عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 03 / 2010, 23 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
ايمن المغربي
شاعر وأديب -ماجستر في الادب العربي- بعثة علمية الى تركيا -طالب دكتوراة في الادب التركي -باحث - مترجم

 الصورة الرمزية ايمن المغربي
 





ايمن المغربي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب [فاس]

تصورات منهجية في قراءة النص الادبي وتذوقه

[frame="8 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم

تصورات منهجية من اجل قراءة سليمة للنص الادبي وتذوقه
ايمن الركراكي اسطنبول 09 03 2010



النص الادبي نص فني جمالي اولا واخيرا مما يجعل الذوق والاحساس هما الحكمين الرئيسيين اللذين ترجع اليهما الكلمة الاولى والاخيرة في النظر فيه...
فهو بذلك ذو حصانة كاملة من ان يكون هدف الاحكام القيمية الجاهزة
انه انساني وجمالي ينبع من الاحساس ويخاطب الاحساس وما كان كذلك فانه اكبر من ان يقاس بمقياس او يكال بمكيال
لكن هناك مقومات اساسية ومعطيات تقنية وفنية تفترض فيه لكي يكون نصا و لكي يكون ادبيا وفنيا ... ايضا
من هذه المعطيات ما اجمع عليه النقاد واعتبروه جوهريا لا غنى عنه
ومنه ما اختلفت المدارس الادبية والاراء النقدية ووجهات النظر في اهميته وضرورته او اولويته
ومنها ما ينحصر في تصور الافراد والقراء والمتلقين كل على حسب شاكلته وباعتبار ذاتيته واديديولوجياته وخلفيات تذوقه وكذلك قدراته وملكته على استكناه جماليات النص وتلقيه لكن وفي هذا الصدد لا احد يستحق ان يزعم امتلاك الحقيقة القيمية المطلقة التي لا يناقشها متلق اخر

لقد تضاربت الاقوال والرؤى النقدية وتطرفت يمينا وشمالا سطحا وعمقا شكلا ومضمونا في الحديث عن جماليات النص الادبي ومقوماته وشروطه
لكني اتصور انه من المضحك القول بان لكل نص قراءته ولك نص جمالياته الخاصة به والا لكان لكل شخص اخلاقه وقيمه وهذا يعني ان لكل شخص مجتمعه ودينه ودولته... وهو امر يقدس الفردية وينقض البعد الاجتماعي الفني للنص الابداعي.
والحقيقة ان النص ينبغي ان تتوفر فيه عدة شورط وصفات تجعل منه نصا ليتمكن من ان يكون ادبيا وفنيا ثم نصا ابداعيا على كل حال

1. شكل كتابته .. بما يمكّن من تصنيفه . ولن ادخل في نقاش حول تداخل النصوص واشكالية النوعية ونقاشات الجنس الادبي وما طرحته وتطرحه تلك المباحث من تصورات عقيمة لا تزيد ولا تنقص بل انها لا تخلو ان تكون مجرد متاهات سوفسطائية وغيرمنهجية.
فالنصوص تعلن عن نفسها من خلال اشكالها هذا شعر وهذا قصة وهذا رواية ... الخ
ثم لا احد ينكر على المبدع ان يورد شعرا داخل القصة والرسم داخل المسرح...
كمالا يمنع المبدع ان يمسرح النص الشعري او يكعب القصيدة او يسرد داخل القصيدة ....في اطار لا يخرج النص الادبي عن جنسه بقدرما يغني اللوحة الفنية التي اراد المؤلف ان يرسمها....
وفي اطار الشكل تدخل المسائل التقنية التي تلامس نظر وحس المتلقي منذ معانقته الاولى له.
وهنا ـ داخل سياق الحديث عن شكل الكتابةـ لا ينبغي انكار وجوب تطابق لتناغم الحرف والصورة وشكل الغلاف والفراغ بين الاسطر والتنقيط والترقيم ..... وغير ذلك وهو امر نبه لاهمبته القدامى والمحدثون والحداثيون على السواء رغم اغراقه في الشكلية لكنه اساسي الى حد بعيد.

