[خيري حمدان]

[frame="1 98"]

الشاعرة فابيولا بدوي
لا شك بأنّ هناك الكثير من الأدباء العرب الذين يسيرون بخطى حثيثة نحن الأضواء، يعميهم هذا الهوس المسمّى (الشهرة). والوطن لا يعني شيئاً مقابل أن
تذكر أسماءهم في المحافل الدولية. هذا عِوَضاً عن ركوب الطائرة وقضاء بضعة ليالٍ في أوروبا؟
ولنعد الى أوروبا تحديداً. كثيراً ما أحاور الكثير من المبدعين والكتاب البلغار وغيرهم عن القضية الفلسطينية، أقنعهم أحياناً وكثيراً ما لا يقتنعون. الفلسطينيون هم
الضحّية الأولى والمباشرة للحرب العالمية الثانية. نحن ضحايا هتلر ومو سيليني وستالين لأنهم جميعاً غسلوا أيديهم واعتذروا من اليهود حين قدّموا الشعب الفلسطيني قرباناً على مذبح لا أخلاقية العالم الجديد وعصبة الأمم.
لكنّهم فوجؤوا بأنّنا لسنا هنوداً حمر. مع وتقديري وعِشقي لهذا العرق البشريّ صاحب العادات المعتقدات القريبة من الطبيعة.
نحن لسنا حمراً ولسنا هنوداً ولن نذوب في أفران التطبيع ولن نغيّر لغتنا ولوننا.
الدولة التي ساعدت في إقامة الترسانة النووية الإسرائيلية لإسرائيل هي فرنسا تحديداً. وقيام إسرائيل جاء إثر مذابح دموية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً. هل نسيتم حفلى دير ياسين وكفر قاسم ومئات القرى التي أزيلت عن وجه الأرض.
إسرائيل ليست ضيفاً عادياً ولكن ضيف شرف. ثقافة الدم والقتل والعنف وإلغاء الآخر والاحلال.
ألا يكفي كلّ هذا لمقاطعة معرض الكتاب في باريس وتورينو. اخوتي الكتّاب. هناك معركة فِكْرية وحضارية ومحاولة إحلالية لحضارتنا. اكتفوا بزيارة باريس في أوقاتٍ أخرى وتمتّعوا بالجميلات الفرنسيات. ولكن، ليس في هذا الوقت الذي يحتفل الآخر بقيامه على حساب موتنا البطيء والسريع والمؤلم
أشكرك يا شاعرتنا ذات الحسّ الوطني المرهف. أشكرك عزيزتي فابيولا بدوي على هذه اللفتة الكريمة.
[/frame]