رد: الدين هو الصلاة : رسالة واجبة التبليغ
*** مجادلة بني إسرائيل وموقف نبي الله موسى ***
... ومن أعجب الآيات في هذا السياق أنه تعالى جادل بني إسرائيل في الإيمان بالقرآن والإعتراف بالحق , ثم خاطبهم بعد ذلك مباشرة بالصلاة والزكاة , وكأن إيمانهم بالقرآن إنما هو من أجل تحقيق العبودية الحقة لله , وأولها الصلاة . قال عز من قائل :"وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين , أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم و أنتم تتلون الكتاب , أفلا تعقلون ,؟ واستعينوا بالصبر والصلاة , وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين , الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون ".
وقال لهم في آية أخرى :"وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي , وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا , لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار , فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل ." وحصر مفهوم "الدين القيم" فيما أمر به بنو إسرائيل ولم يستجيبوا له , وهو إخلاص التوحيد لله , وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة , فقال سبحانه :" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة وذلك دين القيمة ".
ومن أرهب المواقف و أجلها , موقف نبي الله موسى عليه السلام , لما ناداه ربه لأول مرة بجانب الطور الأيمن , فكان ما كان من فزع موسى ورهبته , فلما اطمأن عرفه الله تبارك وتعالى بنفسه أولا , ثم أمره بالعبادة وعلى رأسها الصلاة , فقال في آية عجيبة حق عجيبة :"إني أنا الله لا إله إلا أنا , فاعبدني وأقم الصلاة لذكري , إن الساعة آتية أكاد أخفيها , لتجزى كل نفس بما تسعى ".
ثم قال للكافر الضال الذي اختلطت عليه المفاهيم , وتداخل عنده الحق بالباطل , ففتنته الشياطين إذ سمت له الضلال هدى , كما تصنع كثير من الخطابات الإعلامية والسياسية في زماننا هذا :"كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى إئتنا , قل إن هدى الله هو الهدى , وأمرنا لنسلم لرب العالمين , وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون ". وفي ذلك إشارة إلى أن الصلاة هي العاصم من فتنة الشبهات والأهواء التي يلقي بها الضلال على الجهال .
ولذلك فإنه تعالى قرر أن إقامة الدين في الأرض , وما تتطلبه من دعوة وجهاد , إنما غايته الأساسية هي الصلاة أولا , وما يلحقها من أعمال الإسلام :"الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر , ولله عاقبة الأمور ".
يتبع ...
|