العزيزة غالية
لا أظنّ بأنّ هذا تحيّز. والنمط الجديد في الحياة هو الذي سمح لي ولك الالتقاء على صفحات هذا المنبر. التقنيّة العالية والتواصل السريع في عالم المعلومات يختلف تماماً عن عالم العصور الوسطى. من ناحية اخرى فإنّني أجد بأنّ المرأة العربية قبل ألف عام ويزيد كانت تتمتّع بحريّة أكبر منها في الوقت الحاضر. الرجل المعاصر يضرب ويسجن ويمنع المرأة من العمل الشريف والمنتج. طبعاً هناك استثناءات كثيرة وعديدة.
يؤلمني أن أقدّم لك مثالاً ابنتي أحلام. والتي أنهت دراسة الحقوق بامتياز من إحدى الجامعات الأردنية الخاصّة. وعملت في مكتب محاماة لمدّة سنتين حتى تتقدّم للامتحان النهائي وتحصل على شهادة ممارسة الوظيفة من نقابة المحامين. تزوّجت من مهندس شاب ومثقّف. ولم تتقدّم لنيل الامتحان الأخير وكانت تزورني حين عودتي الى الأردن بمعدّل مرّة واحدة خلال بضعة أيام. وكانت زيارتي لمدّة شهر واحد فقط. وكانت هي تسكن قريباً من منزلنا. تخشى ان تتغيّب في اللحظة التي يعود فيها زوجها الى المنزل. تخشى جوعه وعطشه وتخشى .. لقد استسلمت لمصيرها الأنثويّ في عالمنا الشرقيّ. والأمثلة كثيرة يا عزيزتي. هذا ليس تحتملاً على الرجل. معاذ الله. وانا رجلٌ قويم. ولكن الأمور تقرأ بشكلٍ مغلوط ومعكوس. الإسلام حرّر المرأة، ولا بدّ من المضيّ بهذا النهج إذا أردنا أن تقوم لنصف مجتمعنا قائمة.
أشكرك على مداخلتك القيّمة. وأتمنّى ان يبعد الخالق عنك السوء.
