رد: سماحة السيد؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اقد اثارني هذا الموضوع بشكل خاص و ترددت كثيرا قيل المشاركة في لعلمي بحساسيته الكبرى .
أبدأ قبل كل شيء بتوطئة مختصرة :
1- لبنان ، كان ولا يزال محط الاهتمام والأطماع منذ القدم .. و أحيلكم علن قصة Le Rocher de Tanios
للأديب اللبناني أمين معلوف .
2- إن حرب تموز او يوليوز قد تم الإجماع على أنها حرب سادسة من كل فئات الشعوب العربية و الإسلامية . وقد اعترف العدو بالهزيمة دون غيره .
3- الكتابات الأدبية والصحافية إبان وبعد الحرب كانت تشيد و بغيرتحفظ بهذا الإنجاز وبمن كان وراءه .. و لا زلت أتذكرمداخلات السيد عبد الباري عطوان وتحليله الدقيق للأمور .
إذن هناك أطماع ، و هناك مقاومة امتزج فيها الدم اللبناني والفلسطيني و هناك نصر ، مهما قيل عن الخسائر.
وهناك صراع إقليمي دولي .
وأتساءل .. أين حزب الله من كل هذا ؟ ليس الآن فقط .. بل منذ الاجتياح الاسرائيلئ للبنان و ما تلاه من مقاومة شرسة انتهت كما نعلم باندحاره المهين دون شروط .. أنسمي هذا تواطؤا أيرانيا / نصريا (نسبة لحسن نصرالله).. إذا كان كذلك فنعم التواطؤ ..
قبل أن أتحدث عن إيران ، أود أن أشير إلى موقف أحبائنا الفلسطينيين إبان القصف الصاروخي على حيفا و غيرها .. أنا لحد الآن لم أسمع بانتقاد موجه لمن قصف حيفا .. كان هناك أسف لوقوع الضحايا .. لكن كان هناك وعي - وهذا مشهود لإخواننا الفلسطينين - بأن سقوط بعض القتلى والجرحى لا أهمية له أمام ما يحدث .. كل سكان فلسطين هبوا مناصرين لهذه الحرب يحذوهم أمل في كسب نصر بعد أن استسلم المحيط بهم للذة الهزائم .
بالنسبة لإيران ، نعلم أن الغرب بتشوق ليوم تعود إيران إلى ما قبل الثورة .. دركيا لها في المنطقة . ونعلم سعيه الدؤوب لزرع الفتنة بينها وبين أشقائها في المنطقة .. وهذا مستمر لحد الآن .
هنا اضع سؤالا : إذا كانت إيران وهي دولة إسلامية تواجه خطر العدوان من أعداء شعوب المنطقة و تحالفت مع قوى إقليمية هي في أمس الحاجة للعون كي تستمر في المقاومة ، وإذا كنا نعلم بأطماع الغرب بصفة عامة و فكرته الصليبية التي وردت على لسان الرشيس الأمريكي في يداية غزو العراق .. أليس من المنطق وقليل من الحمية الإسلامية أن نقف إلى جانب الطرف الأول ؟ .. أم أن كل ما يمت إلى كلمة " إسلامي" صار غير مقبولا ؟
حزب الله ومن ورائه الشعوب العربية والإسلامية التواقة لأمل جديد ونصر ولو صغير بعد معاناة من الانهزامات المقصودة لزرع اليأس والوهن فيها ، أدركت أن هذا العدو المتغطرس و الحالم بأنه لا يقهر ، قد استفاقت على حقيقة حلوة/مرة .. وهي أن النصر ممكن وكان يمكنه أن يكون كذلك لو اتبعت السياسة نفسها في الحرب ضد الصهاينة .
كيف وصل بنا الأمر إلى الخلط بين العدو والصديق .. حتى إن تصريحات ذهبت لتؤكد أن الخطر "الفارسي" أعظم من الخطر الاسرائيلي ..( انتفت كلمة الصهيوني منذ زمان) .. و أنالجميع الآن في خندق واحد ضد "الإرهاب"
لقد بدا منذ الوهلة الأولى للحرب أن هناك بوادر للنصر ، وأن هناك من بدأ يشحذ اسلحته من أجل التقزيم منها واستيعاب نتائجها كمغامرة من أشخاص غير واعين بمصلحة الشعب العربي .. وهذه نقطة أخرى تضاف :
لماذا يتم التفريق بين الشعوب العربية و الإسلامية مع أن قدرهم واحد ؟.. الجواب بين حين نعلم إصرارالدول الاستعمارية بعد الحرب العالمية .. إصرارها على إنشاء الجامعة العربية ..لا أنكرالنيات الحسنة لمؤسسيها العرب لكنهم لم ينتبهوا لهذا الخطأ.
في النهاية ، أود أن أقول إن الخطر بين و الدسائس والمكائد مستمرة للنيل منا كمسلمين و كعرب .. و الأحرى بنا ألا نعزف نفس السمفونية التي يعزفها أولئك المتربصين بنا ، و نطلق كلمات على عواهنها .. كالإرهاب ، كلما بدا هناك من يقاوم بطريقته الخاصة بعيدا عن أفكار وإيديولوجيات اندثرت بعد أن برهنت على عقمها بل وساهمت هي نفسها في الهزائم المتتالية .
لكم مني كل التحية والتقدير
|