21 / 02 / 2010, 11 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)
|
ماذا تتمنى أن تكون .. لو لم تُخلق إنساناً ؟ (من الأدب الساخر )
ماذا تتمنى أن تكون .. لو لم تُخلق إنساناً ؟
( من الأدب الساخر ) – د. ناصر شافعي
قالت الفتاة الجميلة الرقيقة ، و هى ترسم على وجهها إبتسامة عريضة:
أتمنى أن أكون شمساً تنير السماء .. تُشع الدفء و تنشر النماء على وجه الأرض .
قال الفتى النحيل ، شاحب الوجه ، حاد الملامح :
أريد أن أكون إنساناً .. أيوه إنسان.. إنسان سوبر مش زي أي إنسان ..
قليل الكلام .. قادر على تحقيق المستحيل و الأحلام .. ضميره حي ، لا ينام ..
صرخ فيه الجميع : هذا ممنوع .. إختر أي مخلوق غير الإنسان !
رد بسرعة و تلقائية في سؤال إستفهام ، إنتزع الضحكة من الجميع : يعني حيوان ؟؟
قال الفتى الرياضي ، بطل مسابقة الخيول للقفز على الحواجز :
أتمنى أن أكون حصاناً رشيقاً ، صديقاً لفارسه ، أدهم اللون ، رشيق الخطى ، جميل التكوين .. يستطيع قفز الحواجز بكل رشاقة ويسبق الريح بكل بساطة و أناقة .
قالت الفتاة الصغيرة ، صاحبة الوجه الملائكي ، و الضفائر الطويلة :
أتمنى أن أكون فراشة جميلة ، تقفز هنا و هناك بين الأزهار و الأشجار .. زاهية الألوان .. تبعث السعادة و البهجة على الناظرين .
قال الشاب المشاكس ، المندفع في كلماته و تصرفاته :
أتمني أن أكون مرآة تنظر فيها كل فتاة جميلة .. تحملني بين يديها ساعات طويلة ..
قالت الفتاة الطيبة البدينة .. بعد تفكير طويل و هادئ :
أتمنى أن أكون دجاجة عجيبة .. تبيض كل يوم بيضة ثمينة من ذهب .. أعطيها للفقراء و المساكين .. أقضي بها على الفقر اللعين ! .
رد الفتى المندفع بسرعة :
ولكن حذاري من السكين .. إنهم يذبحون الدجاج بلا عطف أو رحمة .. دون أن تأخذهم أي شفقة !!
وتعالت الضحكات ..
قالت الفتاة الشابة النحيلة .. التى لا تفارق وجهها علامات الحزن و القلق :
أتمنى أن أكون فرشاة في أيدي فنان .. أو آلة كمان يعزف عليها الموسيقار أجمل الألحان .. أو ..
لم يمنحها الأصدقاء فرصة إكمال الأماني و الأحلام .. قاطعها الفتي الوسيم الأنيق :
كفى .. إتركي لنا فرصة للكلام !!
أتمنى أن أكون جنياً طيباً مؤمناً .. عفريتاً طيباً ، يخرج من المصباح ، ليحقق مطالب البشر .
سألته الفتاة المحجبة ، قليلة الكلام ( في إستفهام ) :
مطالب البشر ؟ .. كل البشر .
أجاب الفتى الوسيم بسرعة و لباقة :
لا .. ليس كل البشر .. فقط مطالب الفتيات .. خاصة المحجبات !.
علت علامات الغيرة فوق وجوه الفتيات الأخريات .. و نظرن إلى الفتى الوسيم نظرة لوم و عتاب .. فتدارك الموقف بذكاء و دهاء .. واستطرد قائلاً :
أيضاً سأحقق مطالب كل الفتيات الكريمات .. بشرط دعوة سخية على العشاء .
طالب الفتى الصغير بدوره في اللعبة .. صرخ في الجميع : " وأنا أيضاً أريد الكلام .."
وبدء يفكر ببطئ و تأني .. وينظر إلى السماء يتأمل و يتمني .. وقبل أن يبدأ في الكلام ، صرخ فيه الفتى المشاكس : " يالا .. خلصنا .. هو إمتحان ؟! " .. فأنطلق الفتى الصغير يقول بسرعة و بحزم و إصرار :
أتمنى أن أكون ملاكاً من نور .. ينشر الخير في الكون .. ويُبطل الشر أينما يكون ..
وهنا صفق الجميع ..
( إنتهى )
د. ناصر شافعي . القاهرة . 19 فبراير 2010 .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|