06 / 02 / 2010, 35 : 06 PM
|
رقم المشاركة : [84]
|
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
|
رد: الأدب العربي وأبعاده في جمهورية مصر
كتب عنه الكاتب الكبير :أنيس منصور في جريدة الشرق الأوسط :
شاعر ساخر ظاهرة: كامل الشناوي
وعرفنا شاعرا جميلا يرتجل النكت: هو الشاعر الرقيق البديع الحزين كامل الشناوي، فهو صحافي لا نظير له في الصحافة المصرية ـ اليوم وأمس. فمن غير كامل الشناوي لم تكن سهرات ولا حكايات ولا نوادر ولا نكات يرتجلها من الموقف الذي هو فيه.. وكان الوزير حفني باشا محمود اخو رئيس الوزراء محمد باشا محمود هو أيضا يخترع المواقف ويرتجل الحكايات ويفبركها ونضحك.. ولكنه لا يضحك.
وإذا ضحك فللداخل.. يضحك في داخله. وكان نموذجاً عجيباً للقدرة الفذة على إخفاء مشاعره. كان يقول أنا مستعد أن أدفع لكامل الشناوي ما يشاء من المال وأحبسه ليظل يتحدث ويحكي لنا الحكاية الواحدة بعشرين شكلا.. وهي جميعاً تبعث على الضحك.. وكانت مجالس كامل الشناوي بالإضافة إلى وجودنا نحن الأدباء والصحافيين الشبان باشاوات مصر ومطربيها.. عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم وبليغ حمدي وكمال الطويل وعبد الحليم حافظ وشادية والراقصة زينات علوي..
وكانت السهرة تبدأ بكامل الشناوي بحضوره.. ويقول ويقول.. وتقفز النكتة اللاسعة من هذا الموقف.. وتتناثر هذه النكت في مصر والعالم العربي بسرعة هائلة.. ويسأل الأصدقاء في الرياض وبيروت والدار البيضاء عن آخر ما قال كامل الشناوي.. والذي قاله كثير جدا، والذي سجلناه قليل جدا.. مثلا كان مفتونا بفتاة تعمل جرسونة في فندق هيلتون، وكانت لها عينان جميلتان فكان يقول لها: عيناك توجعني، والبنت المسكينة لا تعرف ولا تفهم هذا التعبير الجميل. فكانت تقول له: لا.. عيني بتوجعني أنا..
وكان كامل الشناوي يتصنع الأسف ويقول: طيب افهمها العبارة دي ازاي! عينك بتوجعني!
وكان يقول لمذيعة التليفزيون المرحومة سلوى حجازي: إنها من شدة أدبها ورقتها إذ فتحت درج مكتبها.. دقت عليه قبل أن تفتحه ـ منتهى الأدب!
وكان يقول عن الموسيقار محمد عبد الوهاب: انه لا يكذب ولا يقول الحق!
وعندما قدمني بعد سنوات طويلة بعد تخرجي في الجامعة إلى أستاذي منصور باشا فهمي.. الذي درس لي علم الجمال في قسم الفلسفة قال له: يا باشا ده أنيس منصور.. سميك في الاسم والقسم والإثم!
|
|
|
|