخط الذي تسلكه آخذة في الذوبان ومع ذلك تراهن على أنه آيل للسقوط .
تستأنف خطها وخطتها :
- رشاقة قامة .. شعر براق .. حذاء لماع ... أطياف كازنوفا تشغله حيزا ملائما ..
تتمشى ، تسرب لها مجانا أنباء حول فــلة تخطف السمع و الأبصار .
- ذا قبالتي..وفي متناولي. الآن هي فرصتي؛ فلتذهب خيوط العناكب بلا رجعة.
سأمسك بخيوط حرير نسيجا لحياة مؤمنة العواقب .
يسفـّه الطفل جميع الضنون . يجتاز بسلام . تلعثمت خطوتها . خرس لسانها .
في أعلى صدرها تسارعت نبضات سرعان ما انخفض مخططها البياني.
بالمنكب لامست بذلته الأنيقة ولم تجسر. لحظتها دوت الجبال ، هاجت البحار
و انتكست الإعلام؛ لكن شيئا من هذا لم يحدها عن الخروج لتنقب عند ناصية
شارع متحالف مع يوم حظ.
------------------------------- الكـنغر:دراجة أطفال لها مقود بعجلة واحدة مثبة على نابض .
مــشــــــهـد
2
تطلعت إلى وجوه المارة، ابتهجت لتوقف الصبيب. أغلقت مطريتي شاكرا
للسماء فضل تلطفها مع بذلتي الرمادية. أهبط الشارع مختوم اللذة. أحفل بطقس قلما يهب
الروح لمدائن الطوفان والطما .
في تواز، طفل أشقر يمتهن لعبة النط على الكنغر*. سبب غامض هجس ينبئني
و لم أعارض ..
-توازن الطفل يختل ! حمق منه أن لا يفعل . بلا .. إنه على
وشكان السقوط .
فيما تـبـيـنتها بخطوها الهين مشدودة الوتر. تفطنت إلى أني طرف القوس
الذي ستشده تلك الوتر .
غير آبه لا يزال ينط في توازن مريب !
فلسفت حكمتي ، ادعيت فرضا لا انطلاق لسهم دون قوس ووتر .
ما تـلى هندسة أفكاري لم يعد لي عليه سلطان. قدمت على إيصاد أبواب لكوابيس قديمة.
ألقيت مزهوا بمخيبات خارج مداري. حالي الآن تحتقن. تخصب.
في شبه إنخطاف امسكني حلم من ذؤابتي يطوح بي في لطف ..
- تبتسم؟ لا .. إنها تبتسم لي ! ..
غير آبه لا يزال ينط في توازن مريب.
ومع ذلك، ذاتها شفافة و لا تحيل على سر مغلق. من تكون هذه العابرة الخجولة ؟ .
أجزم أنها مكافحة ليس إلا. من صنف تعفر مثلي في خندق كد و عرق .
أوَلا تكون عارمة الطيبة عرف تدلى من ناس كرام ؟
إذا هي تدرك أن من شب على خصاصة و هب بسخاء. هب أن الحظ في ساعة من رضا..
أفلا أستخلصه لنفسي؟
تقليص المسافة لم يعفني من ترجيح السقوط و قد حانت مني التفاتة حياله ،
أنزع مــا علق من وساوس.
-أكون غبيا إن لم أبادر. ذا قطارها ينبه بالخروج، لم لا أحجز تذكرة تسعنا
لـسفر يـدوم ؟
يجتاز الطفل بسلام غير آبه بوساوس تساور الكبار.
خطوتان... وجها لوجه ! ارتعشت أطراف القوس إذ تقلص انحناءها بغتة و لم
يدركها شد الوتر.
تقاعست قليلا .. عبرت هي الشارع تبصمه بعطر لا يزال أريجه حديث المارة.
b