01 / 03 / 2010, 51 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
|
عائد إلى مدينة النور
عائد إلى مدينة النور
[align=justify]
تطلع إلى الأفق متوجسا من الظلمة التي سادت المكان فجأة .. واضطر للتحديق عند قدمه برهة قبل أن يخطو الخطوة الأولى .. إلى أين ؟ .. منذ قليل كان يعرف إلى أين يتجه أو على الأقل كان يمني النفس بالوصول إلى مكان ترتاح فيه نفسه المتأججة . لم يكن يدري ما به لكنه كان يشعر بحاجة ماسة إلى ما يطفئ هذا اللهب المستعر في كيانه .. أحس فجأة بالخوف وسرت في جسده قشعريرة فلم يجد بدا من التقدم إلى الأمام .. عيناه بدأتا تستأنسان بما يحيط من حوله .. كانت هناك أخاديد و حفر و حواجز لم يعهدها من قبل . تراءى له بصيص من نور في الأفق البعيد فاستبشر خيرا .هفت نفسه لكي يصل إليه و يجد من يسري عنه و يذهب كآبته و يفرج كربته .الليل جميل لكنه في هذه اللحظة موحش ..
الحواجز لا تنتهي .. بل خيل إليه لحظة أنها تتضاعف كلما تقدم به المسير .. صار كمن يدور في حلقة مفرغة أو يدور في دوامة .. استبد به الخوف وعن له أن يصيح و يصرخ طالبا النجدة .. لكن .. من سينجده ؟ ومن سيسمع صياحه ؟ بل ربما كان هناك من سيغتنم الفرصة ليزيده رهقا ..
فليجر رغم الأخاديد .. و ليسرع قبل أن تنتابه نوبة جنون أو يصيبه مس في هذا الليل الحالك .. لكن البصيص من النور يختفي ويتلاشى مع اختفائه الأمل في النجاة من هذا الوضع المرعب .. شعر بالندم على ابتعاده من مكانه السابق و حن إليه حتى اغرورقت عيناه بالدمع .. التفت من جديد ثم انتبه إلى أن شيئا ما وراءه يلفت نظره ، فإذا بالبصيص يصير نورا وهاجا و إذا به يجد نفسه لم يتقدم خطوة .. لقد عاد أخيرا رغم أنه لم يغادر .. وصار عليه أن يسجد شاكرا على ما أوتي من نعمة فخر ساجدا والدموع تبلل الأرض إلى أن بزغ الفجر .
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|