[ميساء البشيتي]

عذرا ً غزة

عذرا ً غزة .. لم أتأخر بفتح صفحة هذا الحوار عن إهمال أو عدم قصد بل عامدة متعمدة ..
بت أكره حالة الصمت التي أختبىء خلفها ويختبىء خلفها الجميع .. صمتي وصمت الجميع بات يشعرني بالغثيان بل بالرغبة الشديدة بالتقيؤ ..
ننعت أنفسنا بالضعفاء .. نكذب على أنفسنا ونصدق الكذبة أننا أقوام ضعفاء ولكن في الحقيقة نحن لسنا بالضعفاء بل بالمتخاذلين وإلا بماذا نفسر حالة الجنون في حال تأخر حلقة من حلقات مسلسل تركي هزيل قلبا وقالبا يبث منه آلاف الحلقات كل يوم وعلى جميع الفضائيات وكأننا على أعتاب الدولة العثمانية .
بماذا نفسر كل هذا التقاعس والجبن والتخاذل وبأننا مكمموا الأفواه وهذه الأفواه التي كانت بالملايين تصرخ بالأمس وتهلل وتكبر وتسجد لكرة .. كرة قدم !
ألا تساوي غزة لدينا كرة قدم ؟
لا أستطيع تفسير هذه الثورات والمظاهرات والخسائر الفادحة بالأرواح والممتلكات في سائر الوطن العربي لأجل كرة قدم ؟
كيف اتحدت هذه الملايين واتحد هتافهم واتحد جبروتهم وقوتهم .. كيف رضخت الحكومات التي لا ترضخ لثورات الشعوب ولم تقمع هذه الثورات بل انصاعت لمطالبها وطالبت بسحب السفراء والتهديد والتنكيل والوعيد لأن دولتين شقيقتين بل أكثر من شقيقتين اختلفتا على كرة !
لماذا لم تختلف هذه الملايين ولم تثر لأجل غزة ولماذا لم تجبر الحكومات على الانصياع لرغباتها طالما لها كل هذا الثقل ؟
أرجو أن لا تنفضوا أيديكم وتقولوا نحن لا حول لنا ولا قوة .. نحن نناقض بعضنا .. نخدع بعضنا .. نكذب على بعضنا .. نحن سلمنا غزة للشيطان وتفرغنا لنأكل بعضنا من أجل كرة وجدت من أجل الترفيه عنا .
لم أجد في شعوب العالم كلها شعوب عبدت الكرة وسجدت لها ودفعت الغالي والرخيص من أجلها سوى شعوبنا نحن .. ندلل الحذاء ونحضنه وربما عما قريب نقبله !
عيب علينا ان نسلم غزة للموت وندخل ساحات الرياضة .. عيب .. بل ونتناحر ونذبح بعضنا ونقول غزة اعذرينا ..