رد: اضمحلال الثقافة من مجتمعنا العربي - اضمحلال للمجتمع المدني !!
المعقبون الأفاضل
طروحاتكم تستحق مداخلات طويلة .
انا طرحت رأيا . رأيي ليس وليد نزوة ، انما نتيجة معايشة طويلة لواقع عربي مستهجن ، دفعني في النهاية الى التجرد من نصوص التاريخ الذي وجدته منقولا عن احاديث مسموعة مما يجعلني لا اثق به ، خاصة ما يتعلق بعالمنا العربي ، والذي سجل متأخرا جدا .. وهو مليء بالروايات المتناقضة ، دون وجود مصادر تثبت هذه الروايات .
احد الزملاء يقول ان الدين علم والعلم دين , الامام محمد عبدة له قول شهير : "في القرآن كل ما يخص امور الدين وليس الدنيا " ، وأنا أميل لهذا الرأي لأني لا ارى ان الدين طور حضارة ، وما زال الدين يشكل عائقا امام انطلاق مجتمعاتنا. وما لم يجر تحديث ديني فنحن في خطر ...
فقط بحرية الديانات والحرية من الديانات ، يمكن ان نطور مجتمع مدني ، وبدون ذلك سنظل في الحضيض العلمي للعالم ونثرثر حول علوم غير موجودة الا في مخيلاتنا المريضة.
منذ وعيت والعرب تتحدث انها سبقت العالم بالعلوم ، وها انا على اعتاب الشيخوخة ولا ارى علما بل هرطقات واساطير وخرافات وخزعبلات .
على كل انا لست ضد ان يؤمن الانسان بما يراه متناسقا مع تفكيره ، ولكن ان يحاول فرض عقليته على الآخرين ، مستغلا الأنظمة الفاسدة والمتخلفة ، فهذا لن يزيد الدين مناعة . هل بالصدفة ان 30% من ابناء الشعب الايراني يقولون عن انفسهم ، بعد 30 سنة من الثورة الخمينية ، انهم ملحدون ( استطلاع أجرته شبكة الأخبار الفرنسية ) ؟ في اوروبا فقط أقل من 25% يعلنون الحادهم .
ما الذي يمنع ، ما دام ديننا علميا ، ان نرى بوادر لهذه العلوم في التطبيق في دولنا الرشيدة المؤمنة على الأقل؟
حتى تحلية مياه البحر تستورد تجهيزاتها من اسرائيل لتوفر مياه الشرب والوضوء .. ولا أقول ذلك في الهواء ، بل انا كنت مدير الانتاج في المصنع الذي انتجح هذه التجهيزات واعرف لمن ننتجه ودافعي الثمن يعرفون انها انتاج اسرائيل لأنها تعمل حسب طريقة زارحين التي وضعها بروفسور يهودي من اسرائيل وتعتبر أفضل وأرخص طريقة للتحلية .
أعزائي
لا تبيعوني كلاما مقدسا . اعتذر ولا اقصد الاقلال من العقائد والحرية الذاتية لكل انسان ، ولكن اريد حريتي ايضا وحقي في التفكير والاستنتاج .
|