[جمال سبع]

[align=justify]و سألتني الريح عن مواعيدي عندما صمتت الموانئ عن النباح .. سألتني لأنها لم تجدني بين حبات البرد المتسقاطة في احتشام .. اليوم سأغني عكس الناي و عكس صفير البلابل .. سأتسلل خلسة عن صلوات الأنثى التي تسكنني .. سأتهجد من غير طقوس خفية .. الخوف عندما أتصبب عرقا لملامستي دمعة طفلة حزينة .. كانت تسمى قرنفلة بلا أشواك .. كانت تحكي لي و النهر يصر على جرح الأرض المخضرة .. حكاياتها بمثل الفل و العنبر و العسل .. قالت لي " لا تنتظر حواء الذكريات تحت زخات المطر .. ابحث عن حورية الشواطئ فهي لا ترحل برحيل المطر ".. صدقت أنفاسي و فتشت عن سيدة بمراهم الروح الدامية .. صدقت المنارات التي تراقب السفن في صبر.. صدقت المأذن التي تنتظري ولوج الصلوات في خشوع .. صدقت صوت قادم من بعيد و كان أقرب من حبل الوريد .. صدقت الذكريات التي كانت تتساقط كأوراق الشجر .. الذكريات مرهقة عندما نسبح عبر خيوط أمواجها .. هي لا ترحم من لا يتشبث بقشة طافية .. كانت زنبقة الوادي من أوصلني إلى ديار الأمل .. كانت حزينة لأنني لم أنسى .. لم أفارق مواطن اللقاء و الرحيل .. لم يبكني الرحيل لأنني تعودت على السفر مع المواجع .. تعودت على الخيانة .. تعودت على الطعنات الخلفية .. تعودت على دس الصبر بين أسناني .. تعودت على قتل الحلم في الأرحام .. هي سألتني لأنها مؤمنة بحبي للزهور و للرحيق .. للبجع و لسنونو المدارش .. سيدتي سيدة الريح .. السنونو في داخلي عاد بالحناء و بالسكاكر .. عاد بالحليب الذي يبرد الحمم التي سكبت أيام الخريف الماطر .[/align]