لم نختر الفراق ....فقد زرعوه بنا شوكاً يجرح المآقي والخدود ..
أنا لا اعترف بالزمن أو الفواصل أو الحدود ....
عشقنا نثروه رماداً على سماء بلادنا أسيرة القلوب والمحاجر..
عقارب الساعات اغتيلت منذ رحيلك..
لم أستوقف نبضها ليعود الزمان .. لتلك اللحظة التي صلبوك بها...
رماد هي تلك القيود ..رماد هي تلك المعاقل والسجون ...
رماد هي تلك الشخوص المشبعة بدخان الغدر ...
تصوروا إنهم كسروا أجنحتك يا طائري الحبيب..
لكنك بقيت حر رغم السلاسل التي توهموا بأنها تنفيك...
من قلب حبيبتك التي ضاقت بها الأرض والسماء..
تلك الحبيبية إغريقية العشق ..شرقية الوفاء...
لم يحذفوك من التاريخ ويشطبوا أسمك من الأسماء
فصلت أكفان من دموع أمٌ تحجر الحزن بها ...
صنعته من دموع أيتام تنام بين بقاع الذل...
صنعته من صوت شيخ عندما يهزه الدعاء...
لأضم بها كل الذين تاقوا إلى الشهادة...