رد: الإعلان عن ملف جديد (تعلّم اللغة العربية)
03 - صيغ التّفضيل و المبالغة-
الآن وبعد أن عرفت صيغة التفضيل(اسم التفضيل)، وأدركت أغراض استعماله وكيفية اشتقاقه وصوغه، وأنّه يعرب حسب موقعه في الجملة:
السّيف أصدق إنباء من الكتب في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب
فعبارة أصدق بمعنى( أكثر صدقا)- وهي ملازمة للمصدر (إنباء) لأنّه فعل ثلاثي (أنبأ) لا تجوز فيه المفاضلة- فجيء بكلمة أصدق- ويعني أن الكتب تصدق في إنبائها كما تكون السّيوف صادقة أيضا في إنبائها، غير أنّ إنباء السّيوف إنباء حازم واقعي فهو أكثر صدقا في تقديم الأنباء من الكتب التي تكون فيها المبالغة أو التّحقير...
- فإذا قلت هذا صادق – وذاك صادق- وأردت أن تبالغ في وصف الأول بالصّدق دون مقارنته بغيره قلت هذا رجل صَدُوقٌ أو صِدِّيق.. على سبيل المبالغة، وبالتّالي تكون قد صغت صيغة المبالغة من الفعل صدق. وهي ( صيغة المبالغة) صيغة مشتقة – غالبا- من الفعل الثلاثي للدلالة على الاتّصاف بكثرة بصفة ما- وتكون على أحد الأوزان التالية: فعّال (عدّاء، قرّاء..)، فعِّيلٌ (سِكِّيرٌ- صدِّيقٌ...)، فعول(رؤوف، جهول...) مِفْعَالٌ(مقدام...)، فَعِيل(مما ليست الصّفة المشبّهة منه على وزن فعيل مثل: جميل، كريم...)، مثل(سميع) لأنّ الصفة المشبّهة منه على وزن فاعل: سامع، وكذلك شهيد: عوض شاهد ). وتعرب صيغة المبالغة حسب موقعها في الجملة.
لقب أبو بكر بالصدّيق- الصّدّيق: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
ولو تأمّلت التطبيق الثاني من الكتاب المقرّرص183،لوقفت على ما يلي:
- لقد وصف الله كثير الحلف، والمهان، ومن يمشي بين الناس بكثير من الهمز والنميمة، ومن يكثر من الوقوف عرضةً أمام فعل الخير بما يلي: حلاّف عن حالف، مهين عوض مُهَان، مشّاء عوض ماش- همّاز عوض هامز، منّاع عوض مانع- وذلك لكثرة اتّصاف هذه الفئة من البشر بهذه الصفات الذميمة.
وكذلك بالنسبة للخنساء وهي ترثي أخاها صخرا الذي كانت تحبّه كثيرا ولقد بالغت في تعداد محاسنه وقالت عنه بأنّه: مقدام- عقّار- مسعار- حمّال ألوية- هبّاط أودية، شهّاد أندية، . للجيش جرّار ، وهي صفات مبالغ فيها، قلّ أن تجتمع بهذه القوّة عند رجل يافع، ولكنّ عاطفة الشّاعرة غلبت عليها، فجعلته بهذه الصّفات الجميلة المبالغ فيها... وهذه الصّيغ صيغ المبالغة كأسماء التفضيل تعرب حسب مواقعها في الجمل...
-
|