رد: دُرَرُ الكلام لأعضاء نور الأدب الكرام منكم و لكم
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;border:4px double limegreen;"][cell="filter:;"][align=center]كتبت الأديبةهيام ضمرة تصف العرس الفلسطيني :
إن عادات الزواج من أهم تراثيات الدول التي يعتمد عليها في تقدير تطور الشعوب
العرس المغربي من أجمل عادات الأعراس العربية بلا منازع
ورغم الجهود المبذولة في الاحتفال وطول أيامها إلا أنها تشكل عيداً شعبياً رائعاً
وكذلك رغم هول تكاليف العرس وتجهيز العروس وكافة تجهيزات منزل الزوجية
إلا أن ذلك يعتبر مؤشر واضح على استقرار هذه المدينة وارتفاع المستوى المعيشي بها وارتقائها الحضاري
العادات القديمة للأعراس في فلسطين تشابه إلى حد ما العرس المغربي بفارق بسيط في الممارسة
فالعرس الفلسطيني ومثلة تقريباً كل بلاد الشام يبدأ الأحتفال به قبل ثلاث أيام من يوم الفرح، في اليوم الأول تجري مراسم الحناء وتسمى ليلة الحناء وفق طقوس جميلة تزين فيها صينية الحناء بالورود وترقص بها الأمهات والجدات قبل أن تبدأ المرأة الخبيرة عملها بالنقش على أيدي وأرجل العروس والشابات بمصاحبة الأهازيج والزغاريد ويطلق إسم ( الماشطة) على المرأة المعنية بعمل الحناء وتزيين وجه العروس، وتقوم إمرأة أخرى بإلباسها ثوب العرس الأبيض ومن ثم إلباسها سبع أثواب بكل الألوان تختمهم بالثوب الأسود الذي تُلبسه لها باستخدام إضافات من الاكسسوار ليقارب شكلها للون البدوي وتضع على أصابعها الشموع بواسطة كشتبان الخياطة فترقص بها وهي مشتعلة كناية عن رغبتها واستعدادها خدمة الزوج وأهله وتسمى هذه الرقصة بالتجلاية ويطلب من إمرأة وقورة وصالحة وسعيدة في حياتها بإمساكها خاصرتي العروس من الخلف خلال التجلاية تفاؤلا بالسعادة، والمرأة التي تلبس العروس هنا يطلق عليها إسم ( اللبيسة) ويتم تقديم نقوط العروس من المال أو الذهب من قبل الأقارب خلال هذه الفترة.
الليلة الثانية من احتفالات ما قبل العرس تكون من أجل وداع العروس لصديقاتها أما الليلة التي تسبق العرس مباشرة يتم فيها نقل حقيبة ملابس العروس ومطرزاتها التي أعدتها لبيت الزوجية إلى منزل العريس وفق طقوس احتفالية جميلة بأن تلف الحقائب بالقطع المطرزة من إعداد العروس وتزين بالورد الطبيعي فتحملها السيدات الكبيرات وترقصن بها ثم تنقل إلى بيت العريس وينتقل معها كل الضيوف ما عدا العروس لبيت أم العريس وسط الأهازيج والزغاريد إلى حيث يقام الإحتفال.
اليوم الثالث وهو يوم العرس تبدأ المراسم مبكرة يحتفل أصدقاء العريس بحمام العريس في منزل ذويه، وتحتفل صديقات العروس بحمام العروس في بيت ذويها وكل ذلك يجري بمصاحبة الأهازيج التراثية الخاصة بالمناسبة، ثم يقوم أهل العريس بإحضار العروس من بيت ذويها إلى مكان الاحتفال وفي العادة يكون منزل ذوي العريس، وقبل دخولها باب المنزل تأتي أم العريس بقطعة من العجين عليها ورقة شجر خضراء تقدمها للعروس لتلصقها الأخرى بدورها فوق الباب كناية على دخول الخير وزيادة الرزق كما تقوم والدة العريس قبل ذلك بإلقاء حبات الرز والملبس على العريس خلال الزفة ومثل ذلك على العروس قبل إلصاقها ورقة الشجر فوق الباب، فيما يقوم أصدقاء العريس وأقاربه بعمل (زفة العريس) الذي ينقل إما راجلاً أو ممتطياً الحصان وفي كلتا الحالين يحمل أحدهم شمسية فوق رأس العريس مزينة بالورد، فيقوم الرجال بتقديم نقوطهم من أوراق القطع النقدية والليرات الذهبية بتعليها بواسطة الدبابيس على الشمسية، وهي كناية عن تقديم العون للعريس لتغطية جزء مما تكبده من تكاليف احتفال العرس، ومن ثم يدخل العريس بمصاحبة الرجال وسط الأهازيج واستعراضات الدبكة إلى مكان الاحتفال حيث تكون العروس وصلت قبله وجلست على ما يسمى باللوج وهو مكان مرتفع يستقر عليه مقعدين للعروس والعريس تيسيراً لرؤيتهما من قبل المدعوين، ويبدأ احتفال العرس بقيام العريس برفع غلالة التُل الأبيض الرقيقة عن وجه العروس وتقبيلها على جبينها
اليوم التالي للعرس تقدم وليمة العرس.. وفي زمن بعيد كان الأهل والأصدقاء يقدمون العون للعريس وأهله في بناء الغرفة الملحقة ببيت أهل العريس لتكون مسكنه وهذه المهمة تسمى ( العونة)
وتتبدى علاقات التوادد والتراحم والعون جلية في هذه المناسبة حيث تنفتح منازل الجيران والأقارب القريبين لاستقبال ضيوف العرس القادمين من مدن أو قرى بعيدة، بيوت تستقبل النساء وبيوت أخرى تستقبل الرجال، هذه الألفة الجميلة كانت تسبغ المناسبة بأجواء رائعة ليس فقط في تقوية الروابط الأسرية، بل في المظاهرة بحسن علاقة الجيران بعضهم لبعض ومشاركتهم أفراح جيرانهم
عذراً للإطالة ولكني أحس أن مراسم الزواج في البلاد العربية تستحق سردها ليتعرفها الجيل الجديد بعدما دخلت عادات جديدة على أحفال الزواج لغت تماما العادات التراثية القديمة وحلت محلها[/align][/cell][/table1][/align]
|