2. القواعد اللغوية والتركيبية والايقاعية والتناغمية وتوازن الجملة وسلامة الحس اللغوي والمنطقي للنص.
وهوامر لا خلاف في اهميته اذ لا يمكن ان نتحدث عن نص يرفع المفعول به وينصب الفاعل [عن غير قصد] او ان يبدا كلمة منه بالفرنسية وينهيها باضافة صينية او هندية... والا لكان تخليطا وهذرا لا يحسن ان يضيع المتلقي وقته في محاولة فهمه.
فالنحو والصرف والعروض وتوازن الجملة ونقاء العبارة وفصاحة التعبير وتمام التركيب وتطابق الكلمات مع المعاني المقصودة في سياق العبارة ووو ... امور لا بد منها لكي يكون النص نصا
وهذاطبعا لا يعني باي حال تقييد الكاتب وربط يديه كما يدعي بعضهم لانه لا يمكن للكاتب ان يكون كاتبا اذا لم يتمكن من ادوات الكتابة وتقنياتها كما لا يمكن ان نسمي صياد سمك من ذهب ليقتطع حجرا بمعول في قمة الجبل.
كما لا يعني هذا الامر منعه من تطوير اللغة واساليب التعبير وفتح افاق لغة التواصل والخطاب والتعبير والابداع.
كما لا يعني البتة منعه من ممارسة وارتكاب اللعب التعبيرية والجمالية من خلال بلاغة الانزياح والرسم التشكيلي والكاريكاتوري والتشخيصي المجازي والاشاري لبعض المفردات والتعابير مما يعطي لجمله وعباراته في احايين كثيرة طابعا شاعريا ايحائيا جماليا.
لكن هذا طبعا يكون له سياقه ونسقه وما يوحي بوجوده والا لاعتبرنا كل تخليط وهلوسة وهذيان المجانين ادبا رفيعا.
3. لابد من التجربة الشعورية التي يصدر عنها و هو ما نسميه بعبارة اخرى بصدق التعبير وصدق التعبير امر اختلط على كثير من اساتذة الاداب في الشرق والغرب على السواء واغلب من رايتهم يلقنونه ويدرسون الادب لا يدركون معناه فاما من ادركه لا يكاد يصدح باهميته وعمقه وجوهريته في العملية الابداعية؛ فتراهم يرسلونه في الفاظ مطلقة مجردة فاذا طلبت منهم انموذجا بسيطا عجزواعن ايراده
والحقيقة انه اوضح من الشمس في ضحى يوم صيفي.
ان صدق التعبير وهو ناتج عن صدورالنص الابداعي عن تجربة شعورية ويظهر في تطابق ما صدح به الشاعر مع ما اراد ان يقوله وهو نفسه تجلي قدرته التعبيرية على ترجمة الحالة الشعورية او التجربة العاطفية التي كانت وراء انتاج نصه والتي دفعته لكي يحاول البوح بها ذاتيا او من خلال مشاركة المتلقي [المتلقين] لها.
ومن هنا يندرج امور ومعطيات لا حصر لها
=منها عدم التكلف والتنطع والتشذق
=منهاوضوح المعنى او [غموضه حسب سياق النص]
=منها سلاسة اللغة [او قوتهاحسب سياق بعض النصوص]
=منها تناغم ماهوايقاعي مع ما هو لفظي مع ما هو شعوري ذلك انا كثيرا ما نقرا نصوصا ضاحكة بموسيقى صاخبة وهي تتحدث عن موقف يلفه الحزن من اوله الى اخره والعكس بالعكس
4. لا بد من اصالة النص: واصالة النص تعني نسبته الكاملة لكاتبه وحمايته لحقوق التاليف...
اصالة النص تعني ان يكون صادرا عن مؤلفه وان كل جملة هي من انتاجه هو؛ تحمل امضاءه الخاص وتعني ان هناك شيئ جديد وابداع صدح به ولم يكن مجرد مردد لغيره او ناقل عنه او سارق لبعض او كل تعابيره.
هذاطبعا لا يعني منع الاقتباس او التضمين او التناص والترجمة والاستفادة من البعدالاسطوري والبعد التصويري والروائي او مجرد عملية اغناء النص بمفاهيم وحكم واشعار وابداعات تم التوافق الجمعي على انها نصوص خالدة مشتركة يتقاسمها الكل لان ملكيتها جماعية .... لكن تلك المعطيات والوقائع النصية المتحدث عنها مقبولة ان لم نقل اساسية وفنية وجمالية وابداعية ايضا شرط ان يكون ورودها في اطار مبدع خلاق فني ومتحمل للمسؤولية والامانة وليس بالنقل والسطو والاحتيال الصارخ....

