[هدير الجميلي]

الرسالة العشرون

لا تغضب...ففي غضبك استنزاف لكل جوارحي ...

آلا تعلم بأنك هكذا تقتلني... وتستبيح جروحي...

لا تغضب ...ففي غضبك غصة الفراق ...كيف أشعر بهذه الحياة ...فبعدك كل شيء تحجر ...فارقته السعادة ...لم أجد من بعدك شيء يواسيني ..

فأنا مغلفةٌ بالغربة ...منفية الضلوع والأطراف...

لا تطلب مني النسيان أو الرحيل ...

في كل لليل تكون رفيقي تحتضنني.. تحدثني... عن معنى العشق... ومعنى الحرية ...ومعنى الوطن .

علمتني بأن الشجاعة ليس لها زمان أو سكن...

علمتني إن الجراح طليقة تلتصق بالهواء...وليس البشر كلهم سعداء ..

علمتني فك القيود ..معنى الوجود..

شجاعتك جميلة كشجرة أرز شامخة العطاء...كزيتون فلسطين المشبع بالصبر والدماء...كنخيل العراق عظيم السخاء...كبحر الخليج فياض النقاء.

سلاحك ليس ككل سلاح ..؟فأنت مناضل ..حد الصدق.. حد البرق..حد الشنق..حد العشق..

وأنا امرأةً شرقية كطائر يهوى الحرية... تهواك بكل ثورية ..

ستحبك مئات النساء ..

لكنهنّ ليس مثلي ....ليس كصبري ..ليس كحزني...

ليس كعشقي لك...

فكل الذين يعشقون لايسكنون داخل صدري ...