[عبد المنعم محمد خير إسبير]

ماقَــــدَروا الله……
شِعْر: عبد المنعم ـ محمّد خير ـ إسبير
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالميّة
ــــــــــــــــــــــ
بِقلوبِنـا .. لا بالعُيــونِ نَـــــــــــــراهُ = = فالعَيْـنُ لاتَرْقَــى إلـى رُؤيـــــــــــــاهُ
*
هوَ ظاهــِرٌ .. وتُحيطُنـا آياتُــــــــــهُ = = هوَ باطِـنٌ في الغَيْـبِ فـي عَلْيــــــاهُ
*
إنّا نـَرَى آثــارَهُ فـي كَوْنــــــــــــِهِ، = = في أزْهَرَيْــهِ،(1) ونَيِّــراتِ سَمــــاهُ
*
في هَفْهَفـاتِ هوائـــهِ ونَسيمـــــــــهِ = = يَهَــبُ الحَيـاةَ لِمَـنْ أتــَى دُنيــــــــاهُ
*
في حامِـلاتِ الخَيْـرِ تَفْتَـرِشُ السَّمــــا = = وتَصُـبُّ غَيْثــاً، نَرْتَجـي سُقْيـــــــــاهُ
*
في سَلْسَبيـلِ الماءِ يَنْبُــعُ دافِقــــــاً = = مِنْ ضَـرْعِ أرْضٍ ، خَزَّنَـتُ نُعْمــــــاهُ
*
في تُرْبِ أرْضٍ، واخْتِــلافِ نَباتِهــــــا = = لَوْنـاً ، مَذاقــاً، نَسْتَطيــبُ جَنــــــــاهُ
*
فِـي فَـوْحِ وَرْدٍ ، في تَبَسُّـمِ زَهـــــْرَةٍ = = نَشَــقَ المُعَنَّـى مِنْهُمـا سَلـــــــــْواهُ
*
في رَفْرَفـاتِ فَراشَـــــةٍ ، أحْمالُهـــــا = = طَلــْعٌ ، فَتُلْقـي حِمْلَهـــا بِرُبـــــــــاهُ
*
فـي زَقْزَقــــاتِ الطَّيْـر، فـي تَغريدِهـــا = = شَجَنَـاً فَنَطْـرَبُ في أسَـىَ شَجْـواهُ!
*
في النّمْـــــلِ تَحيا عَبْقَـريَّ نِظامِهــــــا = = يالَيْـتَ كـانَتْ أُمَّتـي …تَحيــــــــاهُ
*
في النَّحْـــلِ تَصْنَعُ لاِبْـنِ آدَمَ شَهْدهــا = = كَــرَماً ، وما مِنـّا امـرُؤٌ ضاهـــــاهُ
*
في البَحْــــرِ، فيهِ الجاريـاتُ وسيلـــَةٌ = = لِوَصيلــَةٍ ، كَفضائــهِ بِعُــــــــــلاهُ
*
في نُطْفَـةِ المَخــــــلوقِ في أطوارِهــــا = = في خَلْقِـهِ ، في عَيشِـهِ ، وفَنـــــاهُ
*
بِنِظـــامِ كَـــــوْنٍ ، كُلُّ ما فيـهِ بـَـــــدا = = إعجازَ خَلْقٍ كانَ فيــهِ الّلــــــــهُ
*
ولــــــــَهُ يُسَبِّـحُ كُلُّ مَخْلوقٍ يــــُرَى = = أولا يُـرَى ، فعيونُنــا تَعْمــــاهُ
*
لكنَّ بعْضَ النّاسِ مُنْبَهِـــــــــرٌ بِمَــنْ = = يأتـي بِبَعْضِ تَخَيــُّلاتِ هَــواهُ:
*
في لَوحـَـــــةٍ ،في قِصَّـــةٍ وقَصيـــدةٍ، = = من سُـوءِ فِكْرٍ ، شـَرُّهُ أوحــــاهُ
*
فاسْتَبْدَعوا فحشاءَ (إبـــــــــداعٍ..!)غـدا = = (أدَباً..!) يُجَمِّـلُ فِكْـرَ مَنْ سمــّـاهُ
*
مافكّــــــروا وتفكّــــــروا في كونــــــهِ = = فتساءلوا: من ذا الـّذي أنشـــاهُ؟
*
واللّـــــهَ ما قدَروهُ بَلْ قَدَروا السِّــــوَى = = ذَكَروهُ حَيـّاً ، َخلّـَدوا ذِكــْـــراهُ
*
وإذا قضَى فيهمْ عِقــــــــــابَ خطيئـةٍ = = قالوا:الطبيعـةُ ! ما الإلهُ قضــاهُ
*
فيحاربـــــونَ النّـــــــــازلاتِ كأنّهــــــــا = = داءٌ (وعِلْــــمُ الخاطئيـــنَ ) دواهُ
*
لكـــــــنّ أمْـــرَ اللهِ أحبَــــطَ عِلمَهُـــــــمْ = = لِيُحِقَّ عُقبى العبــــدِ في طَغْـــواهُ
*
ــــــــــــــــــ
(1) الأزهران : الشّمس والقمر.