5. قد اختلف مع كثير من المنظرين الحداثيين الذين اوردوا معطيات قيمية حداثية وطفقوا يعتبرونها اس كل عمل فني وابداعي ودرجوا من خلالها ينزعون صفة الفنية والجمالية عن النصوص التراثية أو تلك الابداعية الحديثة التي لا تتضمنها كليا اوجزئيا.
· منها ان الادب ينبغي ان يكون هامسا.
· ان الادب ينبغي ان يبتعد عن المباشرية.
· ان الادب متحرر من كل الاخلاق والقيم الانسانية والدينية.
· ان النص ينبغي ان يتحرر لكي يدعو الى الحرية وان الحرية مطلقة فحسب رايهم لا اخلاق ولا قواعد ولا اصول ولا حواجز دينية او اخلاقية [تابوهات ] زعما انها تكبح جماح الابداع وتقتل الفن
· ان التصوير والخيال المجنح هو الجانب الاساسي والوحيد الذي يجعل من النص نصا ادبيا وفنيا مبدعا وبذلك فالغموض حسب رايهم هو اصل الحكاية مبتدؤها ومنتهاها وان نصا لا يحتويه الغموض لا يمكن بحال من الاحوال ان نعتبره ادبيا اوجماليا ...

والحقيقة ان كل هذه احكام قيمية؛ نعم لبعضها محله الوازن في النظر الى النصوص لكنها ليست الوحيدة ولا الاهم ولا هي كل ما ينبغي ان ينظر اليه المتذوق للنص الابداعي
فكون الادب هامسا لن يدفعنا البتة الى طرح صفة الادبية عن الاناشيد الحماسية والخطابية والنصوص التراثية الخالدة
المباشرية في كثير من الاحيايين تكون اكثر شاعرية من الانزياحات اللفظية التي قد ترد فتكون في كثير من الممارسات الكتابية كنوع من اللعب بالافاظ المفرغ من اي جودة او حس او ذوق فني
ثم ان الادب لم يكن ولا ينبغي له ولن يكون ابدا تحررا من الاخلاق والقيم الاجتماعية فالاديب منذ كان وهو شخص مسؤول له ما له وعليه ما عليه داخل منظومة المجتمع
الفكر الماسوني الصهيوني الماجن مافتئ يدعو الى هدم الحضارات لكي يبني عليه حذارته [من الانحذار نحومستنقع الهاوية] وهو رغم ذلك قد ياتي ببعض النصوص التي لا ننكر جماليتها لكنها لا تفتا تقتل الروح الانسانية والطبيعة الفطرية والجمال النفسي الحقيقي كما يقتل السم الذي في الدسم

ثم لنتحدث عن التصوير والخيال والغموض ,,, ان الشمس هي اجمل الكواكب والنجوم بكل الاجرام لكنها ليست كل السماء فكما ان الخيال والتصور والغموض انجم فراقد في ليل النص الادبي الا ان النص الادبي ليل كامل بما يضمه الليل من قمر وسمر ونوم وحلم وعشاء .... الليل كل لا يتجزا وجماله في كل عناصره التي تجعل منه نصف يوم


