[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
تحياتي
أشكرك أستاذة نصيرة على فتح هذا الموضوع والاهتمام به وكنت نشرت من قبل على ما أظن حين تم عرضها في كندا، والشكر موصول للأستاذة بوران على مداخلتها القيمة.
هذا الموضوع الإشكالي بين الباحثين حول حقيقة الأسيين أو الأسينيين، خصوصاً مع ندرة المعلومات والغموض الذي يكتنف هذه الطائفة باسمها وتاريخها وحقيقتها، واللذين ما كانوا يتيحون للعالم الخارجي أن يعرف عنهم وهم طائفة تختلف بمعتقداتها وطقوسها عن الديانات بما فيها اليهودية التي كانت سائدة في ذلك الحين، كان لهم فلسفة دينية وأخلاقية تأثرت فيما يبدو بالفلسفة الفيثاغورية اليونانية وكذلك يتضح تأثرهم بالتنظيم الديني المجوسي عند الفرس القائم على تقديس النور وربطه بالخير وكذلك يتضح بع التأثر بالعقائد المصرية الفرعونية لا سيما ما يتصل بتقديس الشمس، وكانوا يتصفون:

1- الاعتزال عن الناس والارتباط القائم بين أعضاء الطائفة بعهد مقدس ويمين يحلفونه مرة ولا يحلفون بعده يميناً ، وقد لاحظ الباحثون التشابه القائم من هذه الناحية بينهم وبين المسيح عليه السلام والحواريين، الذين كانوا مرتبطين في هيئة جماعة تعتزل الناس وكذلك في النهي عن التأكيد باليمين اكتفاءا عند الإجابة بلفظتي " نعم " أو "لا ".

2- كانوا يلبسون الثياب البيضاء، ويحرصون على نظافتها ونظافة أجسامهم والظهور في مظهر طيب وقور ، وهم في ذلك أيضاً يشبهون المسيح ( ع ) والحواريين، فكلمة حواري الكنعانية الأرامية معناها " لابس الملابس البيضاء " .

3- المعيشة في دار عامة للطائفة بعيدة عن الناس، يتولى كل واحد منهم فيها مهمة من مهام الحياة اليومية من زراعة وصناعة أو طبخ أو تنظيف أو تعليم ، وكانوا يعيشون حياة شبيهة بحياة الأديرة المسيحية.

4- الاهتمام بتهذيب الشعر واللحية والتطهير بالاغتسال والغطاس في الماء.

5- الاهتمام بشروق الشمس، فقد كانوا يقومون من نومهم قبل الفجر فيقفون جماعة في انتظار لحظة الشروق حيث يؤدون صلاة معينة يسمونها " صلاة الأسلاف " وقد لمس الباحثون في هذه النقطة اقترابا من الشرائع القديمة المصرية والمجوسية.

6- كانوا يحرمون الذبيحة وأكل لحوم الحيوانات ويرون فيها لوناً قاسياً من سفك الدماء مخالفين في ذلك اليهود ومقتربين من المجوسية من ناحية والمسيحية في الصيام من ناحية أخرى ، بل رأى بعض العلماء أنهم لا بد أن يكونوا قد تأثروا في ذلك بالفلسفات الدينية الهندية.

7- كان لهم تنظيم داخلي دقيق ، ففي كل دار من دورهم التي يعيشون فيها هذه الحياة الجماعية رئيس لهم يعظمونه ويطيعونه وكل فرد من تحته له له مكان في الترتيب الهرمي في مجتمعهم لا يجوز له أن يتعداه.

8- كانوا يأخذون أنفسهم بالتقشف والقناعة، فلا يقبلون هدية أو زكاة أو راتباً من أحد وكان على كل منهم أن يعيش من عمل يديه.

9- كانت غالبيتهم يحرمون على أنفسهم الزواج وهذا يمثل تناقضاً صارخا مع اليهودية ويرى البعض أن هذا المفهوم ارتبط لديهم بفكرة الطهارة.

10- كانوا يحرمون الاستعباد والرق ويقولون بالحرية للناس جميعا.

11- كما سبق كانوا نباتيين تماماً ويحرمون على أنفسهم كل اللحوم وما يخرج منها.

12- كانوا يؤمنون بالقضاء والقدر

13- نظراً لتعاطي الطب بينهم فقد قوي فيهم الإيمان بالأعمال السحرية وتأثير البروج والأفلاك على صحة الإنسان وقدره.

14- كانوا يؤمنون بالأرواح والملائة ويعطونها أسماء ويحاولون بطقوس معينة أن يوجهوها إلى تحقيق ما يريدون.

15- كانوا يلتزمون بالفضيلة ويبتعدون عن الشر ولا يلجأون إلى العنف أبداً، ويعتقد أن ذلك أهم عوامل فنائهم واندثارهم.

--------
قصة اكتشاف مخطوطات البحر الميت التي تنسب للاسينيين، في صيف 1947والتي ظفرت باهتمام عالمي بالغ وكثير من المؤلفات، جاءت بالصدفة وعن طريق راعي أغنام فلسطيني من البدو تسمى قبيلته " التعامرة " تقوم هذه القبيلة بتربية قطعان الغنم والماعز في جنوب فلسطين في المنطقة الممتدة من مرتفعات بيت لحم إلى أريحا على البحر الميت بالتحديد، واسم هذا الراعي " محمد الديب " والذي وجد مخطوطات من هذه المجموعة في مغارة واقعة في صخور " خربة قمران " بقرب " عين فشخة " أثناء بحثه عن حيوان شارد من القطيع الذي كان يرعاه ، كان المخطوط الذي وجده عبارة عن طومار من الجلد ملفوف بعناية، وهذا الطومار مقسم إلى عدة أعمدة ، وكل عمود قد جرت فيه خطوط متوازية بطريقة الحز بآلة حادة، وكانت الكتابة بالحبر الأسود وبخط مربع.
أخذ محمد الديب مخطوطاً من هذه المخطوطات وذهب إلى تاجر فلسطيني للسلع السياحية والآثار في بيت لحم اسمه " خليل اسكندر شاهين " الملقب باسم كندو ( تصغير اسكندر ) وكان كندو أيضاً جاهلاً بهذه الأشياء فأعطاها إلى قس في كنيسة القديس مرقس في مدينة القدس ليعطيه رأيه فيها، ولما كان القس أيضاً لا يعرف عنها أكثر من معرفة التاجر خليل فإنه راح يطوف بالمخطوط على العلماء حتى انتهى يوم 18 شباط / فبراير 1948 إلى المدرسة الأميركية للدراسات الشرقية بالقدس، وهناك اطلع عليها المستشرق جون تريفر وفوجئ بالحقيقة المذهلة.
في هذه الأثناء اشتعلت فلسطين بالمجازر وحلت النكبة على أثر إعلان الصهاينة لقيام دولة إسرائيل في 16 أيار / مايو 1948 وتولى الأثري البريطاني لانكستر هاردنج ، مدير الآثار الأردنية أمر المحافظة على الآثار الفلسطينية في الأراضي التي لم يستطع احتلالها الصهاينة في ذلك الحين وكانت أريحا من بين هذه المناطق إلخ..

طبعاً أنا مهتمة بهذه المخطوطات وكنت أتابع كل شيء عنها وإذا أردتم يمكن أن أكمل رحلة المخطوطات واهتمام العلماء من شتى أنحاء العالم بها...
أما الآن فقد أدرك شهرذاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
تصبحون على خير



[/align][/cell][/table1][/align]