12 / 02 / 2010, 40 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [62]
|
أصغر كاتبة واعلامية ومقدمة برامج تلفزيونية في فلسطين
|
رد: الأديبة الفلسطينية ياسمين شملاوي في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسي
[frame="15 10"]
وعودة لرحاب العم الغالي طلعت سقيرق -3-
س // نابلس التي تطوي القلب على ذكريات تطول وكلها حروف عز وشموخ .. كيف كان مؤداها في تشكيل حروفك ؟؟..
أيها الكريم الغالي :
ياسمين ترعرت بالقصبة حيث الألم يتكرر مرات ومرات .. ومشاهد الرعب تتكرر سبعة أيام بالأسبوع ..
نعم أيها الصديق لقد خرجت للعالم وتلمست أبجديات حروفي وحريتي ..
من جنبات البلدة القديمة بنابلس حيث المجد يعبق مفاخرا .. بين طرقاتها وخلف أسوارها العتيقة وأحواشها التاريخية ..
ولا تكاد تجد فيها شبرا أو ركنا أو زاوية أو ذرة تراب إلا وتقسم أنها رويت بدماء الشهداء والأحرار ..
*هي نابلس أيها الجليل ..نابلس العصية على الغياب و الكسر نابلس عيبال وجرزيم والياسمينة والقريون والعقبة والنصر.. نابلس التراث والحضارة الطوقانين "إبراهيم وفدوى "..نابلس الكونافة والرئة واللطافة ..نابلس الأمجاد والعزة والكرامة ..نابلس الشهداء أبو شرخ وأبو سرية وقفيشة ولبادة وفريتخ والسركجي والحنبلي ودروزة وجمال منصور والشيخ إبراهيم والعقاد ..والقائمة تطول .. ألف وستماية شهيد ويزيد..
*فكل ما كتبت ياسمين كان يحكي أو يحاكي حكاية هنا أو مشهدا هناك عن أناس حقيقيون عاشوا في نابلس وتركوا خلفهم حكاياهم وقصصهم لتبقى شاهدا حيا على عظمة هذا المدينة وبسالة أهلها ..وجذرها الممتد للتاريخ والحضارة والمجد ..وقد عاصرت بعض هذه المشاهد والبعض منها رددها لي جدتي أو والدي ..حيث قمت بنقل هذه المشاهد كما حدثت بعدسة أدبية قصصية سهلة كما جاءت أو مع تغير بسيط في بعض الأحداث حتى تتناسب والواقع الذي نعيش ..وتخدم قضايانا الوطنية والاجتماعية ..
أيها الكريم :
كما أسلفت في مواقف متشابهة ..
بأنني ألتقط مشاهدي من واقع شعب تكتب يوميات جرحه اليومي بحد السكين ..
حيث أنني خرجت للحياة من رحم مدينة عظيمة ..ابية ..ماجدة ..
سقط على اعتابها كل الغزاة والمتآمرين ..
ولعلني أدين ..بجل ما أنا عليه ..لهذا العبق الطاهر الذي أتنفس رحيقه صباح مساء ..
ما بين جنبات البلدة القديمة .وبين أزقتها ..وحاراتها ..
حيث عشت وترعرعت .. قرب الخان العتيق ..
وأنا أيها الكريم ..لا يكاد يمر علي يوم دون ..جوله يومية لي ..في فضاء هذه المدينة الزاخرة طهرا ونقاء
حيث أجد ذاتي تتجدد مع تجدد أمجادها ..وعبق فرسانها ..ونسائم عطر شهدائها ..
وأقف باستمرار في باب الساحة (المنارة ) حيث وقف حسام الدين الايوبي ..معلنا تحرير المدينة من الصليبيين ..
حيث شيد سكان المدينة مكان الاحتفال بالنصر ..مسجدا ضخما يسمى لليوم (جامع النصر )
وطافت رايات النصر تعبر شارعها الرئيسي الكبير في وسط قلبها ..الذي لا زال يسمى لليوم (شارع النصر )
بين هذا وذاك ..وغير بعيدة عن اطلال بيت الشاعرة الراحلة فدوى طوقان ..اتنقل وأسافر على بساط الأحلام والأمجاد ..اسجل تاريخ الفرسان ..
لأكون الشاهدة والمشهودة على بطش الاحتلال ..ووحشيته في استهداف قلب هذه المدينة ..
التي قدمت أكثر من 1600شهيد من خيرة أبنائها في سفر رفضها للمحتل الغاشم على مذبح حرية فلسطين ..وكرامة اهلها وشعبنا ..
من هنا تأتيني الأفكار والمشاهد..ومن هنا افخر بأنني أعيش وانتمي ..
*وياسمين ابنة البلدة القديمة العتيقة.. خرجت منها الحروف معتقة بعطر هذه المدينة وعظيم شأنها ..
كيف لا وهي عروس فلسطين .. رغم أنها العروس الحزينة .. لكن لن تستطيع كل قصور الحزن أن تحجب شمس الحق والحقيقة عن هذه المدينة الشامخة ..وسيقى الرهان الذي يراهن عليه كل أحرار فلسطين والعالم ..بأن نابلس ستبقى عاصمة النضال ..وجبل التحدي والصمود وسيخرج من نابلس جيل تلو الجيل من المناضلين والأحرار .. حتى يهزم المحتل ..وترتفع رايات النصر على جبال ومآذن ..وكنائس ..ومدارس نابلس ..
-----------------------------------
**وفي مقام الحديث عن نابلس البلد القديمة والقصبة وما أحاطه مجدها وعزها ومدى تأثيرها على صياغة أدب ياسمين وكتاباتها يمكن الرجوع إلى ما تضمنته الإجابة عن سؤال الأديبة المشرقة لبنى ياسين في المشاركة رقم (50).
------------------------------------------
العم الغالي
وللحديث معكم بقية ...
مودتي وعطري
الياسمين
[/frame]
|
|
|
|