لكن لنعد الى بعض المظاهر الجمالية التي تجعل النص الادبي ادبيا
التناص:وهو تداخل النصوص الادبية داخل النص الواحد مما يجعله نصوصا وليس نصا واحدا وهو مزجما هو تراثي او فكري [وقد جنحت الافكار عند كثير من النقاد فاعتبروار الحوادث والظواهر الطبيعية والقضايا التي يتم طرحا في النص من خارجه نصوصا ....] او حياتي اواسطوري وتعطير النص به.
الرمز: الرمزية في النص شكل من اشكال فتح النص على قراءات متعددة والرمز بما يضمنه من ايحائية يجعل القارئ يبعد عباراته عن المباشرية الى ادبية تضرب في العمق وتجنح بفكر المتلقي الى ان يقرا النص من خلال رؤى اكثر عمقا واكثر ادبية، لكن الرمز كالنار قليل منه دفء والكثير منه يحرق وانعدامه برد.. وعلى الاديب في تعامله مع الرمز ان يكون حذرا الى ابعد الحدود [لايلعب بالنار] ومن خلال مخاطرة ومغامرة التعامل مع الرمز يكسب النص شاعرية وعمقا وانفتاحا على قراءات متعددة
ومن هنا جاء الحديث عن [الفراغات في النص]: ومعناها ان الكاتب لا ينبغي عليه ان يستغرق كل القضايا ويميت كل المواضيع التي يطرحها نصه بل عليه ان يترك للمتلقي حرية ان يملا الفراغات... بما يجعل عملية تلقي النص عملا مثمرا وممتعا في الان نفسه
ومن هنا اجمع النقاد على ان الاديب ليس مصلحا اجتماعيا ولا مفكرا سياسيا ولا داعية دينيا... وانما الاديب قليل من كل هؤلاء لكنه ايضا زهرة تدل على الربيع وليس كل الربيع.
وان القارئ عندما يتلقى النص فانه يملا تلك الفراغات ومن هنا تبدا مرحلة امتلاكه للنص ومن هنا اعتبروا ان ملكية النص عندما يتداولها الكاتب مع القارئ ... تتولد عنها قراءات متعددة للنص مما يجعل النص اكثر عمقا وانسانية.
الاستدعاءات والتداعيات الحرةوالاستطرادات؛ وهي على كل حال وكما تقدم في الرمز سلاح ذو حدين بحيث ان من اتقنها استغلالها انتج نصا كاملا خالدا ومن اساء استعمالها قتل نصه و ابعده عن الادبية وجعله مجرد ثرثرات بلا معنى مما يتعب المتلقي ويستغرق فكره ويدخله في دوامة لا طائل ورائها وكان الغرض من الابداع ادخال البهجة....

التناغم الداخلي والتناغم الخارجي للنص؛ كثيرا ما تحدث النقاد عن ضرورة الايقاع في العملية الابداعية النصية شعرية كانت ام نثرية سردية ... الخ
والتناغم الداخلي يكون من خلال الايقاع الداخلي للنص وتلاؤم الحروف فيه وانسياب الفاظه من دون تكلف ولا تنطع ولا تلاعب بالحروف واعتبر اكثرهم ان ذلك انما يكون بالسجية والمراس
ولا احب الحديث عن الايقاع الخارجي حتى لا اتهم بالعروضية في الشعر لكن الايقاع في الشعر بعض المقومات التي تجعله شعرا وتميزه عن النثر لكن ليس الايقاع هو كل موسيقى الشعر
الوحدة النصية والنفسية للنص : ان بنية النص ينبغي ان تكون نسقا واحدا بحيث تقوم علاقة وطيدة بين كل فقراته ووحداته وعناصره التعبيرية وحقوله الدلالية علاقة ذهنية او نفسية اوموضوعية بحيث يكون بامكان المؤلف او او المتلقي ايضا ان يجد تبريرا لكل ما يرد من تفاصيل داخل النص...
بالنسبة لفكرة النص: ينبغي على الكاتب دائما ان يجعل كل فقرات النص مقدمته عرضه خاتمته استطراداته تداعياته استدعاءاته [فلاش باك] اقتباساته تلميحاته... كلها مرتبطة كليا اوعضويا مع فكرة النص الرئيسة بحيث لا يحس القارئ ان الكاتب قد جنح فكره خارج مااراد قوله او عن الرسالة التي اتى بها.

لقد ابان كثير من النقاد ان الاديب يسال دائما ":: كيف كتب .؟ ولا يسال الا نادرا عما اراد قوله او حتى على ما قال فهو ليس بفيلسوف ولامصلح اجتماعي ولا زعيم سياسي ... وان كان يطرح قضايا جوهرية وفكرية وفلسفية واخلاقية ودينية او اجتماعية.. داخل نصه لكن السوال عن الموضوع والهدف والغاية يدعم السؤال عن الكيف لان ادراك الجماليات التي طرحت من خلال الشكل لا يمكنان نفهمها ونتذوقها الا من خلال فهمنا للاهداف والمضامين و المعاني والمرامي التي [وان كانت خارج النص الا انها] لا تنفصل عن جوهره بشكل اوباخر.

وللحديث بقية

كتبه ايمن الركراكي المغربي اسطنبول 2010
[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع ايمن المغربي
 "رضيت نفسي بقسمتها فليراود غيريَ الشهبا" اليا ابو ماضي

التعديل الأخير تم بواسطة ايمن المغربي ; 11 / 03 / 2010 الساعة 53 : 10 AM. سبب آخر: محاولات متعددة لحذفه فالمعذرة
ايمن المغربي غير متصل   رد مع اقتباس