[عبد المنعم محمد خير إسبير]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى أستاذى الكريم العالم الجليل الأستاذ عبد المنعم تعلم سيدى - وانت اللبيب الخبير- أن يضل قوم لا يقودهم حكيم , لأنه يعرف كيف يسوس أمورهم ويضعهم على طريق النجاة وينقذهم من شفا الهاوية بحكمته وخبرته و وتعلم سيدى أن السافينة التى لا يقودها ربان ماهر مصيرها الغرق بلا شك , لأنه يعرف كيف يروض الموج ويحول إلى شراع آخر يدعم سيره نحو الأمان , وتعلم أن المعلم يظل محفورا فى أذهان متعلميه وربما كنوا أكثر حبا له من الآباء , لأنه يربى فيهم الروح ويبنى فيهم العقول بينما الآباء يبنون أجسادا فقط فى بعض الأحيان و ولذلك تظل صورة المعلم قائمة فى ذهن المتعلمين ويقبلون عليه -ولو فى الخيال- يشربون كلامه شربا لأنه واحة الصدق الوحيدة فى حياتهم ومرج المشاعر الحقيقية التى تجتاحهم فى سن هم احوج إليها فيه من أى مرحلة عمرية اخرى اتدرى سيدى لماذا اقول هذا الكلام؟ اقوله لأننى احسست حين قرات كلامك السابق أن هذه الرابطة دائرة غير متكتملة ومن ثم ينقصها الترابط الذى يقويها , وكيف لا وكلنا ثقة بانك مظلة المشاعر والحكمة التى تصد عنا الشمس أنّى واجهتنا وتأذن للنسيم عندها نشعر بالراحة والثقة ونطلع هذه الرابطة من منبع مصبه قوى هو انت اتدرى سيدى نحن هؤلاء النفر وانت هذا القائد فكيف ترضى ضمائرنا بأن نعفيك وكيف ترضى أنت ان تتركنا نهبا للعراء وذئاب قلة الخبرة وجدب انعدام الحكمة التى تتضاءل بجوار قامتك من الحكمة والخبرة فهل ترضى بذلك سيدى ؟ أعلم انى اطلب ما هو فوق طاقتك ولكنى اطمع واصر على ان تكون معا متى اردت ومتى اتاح لك الوقت والصحة التى نسأل الله أن يمتعك بها دوما وانى أضم صوتى إلى صوت اخى يسين فى أن تبقى مشرفا لهذه الرابطة وإنّا نصر على ذلك إصار ابن طابع فى محبة أبية فكيف يواجه الأب هذا الطمع البنوى وأرجو ان تغفر لى زلات الكتابة سيدى الكريم والأحب لك كل محبتى وتقديرى أستاذى ومعلمى الكبير

أخي وأستاذي الكريم عبد الحافظ
يقولون إن من يشرب من نهر النيل يصبح جميلاً في حرفه وساحراً في صوته. وقد زرت مصر قبلاً عدة مرات ولم أدر أنك أنت النيل الذي عليّ أن( أشرب منه شربة لاأظمأ بعدها أبداً) . واعذرني إن تطاولت لأقول : ياسعادة وياهناء نصفك الحلو بك ياأدب وأديب النيل .
ويحضرني الآن ما أكتنزه في ذاكرة صباي ، أن أم كلثوم التي غابت عنا يرحمها الله ، اجتمعت في زيارتها لسورية إلى مجموعة شعراء سوريين ، ألحوا عليها أن تسمعهم صوتها ،وبذكائها الوقّاد ومن أجل أن تتخلص من مطلب محرج لها في غيبة العازفين ،طلبت منهم أن ينظم الكلُّ قصيداً لتختار واحداً لإنشاده . وإذ بها تفاجأ بسرعة انجاز الجميع لمطلبها ، فاضطرت إلى اختيار قصيد جميل لأحدهم وأنشدته:
وهنا أريد تعذروني على نسيان ماكتب الجميع ،ولم أعد أذكر إلاّ بيتاً واحداً لفاتحة قصيد بقي في ذاكرتي وهو:
حمامة النيل هيّجت الهوى فينا*** فأكثري السجع فينا وزيدينا
فيابلبل النيل الذي هيّج حبّي لجميع ابنائي وبناتي في الله ، وجعلني أحسّ بتقصيري في واجبي تجاههم ، ذلك الواجب الأبويّ الذي يوجب
إيثارهم على نفسي برغم ماسوف تكابد من أجل إرضائهم، فقل معي : كان الله في عوني .
أخوك عبد المنعم